كتب رئيس التحرير:
لا يليق ببغداد إلّا أنْ تكون كما أنشئتْ أوّل مرَّةٍ داراً للسلام.
تتصاعد نُذُر الحرب التي يُهدِّد بها نتنياهو دول المنطقة بعد سنة كاملة من عدوانه على غزّة وبعد آلاف الجرائم التي ارتكبها بحقِّ الأبرياء في فلسطين المحتلّة وبيروت، وبعد وصول حرب الإبادة التي يشنّها جيشه إلى ذروتها، وتتصاعد معها مخاوف العالم كلّه من حرائق صهيونيَّة تلتهم منطقتنا ذات الأهميَّة الاقتصاديَّة للعالم كلّه.
في ظلِّ جوّ مشحون لا يكاد يسمع المرء فيه إلّا قرع طبول المواجهة، صارتْ بغداد أمس واليوم مسرحاً للساعين إلى درء هذه الحرب وتجنيب المنطقة ويلاتها وتداعياتها. فأمس كان الاتصال الذي أجراه رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متعلّقاً ببحث الخيارات المتاحة أمام العمل الدبلوماسيّ الرامي إلى التهدئة أوّلاً ثم محاولة التوصّل إلى سلام تسعى إليه دول المنطقة كلّها سوى الكيان العدوانيّ.
واليوم يستقبل السودانيّ وزير الخارجيَّة الإيرانيّ "عراقجي" وسيكون الحديث منصبّاً على الهدف نفسه؛ درء الكوارث التي يحيكها الكيان المجرم لدول المنطقة وشعوبها.
رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي استقبل سفراء الدول الخليجيَّة من أجل توحيد الرؤى وصياغة موقف موحَّد.
كلّ هذا الحراك الدبلوماسيّ الاستثنائيّ يتناسب وحالة الطوارئ التي يمرّ بها العالم، ويتناسب مع دور العراق المحوريّ في إقليمه وكونه جسراً يصل الضفاف المتباينة، وعنصر سلام في منطقة ملتهبة.
لا يليق بالعراق إلّا هذا الدور، ولا يليق ببغداد إلّا أنْ تكون دار
سلام.