استقبلت رابطة النقاد والأكاديميين في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقدة الدكتور نادية غضبان للحديث عن العنف في الرواية العراقية، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين.
وركزت الجلسة التي أدارها الناقد علوان السلمان على العنف والإرهاب والجريمة مع استشهاد بروايات سردية معاصرة، كما وقد تحدث السلمان عنما تميزت به الرواية العراقية وتناولها أحداث العصر التي كان في مقدمتها احداث العنف متمثلة بالقتل على الهوية والتهجير القسري والاحتقان الطائفي كما في رواية (قتلة) لضياء الخالدي وخرائب بغداد لوارد بدر السالم وطشّاري والحفيدة الاميركية لإنعام كجه جي، زاد أنها جميعا قد سلّطت الضوء على احداث العنف وما خلّفته من تداعيات افرزت انقساما حادا بين مكونات المجتمع العراقي.
ويرى بعض النقاد والباحثين - حسب السلمان- ان الرواية العراقية مقارنة بنظيراتها العربية تميزت بتناول العنف بكل اشكاله بسبب الاوضاع السياسية التي لم تعرف الاستقرار يوما.. اذ ان الصراع بين القوى السياسية العاملة في الساحة للوصول الى السلطة هدفا وطموحا. ولا يفوتنا ان نشير الى رواية فاضل العزاوي (القلعة الخامسة) ورواية (المناضل) لعزيز السيد جاسم.
وتناولت الناقدة الدكتور نادية غضبان في حديثها عن العنف الكثير من الروايات كأمثلة للعنف الممارس داخل أحداث الرواية وأبطالها.
وقالت: إنّ الآخر قد يكون سيئاً ولست أنا، ليس هناك ثمة قراءة لمسافات بينية مارسها الانسان على نفسه في هذه المنطقة المتداخلة، قد يكون الشيطان هو أنا بمستوى معين، قد يكون المجرم هو أنا بمستوى معين، مستعينة هنا برواية “كوابيس بيروت” لغادة السمّان وعبارة البطلة “لقد أطلقت النار- على الكلب-، وهذا يعني أنّني قادرة على فعل القتل” لتوضيح ذلك.
وتثير هذه المقولة مسألة بنظر الناقدة “لربما القتل لا يمكن فلسفته، إنّه يمارس فقط”، كما وقد تحدثت عن الكثير من المناطق المتداخلة في القراءة والتي تجعل من الممكن أن نسهم نحن في صناعة العنف، وهذا يقود إلى طريقة توظيف اللغة في الرواية.
وطرحت أمثلة كثيرة على ذلك منها رواية “سيدات زحل”، هذه التوصيف في اللغة – حسب غضبان- وظّفته الرواية لتشير إلى النمط في التفكير، والقضية أننا في مكان معين قد نشير إلى أن الآخر هو الوحش والسيئ والمجرم، ولكن إذا نعيد التفكير فإنّ مسألة الشر ليست مسألة بعيدة عن حياة الانسان ليظهر الشر بداخله بمستوى معين، وتحدث كذلك عن طبيعة النفس البشرية عند التفكير بالآخر. وهذا يعني أنه قد يكون الاقصاء الذي نمارسه يوميا قد يعود بطريقة أخرى إلينا، وذكرت مثلا على ذلك رواية “قشور الباذنجان”.
وما لفت نظر الناقد فاضل ثامر قدرة الناقدة نادية غضبان على عدم الاكتفاء بالتقاط مظاهر العنف والحديث عنها في جلستها هذه، بل ومحاولة إعطائها بعدا فلسفيا وسيسيولوجيا وبعدا دلاليا. وتوقف ثامر على مفهوم العنف، وذكر أن مسألة تحديده تبقى مشكلة كبيرة.
جلسة العنف في الرواية العراقية تخللها العديد من المشاركات والمداخلات والشهادات منها للدكتور سعد التميمي، والقاص عبد الأمير المجر، وامين الموسوي، والدكتور كريم صبح، والدكتور عماد الجواهري، الدكتور رائد عمر، وغيرهم.