بغداد: حسين ثغب
خطوة جديدة في تعزيز مشاريع تعدد الإيرادات التي تنشدها الحكومة تتمثل في البدء بتصدير وقود الطائرات، وإن كان أثرها نسبياً، غير أنها قابلة للتطوير، وتوسيع هذا المشروع وجعله مصدراً مهماً للموازنة الاتحادية العامة.
المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح قال: إن السياسة النفطية للبلاد تتجه إلى استراتيجية تنويع المشتقات النفطية، إذ في غضون الأشهر العشرين المقبلة ستكتفي البلاد من إنتاج مادة البنزين تماماً ويحصل الاكتفاء الذاتي، والتوقف عن الاستيراد، وذلك مع تطور مراكز التكرير العالية الجودة في العراق سواء في مصافي البصرة وكربلاء المقدسة وبيجي وغيرها أو من هي في دور التطوير التكنولوجي.
وأضاف صالح على صعيد وقود الطائرات، فإن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن البلاد تنتج بحوالي 5000 متر مكعب يومياً من وقود الطائرات، إذ تعتمد هذه الكميات على الإنتاج المحلي من المصافي العراقية لتلبية احتياجات السوق المحلية وتصدير الفائض إلى خارج البلاد.
الخبير المالي والمصرفي سيف الحلفي بين أن التصدير خطوة موفقة ونأمل أن نمتلك رؤية شاملة لتصدير وقود الطائرات لأول مرة، وهذا بالتأكيد يشير إلى أن العراق بدأ في تنويع مصادر إيراداته وزيادة الإنتاج الصناعي.
وأضاف أن هذا التحول يدل على أن العراق بدأ يتجه نحو تصنيع منتجات نفطية مكررة، بدلاً من الاعتماد الحصري على تصدير النفط الخام والذي يباع بأرخص الأثمان، وبلا شك مما يمكن أن يزيد من القيمة المضافة للاقتصاد المحلي.
ولفت إلى أنه من المهم فهم مستقبل الصناعة في العراق، وهذا مطلب جماهيري ووطني أن تكون لدينا صناعة وطنية في العراق، وإن تصدير وقود الطائرات يعد خطوة مهمة للعراق نحو تنويع اقتصاده وتعزيز قطاعاته الصناعية، لافتاً إلى أنه مع الدعم الحكومي والاستثمار في البنية التحتية، يمكن لهذه الخطوة أن تكون نواة لقطاع صناعي قوي يدعم الاقتصاد المحلي، ويوفر فرص عمل جديدة، ويزيد من قدرة العراق التنافسية على المستوى الدولي.
وبين إذا تم تحويل هذه الفكرة إلى مشاريع صغيرة وشركات مدرجة في سوق الأوراق المالية، فسوف نشهد نقلة نوعية في اقتصاد البلاد وتوجهاً نحو اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تعزز الاستقرار الاقتصادي، فالاعتماد على صادرات النفط الخام يجعل الاقتصاد عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية وتحديات دول الجوار التي أغرقت الأسواق بأرخص الأثمان، كما أن تصدير منتجات مثل وقود الطائرات يمكن أن يوفر استقرارًا أكبر ووفرة للإيرادات.
وعن العوامل المساعدة للعراق في أن يصبح مصدرًا رئيسًا لوقود الطائرات قال الحلفي: هناك عوامل عدة قد تدعم تحول العراق إلى مصدر رئيس لوقود الطائرات في المنطقة، أهمها وفرة النفط الخام، حيث يملك العراق رابع أكبر احتياطي نفط في العالم، مما يوفر قاعدة إنتاجية قوية لتطوير صناعة المنتجات المكررة، بما في ذلك وقود الطائرات، كما أن العراق يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي قريب من الأسواق الرئيسة في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، ما يقلل من تكاليف النقل ويعزز فرص التصدير.
وبين أن البنية التحتية التي باتت تمتلكها البلاد تساعد على تطوير هذه الصناعة، مشيراً إلى أن بناء مصافٍ حديثة قادرة على إنتاج وقود الطائرات بمعايير عالية الجودة سيسهم في تعزيز قدرة العراق على تلبية احتياجات الأسواق العالمية، ويوفر فرص عمل لجمهور المواطنين.
وأوضح أنه في حال تمكن العراق من تطوير وقود حيوي للطائرات، فسيصبح من الرواد في هذه الصناعة، ما يفتح أسواقًا جديدة في أوروبا وأميركا الشمالية، حيث يتزايد الطلب على الوقود الصديق للبيئة.