شون كيت
ترجمة: شيماء ميران
تنتقل الكثير من المعتقدات والمفاهيم الخاطئة الشائعة التي تعززها وسائل الإعلام عبر الاجيال، ورغم التقدم في العلوم والطب، لكن لا يزال العديد يؤمنون بخرافات طبيَّة، حتى لو ثبُت عدم صحتها، وقد يكون لهذه الخرافات عواقب وخيمة على صحتنا، وهنا سنستكشف حقيقة بعض هذه الخرافات الطبيَّة التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
8 أقداح من الماء
تقول إحدى الأساطير الطبيَّة المشهورة للحصول على صحة مثاليَّة، يحتاج كل شخصٍ الى شرب ثمانية أقداح من الماء يومياً، ومع أنَّ ارتواء الجسم أمرٌ ضروريٌّ لكنْ لا يوجد دليلٌ علميٌّ على عدد الأقداح اللازمة، إذ إنَّ احتياج الجسم للسوائل يختلفُ من شخصٍ لآخر ويعتمد على عوامل مثل المناخ ومستوى النشاط والنظام الغذائي المتبع.
في الواقع، يحصل الجسم على السوائل ليس بشرب الماء فقط، بل من الطعام الذي نتناوله ومشروبات كالشاي والقهوة. وشرب الماء عند العطش طريقة أكثر دقة للحصول على الترطيب المناسب.
وفكرة أخرى تقول، غالباً ما توصف الرياضة بأنَّها مفتاح إنقاص الوزن، لكنْ الحقيقة أكثر تعقيداً، رغم أنَّ النشاط البدني مهمٌ للصحَّة العامَّة، لكنَّ دوره ضئيلٌ جداً للتخلص من الوزن الزائد مقارنة بالنظام الغذائي. وتشير الدراسات الى أنَّ فقدان الوزن يعتمد 80 % على النظام الغذائي و20 % على الرياضة. بمعنى لا يمكن خسارة الوزن بممارسة الرياضة فقط من دون اتباع نظام حمية غذائي.
وهناك اعتقادٌ خاطئٌ يعتقد به كثيرون أنَّ التعرض لطقسٍ باردٍ قد يجعلك تمرض. ومع أنَّ نزلات البرد سببها فيروسات وليس درجة حرارة الجو، ما يشجع الناس على البقاء في المنزل، ما يزيد بدوره من احتماليَّة انتقال الفيروس، لكنه ليس السبب المباشر للمرض. لذلك أفضل طريقة لمنع الإصابة بنزلات البرد النظافة المناسبة مثل غسل اليدين وتجنب الاتصال المباشر مع المرضى.
تقول إحدى الأساطير إنَّ تناول الديك الرومي يجعلك تشعر بالنعاس لوجود حمض (التربتوفان) الأميني ما يعزز النعاس، رغم أنَّه لا يحتوي على التربتوفان أكثر من الدجاج أو اللحم البقري، وقد يكون سبب النعاس هو الإفراط في تناول الطعام واستهلاك كمياتٍ كبيرة من الكربوهيدرات، وليس الديك الرومي نفسه.
تقصي الحقائق لأجل صحتنا
أما عن مكافحة الأمراض المرتبطة بالعمر والوقاية منها وعلاجها، فبعد إجراء أبحاثٍ مستمرة عن شيخوخة الدماغ وأمراض كالزهايمر والخرف ومرض باركنسون، ولأنه من المعروف أنَّ التمارين الرياضيَّة لها تأثير قوي في صحَّة الدماغ، توصل العلماء الى أنَّ الرقص بموسيقى وحركاتٍ منسقة، قد يكون أفضل نوعٍ من التمارين الرياضيَّة المتاحة لعقلك طوال الوقت.
يعتقد الكثيرون أنَّ حلاقة الشعر تجعله أكثر كثافة واغمق واسرع نمواً. ربما شاعت هذه الأسطورة لأنَّ الشعر المحلوق حديثاً يبدو أكثر سمكاً بسبب حدة شفرة ماكينة الحلاقة. وفي الواقع فالحلاقة لا تؤثر في معدل نمو الشعر أو سمكه أو لونه، وإنْ كان الشعر يبدو مختلفاً بعد الحلاقة، فهو مجرد وهمٍ خلقته الطريقة التي ينمو بها الشعر.
كما أنَّ هناك خرافة شائعة عن ضرر القراءة في ضوءٍ خافتٍ على البصر. وبينما الإضاءة الخافتة قد تُجهد العين وتقلل حدة البصر مؤقتاً، لكنها لا تسبب ضرراً دائماً. قد يؤدي إراحة عينيك والقراءة في إضاءة مناسبة الى تخفيف الانزعاج، ولكنه لا يحدث ضرراً دائماً.
السكر وفرط نشاط الأطفال
الى جانب فكرة كانت سائدة منذ السبعينيات بأنّ السكر يسببُ فرطَ النشاط لدى الأطفال. لكنَّ الدراسات توصلت الى أنَّ السكر لا يؤثر في فرط النشاط، رغم أنه يسهمُ في ترسيخ عاداتٍ سيئة ويؤدي الى السمنة. ومع هذا فالحد من تناوله مهمٌ جداً للصحة العامَّة وخصوصاً لدى الأطفال وليس لتهدئتهم.
كل ما تقدم يجعلنا نفكر أنَّ السبب وراء استمرار انتشار مثل هذه الشائعات والخرافات الطبيَّة هو أنَّها تبدو منطقيَّة وتتكرر على مدى أجيال. لم يثبت العلم خطأ الكثير منها فحسب، بل أوضح مدى خطورتها على الصحة العامَّة. ولأجل اتخاذ قرارٍ أفضل لصحتنا يجب التقصي والتأكد من الافتراضات السائدة. وطلب المشورة من المتخصصين الموثوقين، ولا ننسى دائماً أنَّ العلم المبني على الأدلة يجب أنْ يوجه اختياراتنا الصحيَّة.
عن موقع The hearty soul