في النجف الأشرف.. التطوع والإحسان في «براعم النيرة»

اسرة ومجتمع 2024/10/20
...

 بغداد : غيداء البياتي

وجد الشاب فرقان كاظم العيساوي الذي يعمل بأجر يومي في معمل اسمنت الكوفة مؤسسة خيرية تناسب قيمته الإنسانية واهتماماته التطوعية، وسط مجتمع تملأه الرحمة وتغذي إنسانيته، ففي محافظة النجف الأشرف وتحديداً في الكوفة حي ميسان برزت منظمة براعم النيرة للإغاثة والتنمية من أجل الأعمال الخيرية كركيزة لدعم المحتاجين والفقراء من أهالي المنطقة. العيساوي قال لـ «أسرة ومجتمع»:»للعمل الخيري قدرة كبيرة على رفع آثار الأضرار الناتجة عن الأزمات الإنسانية، حيث له الإمكانية على دعم الخدمات العامة في مجالات مختلفة مثل التعليم والرعاية الطبية والسكن وحماية الأطفال والدعم الغذائي ومنظمة براعم النيرة تحمل على عاتقها ومنذ تأسيسها في العام 2023 تقديم المساعدة ومد يد العون لكل المحتاجين من أبناء هذه المدينة، ومن الذين أثقلتهم مصاعب الحياة والأزمات التي مر بها البلد، وهي مؤسسة خيرية غير حكومية أو ربحية تقدم خدمات إنسانية مختلفة للأسر العراقية المتعففة والمتضررة من الحروب.

نهوض لواقع مرير
فرقان تحدث عن كيف خطر على باله تأسيس منظمة إغاثة ومن كان معه في جميع الأعمال الخيرية فقال: «ما كان لله ينمو، فقد وهبت نفسي ومن معي من المتطوعين، وكل عمل إنساني قمنا أو نقوم به لله تعالى، لا سيما بعد أن تجولت في مناطق مختلفة من مدينة النجف الأشرف، ووجدت احتياج عدد غير قليل من الأسر المتعففة في محافظتي للمساعدة، ومن جميع فئات المجتمع وبفضل من الله استطعنا أن ننهض بواقع عدد كبير من الأسر التي كان أفرادها محبطين راضخين لفقرهم واحتياجهم دون حيلة من أمرهم، وكل ذلك جاء بفضل من الله الذي منَ علينا بالعيش في بلد الخيرين الطيبين من أبنائه الصالحين المتعاونين، فمن خلال علاقاتي الطيبة وأسلوبي الحسن في التعامل وكسب الأصدقاء استطعت أن أوفر فرص عمل لعدد من الشباب العاطلين، والكثير من المساعدات استطاعت المؤسسة تقديمها لكل فئات المجتمع دون تمييز.
وعن أهم ما أنجزته أو قدمته المنظمة يقول العيساوي وهو يشعر بالفخر:»بالرغم من عدم حصول المؤسسة على أي مساعدة من جهات حكومية أو مسؤولين محليين، إلا أننا وبفضل الخيرين من أبناء البلد تمكنا من توفير الغذاء والدواء والملبس لأغلب الأسر التي كانت تعاني من العوز، وكذلك يقوم العاملون في المؤسسة بين الحين والآخر بحملات تنظيف للشوارع والأزقة، واهتم أعضاء المنظمة بجمع التبرعات من الإنسانيين في المنطقة وترميم الدور السكنية الآيلة للسقوط، وتحسين المستوى التعليمي لطلبة الأسر الفقيرة من خلال إقناع معلمين ومدرسين متطوعين في عمل دروس تقوية مجانية، ومن المساعدات التي قدمتها المؤسسة أيضاً : «توزيع 400 سلة غذائية، وإجراء 8 عمليات جراحية لأشخاص محتاجين، وفي الجانب الطبي أيضاً استطعنا توفير 250 «عربة» خاصة بالمعاقين عن طريق جمعية الهلال الأحمر، وقمنا بإجراء 75 عملية ختان بالمجان لأطفال المنطقة من حديثي الولادة». أما الأعمال الخيرية المفرحة التي قدمتها المنظمة على ما يقول فرقان كاظم فهي جمع رأسين بالحلال من خلال تزويج عدد من الشبان وتمكينهم من تكوين أسرة مبنية على حب العمل التطوعي والتعاوني.

إنجاز معاملات
ولم تترك مؤسسة براعم النيرة بقية فئات المجتمع من دون مساعدة فقد قال مؤسسها:»قمنا بالتعاون مع موظفين في دوائر مختلفة لإنجاز معاملات خدمية للعديد من الأسر وكل ذلك خلال عمل تطوعي إنساني في سبيل الله تعالى «. وأخيراً ختم فرقان كاظم العيساوي حديثه بقول للإمام الشافعي رحمه الله «وأكرم الناس ما بين الورى رجل؛ تقضى على يده للناس حاجات».