سرور العلي
تصوير: علي قاسم
بالرغم من عملها كموظفة في إحدى الدوائر الحكومية، إلا أن فاطمة علي تحرص على تنظيم شؤون أسرتها وتلبية احتياجاتها، ومع قدوم العام الدراسي الجديد، تستعد لتهيئة أطفالها وتجهيزهم بالمستلزمات المدرسية، ووضع أوقات محددة لنومهم واستيقاظهم وشراء ما يلزمهم، وترى أن وظيفتها لا تمنعها من الاهتمام بهم، والحد من التوتر والقلق الذين يصاحبان العودة للمدارس، كون ذلك سيؤثر في نجاح الحياة الأسرية.
مضيفة أنها تخصص وقتا كذلك، لاستذكار الواجبات المدرسية مع أطفالها، والتحدث معهم حول ما يواجهونه من مخاوف وصعوبات في التعلم أو في البيئة المدرسية، وتشجيعهم على الافصاح بمشاعرهم، وعدم إخفائها وتراكمها.
توافق
وأشارت زميلتها الموظفة سهام فاضل إلى أنها نجحت بالتوفيق بين عملها وتلبية احتياجات أبنائها، مع انطلاق كل عام دراسي، فهي لا تؤجل شؤونهم، وتتابع مع المعلمين والالتزام بملاحظاتهم، والاطلاع على نتائج الاختبارات، وعدم اهمالهم والذهاب بشكل مستمر للمدرسة، للتأكد من مستواهم الدراسي.
نصائح
ونصحت فاضل بقية الأمهات بترتيب الأولويات، فمن دون ذلك ستكون المرأة ضائعة بين المهم وغير المهم، ما يسبب بعائق أمامها كون الوقت محدودا لديها، لذلك من الضروري تحديد قيمها في الحياة، وأهمها التركيز على أسرتها وقضاء أوقات ممتعة معها، لخلق جو أسري مليء بالألفة والمحبة، كما ينبغي أن تهتم المرأة بصحتها ونوعية طعامها، لإدارة شؤون أسرتها بشكل سليم، من دون مواجهة أي تحد، والابتعاد عن الضغط، كما من المهم وضع جدول للمهام المطلوبة وقائمة، للقيام بها لتسهيل الإداء ومنع التشتت، كذلك تخصيص وقت للعمل وللبيت، والفصل بينهما قدر الإمكان، لكي لا يؤثر أحدهما في الآخر، ولتجنب الشعور بالإحباط والذنب، وقلة الجودة في الإنتاج، إضافة إلى أنه ينبغي الحفاظ على الهدوء، لا سيما في وقت الصباح وعدم التوتر من تراكم المهام، بل القيام بها ليلاً قبل النوم، كتجهيز الثياب ووجبات الطعام، وتحضير المستلزمات المتعلقة بالأبناء، كترتيب الحقائب والدروس وغيرها، وتوفير وقت للمرأة للعناية الذاتية، وعدم إهمالها لنفسها وتطوير قدراتها ومهاراتها، والعناية ببشرتها.
معاناة
ويبدو حسين عدنان (أب لطفلين)، متذمراً من عمل زوجته كممرضة في أحد المستشفيات، وعادة ما تعود متعبة، ولا تجد الوقت الكافي لرعاية طفليها، لا سيما أن أحدهما سيدخل المدرسة هذا العام، ما اضطره للذهاب به وشراء له ما يحتاجه من ثياب وحقيبة وأدوات مدرسية أخرى، متجنباً الخلافات الزوجية.
ولفتت الثلاثينية فاتن رحيم إلى أن كونها تعمل في أحد مراكز التجميل ببغداد، ولضيق وقتها، فإن والدتها تقوم بمساعدتها للاهتمام بطفلها أثناء عودة المدارس، فتصطحبه لشراء ثياب المدرسة ومتابعة واجباته، والذهاب بين فترة وأخرى للسؤال عن مستواه التعليمي، والمذاكرة معه في أيام الامتحان.
مقترحات
الباحث الاجتماعي ولي جليل الخفاجي بين "من الأوقات الصعبة والعصيبة، التي تمر على المرأة الموظفة هي بداية العام الدراسي، خاصة إذا كان لديها أطفال في المرحلة الابتدائية، فهنا تكون لديها الكثير من الالتزامات، ومنها التركيز في وظيفتها وأطفالها، ونحن ندرك جيداً طبيعة المجتمع العراقي وتركيبته الذكورية، ويقصد بها أنه دائما يقع هذا الواجب على الأم فقط، والأب من النادر أن يصطحب الأطفال إلى مدارسهم أو تغيير ثيابهم، ولكن المرأة هي من تؤدي هذه المهمة، وفي بعض الأحيان تعاني الموظفة من ضيق الوقت، إن كان لديها طفل في الابتدائية، واقترح بأن يشرع نظام يجعل دوامها في الساعة التاسعة أو العاشرة صباحاً، لأن منحها هذه الساعة تكون لأطفالها، فإذا كان دوامها الساعة الثامنة ستخرج في السابعة، وفي تلك الحالة لا تستطيع القيام بالتحضيرات المتعلقة بهم، وذهابهم إلى مدارسهم، وبعكس ذلك سيتعرضون للإهمال وعدم المتابعة، وبالتالي سينفرون من المدرسة، ويكون مستواهم التعليمي متدنيا". وأضاف الخفاجي، أن "هذا الصراع النفسي الذي تعاني منه المرأة، هو عدم التوفيق بين وقت الوظيفة والتزاماتها، وبين المهام المناطة إليها والخاصة بالأطفال، وهنا يجب أن توازن بين حقوق الطفل وحقوق الوظيفة، وهذا ناتج من تشريعات وقوانين وتعليمات إضافية، كذلك يجب أن تكون هناك مساعدة من قبل الزوج، أو إذا يوجد أبناء بسن أكبر في الأسرة، أو الأقارب كالعم والجدة، فيساهمون بهذه المهام، ومساعدة الأم، ورفع جزء من الضغط الذي تعاني منه أثناء عودة المدارس".