كتب رئيس التحرير:
الصامتُ الذي إذا تكلّمَ أسكتَ الجميعَ لمهابته وحكمته. والغائبُ لكنَّ الجميعَ يتمنّون لو كانوا حضوراً عنده. والمتواضعُ وكلّ من التقاه يتواضعُ في حضرته. وزعيمُ الطائفة لكنَّ الطوائف كلّها تراه زعيمها. والذي تجاوز عمره التسعين عاماً بأربعةٍ لكنْ بإشارة من يده اندحرتْ جيوش بألويةٍ سوداء مظلمة. حليفُ بيته منذ عقودٍ لكنَّ روحه كما صورته في كلِّ البيوت. الذي إذا صمتَ انتظرته الأسماع، وإذا نطق كان المطاع.
ذلك هو السيّد السيستانيّ.
اهتزّ الضمير العراقيّ منذ أول أمس لمرأى صورة هذا السيّد المهاب على قناة صهيونية زعمتْ أنه هدفٌ من أهداف جيشهم الذي أدمن قتل الأبرياء. وثارتْ ثائرة محبّي المرجع ومقلّديه من العراقيين وغير العراقيين، أمام صلف الكيان الإجراميّ وهو يستفزّ المسلمين جميعاً بتهديده رجلاً من رجالات السلام في عالمنا اليوم.
نعرف أنَّ قتل الأبرياء والمسالمين هواية لهذه العصابة الصهيونيَّة الحاكمة اليوم في أرض فلسطين المحتلّة، وهي هواية توارثوها كابراً عن كابرٍ عن أجدادهم الغابرين من قتلة الأنبياء والمصلحين، ونعرف أنَّ حلفهم مع الشيطان يُبيح لهم المضيّ في إجرامهم إلى ما لا يخطر على عقول وخيال البشر الأسوياء، غير أنَّ تهديدهم بقتل السيّد السيستانيّ، وإنْ جاء في قناةٍ متطرّفةٍ مسمومة، يكشف عن عجز هؤلاء عن بلوغ انتصار وعدوا به مستوطنيهم، وعن يأسهم الذي ألجأهم إلى الإعلان صراحة أنَّ ما يخوضونه اليوم هو حربٌ يُراد منها محق هويتنا وجعل الجميع عبيداً وتبعاً لخرافاتهم.
لكنَّ كلَّ خطوطنا الحُمر تتجمَّع لتكوِّن خطاً أحمر واحداً اسمه السيّد علي السيستانيّ.