سياقات عمل ثقافيّة

ثقافة 2019/06/22
...

حسين رشيد
التبدّل المجتمعي اذا كان نتيجة تغيير سياسي سلطوي، او كنتيجة حتمية خاضعة لتطورات المجتمعات وتقدمهالإحلال نظام جديد بدل آخر، ضمن هذا التبدّل وفق منظومات قيمه، حتما سيحوز المثقف على مكانة ودور قد يكون خاضعا لمنظومة ثقافية متبدلة او لخطاب محدد او برنامج مؤسساتي حكومي كان او نقابي منظماتي، او لافكار مجموعة معينة من المثقفين تنتهج خطابا ونسقا ثقافيا محددا تروم من خلاله التأثير في المجتمع وفق تصورها وخطابها، او قد يكون توجه شخصي من اي مثقف يعتقد ان عليه تقديم رؤاه وافكاره ضمن خطابه او نتاجه الابداعي او في سياقات عمل ثقافية ضمن مؤسسة ثقافية تتبنى طرحه حتى ان كان جزئياربما يتسع مستقبلا الى اجزاء اخرى من الرؤى والافكار،وبذلك ثمة نجاح من تحول تجربة خاصة الى متسعة في العموم اذ ما نمت وتطورت في ظروف ملائمة.
قد يكون العمل الثقافي في المجمتعات المتبدلة سياقيا او سلميا سلسا وسهل التداول وواسع التأثير ايضا، متبنية خطابا يتماشي مع شكل وحجم ذلك التبدل ومنظومته القيمية وابعاده التاريخية والثقافية، فيما نجده متعكزا بطيئا مشتتا متقلبا متحيرا في المجتمعات التي يكون التبدل والتغيير فيها نتاج عمل عسكري، ما يفتح الباب هنا لخلق جملة ممارسات تنتهج كل منها خطابها الخاص المتبني لجملة اراء سياسية او دينية او حزبية، يكون الفعل الثقافي فيها هامشيا يتماشى مع تطلعات تلك الجهات ونفوذها.
وحسب البيئة التي انتجت التبدل المجمتعي والتغيير السياسي تنشط حالات ثقافية جديدة منها ما يعمل على رؤية ثقافية نتاج معرفة وخطاب متزن يطرح الاسئلة الثقافية الاخلاقية، ومنها ما يعاكس ذلك ويخالفه من خلال تبنى افكار ومصالح
 السلطة المتبنية.
وقد تنشط الممارسات الثقافية للسلطة السابقة التي يتم تبني جزء منها من قبل السلطات المشارة  لها انفا، ويعيد ازلام تلك السلطة نتاج خطابهم السابق وفق تحديثات المرحلة الانية، وهولاء ايضا يبحثون عن غطاء معين وحتما في ظل الفوضى السياسية والمتغيرات والصراعات والتدخلات، ثمّة انواع عدة من الاغطية التي تفرض شروطها وادوات عملها التي تحقق بها 
المبتغى المراد.
لكن الأخطر في كل تبني سياقات عمل السلطة المبادة، وتطبيقها في العمل الثقافي ان كان المؤسساتي او النقابي المنظماتي، واعتماد بعضها في سياقات التعامل مع الاخر المختلف بوجهات النظر، ما يعني تجذر تلك الممارسات القمعية احادية الرأي والرؤى في الذات الثقافية ان كانت في السلطة او المعارضة حتى بعد تبدل مكان كل واحدة منها، والاخطر حين تطبق تلك الممارسات بيد السلطة الثقافية القائمة التي كانتترفض وتدين تلك الممارسات.