بغداد: سرور العلي
تغادر نجيبة عبد الرحمن العقراوي منزلها صباحاً، متوجهة إلى الغاليري، الذي نجحت بتأسيسه، لعرض المشغولات اليدوية، ليبدو بجماليته وتنظيمه كبازار ثابت، وترتكز فكرته على بيع أعمال أصحاب تلك المهن من دون حضورهم.
والعقراوي تعمل معلمة في إحدى رياض الأطفال في اقليم كردستان، ومصممة للبشتات العربية والجلابيات، وقالت لـ «الصباح»: «المشاركة تكون حصراً للحرف اليدوية وهواة تلك المهن، ومنها الريزن والرسم على الزجاج، والكروشيه والخيش، والمكرمية والخياطة، وكل شيء لا يدخل فيه الاستيراد والتجارة، مع إضافة لمستي وبصمتي الخاصة عليها، وتكون الطريقة من خلال البيع المباشر، إذ لدينا موظفة تتواجد في الغاليري تقوم باستقبال الزبائن وتبيع وتروج للأعمال المعروضة، كذلك لدينا حساب في منصات التواصل لعرضها، وليتمكن الآخرون من الإطلاع عليها والرغبة باقتنائها.
وفي بداية المشروع قامت بتنظيم الغاليري، من خلال طاولة كبيرة للأعمال، ووضع إعلان لإقامة دورات لتعليم المشغولات اليدوية والتدريب عليها، وفقاً لبرنامج وجدول زمني ومبلغ مادي معين، واستقبال أي فئة عمرية وأي اختصاص يرغب بالمشاركة معهم.
إبداع
يعمل مع العقراوي شخصان لهما الأفكار الإبداعية نفسها، للمساهمة بتطوير طريقة عرض البضاعة، وتحقيق نسبة أكثر في المبيعات وعرضها في البازارات، وإعطاء فرصة لأكبر عدد من الذين يعملون بهذا المجال، وتطمح أن تكون سبباً في توفير دخل مادي للآخرين، وتعد هذا المشروع هو لكل من لم يتمكن من فتح محل خاص به، وعرض بضاعته اليدوية وبيعها، لأسباب كثيرة، ومنها عدم توفر الإمكانية المادية، أو ليس لديه الوقت الكافي، ولا يستطيع حضور البازارات والمعارض للمشاركة فيها.
فرص
يشمل المشروع الفئة الصغيرة والشابة بالعمل، ومنهم خريجو الجامعات، ممن لم تتوفر لهم فرصة التوظيف والعمل باختصاصاتهم، ومن لديه هواية وموهبة ويرغب في العمل عليها، وتحقيق ربح مادي ومعنوي منها، فضلاً عن وجود مشاركين لفئة كبار السن والمتقاعدين ممن يرغبون في العمل والمشاركة في البازارات لقضاء وقت ممتع، كذلك مشاركة فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتسهيل اندماجهم في المجتمع، ولكي لا يشعروا بالتمييز بينهم وبين الآخرين، ولإثبات أنهم قادرون على التعايش، والعمل مثل أي شخص آخر.
سعي
لم تحصل العقراوي على أي دعم من أي جهة معينة، لذلك اعتمدت على مهاراتها وقدراتها مع شركائها وبجهودهم الذاتية، وتسعى لتحقيق المزيد من التقدم، ونجحت بإقامة أكثر من مئة بازار، وكذلك العروض الفنية والمهرجانات الكبيرة في أربيل والسليمانية وتركيا وبغداد، وحقق المشروع إيرادات مالية للمشاركين، وهناك فروق فردية مثل أي محل تباع فيه بضاعة في حين تبقى أخرى معروضة ولم يحالفها الحظ، وتطمح أن تتحسن نسبة المبيعات، ونالت العديد من التكريمات والشهادات التقديرية أثناء المشاركة في المعارض.
وتضيف «نستقبل ونرحب بکل من لیس لدیه مشروع ليشارك في الغاليري، ونأمل من الآخرين أن يقدموا الدعم لنا، بزيارتنا والتسوق من بضاعة المشاركين، لمنحهم التشجيع والاصرار على الاستمرار، وإعطاء فرصة لذوي الدخل المحدود، لتحسين مستواهم المعيشي بعرض أعمالهم وبيعها، كما أدعو القنوات الفضائية واليوتيوبرية لرؤية مشروعنا المميز والفريد من نوعه لزيارتنا، وتوثيق أعماله والتحدث عنه، لإيصال فكرته للآخرين وتوزيع «البروشرات» الخاصة به».
وختمت حديثها بالقول: «ما زلنا نحتاج إلى الدعم ولو بالإعلان عن مشروعنا، وزيارتنا لتشجيع الفئة المشاركة لدينا، وجذب المزيد من المشاركين لتحقيق الدخل المادي لهم، كما أوجه رسالة للشباب بأن يعتمدوا على أنفسهم بافتتاح مشاريعهم الخاصة، وتطوير مواهبهم من دون تردد وخوف.