أدونيس يرثي راهن الشعر العربي

ثقافة 2019/06/24
...

بيروت / جبار عودة الخطاط
رثى الشاعر والمفكر الكبير أدونيس، الحالة الشعرية العربية السائدة والمآل الذي انتهى اليه الشعر في حياتنا اليوم. 
ادونيس الذي بدا ممتعضاً من المشهد الشعري في راهنه العربي أضاف في كلمته التي ألقاها في “ملتقى الأدب الوجيز” الذي عقد في بيروت يوم 20 حزيران الجاري “لقد عجز شعراء قصيدة النثر عن تحقيق مشروعهم وآمل أن ينجح الأدب الوجيز في تحقيق ما عجز الشعراء  عن تحقيقه” 
مؤسس الملتقى الشاعر اللبناني أمين الذيب من جانبه أكد  أهمية الأدب الوجيز، ودوره في “ تعزيز التفاعل الحضاري وتكريسه كلون جديد من الأدب له أسسه و مقوماته الراسخة” فيما شدد مدير عام وزارة الثقافة اللبنانية علي الصمد “على أهمية فتح مجالات المنجز الأدبي الجديد والإبداع المفتوح، على تجارب غير مطروقة من قبل”.  من جهته السفير التونسي في بيروت ، كريم بوادلي لفت الى “اهتمام الثقافة التونسية بهذا النوع الأدبي، ودعمها له منذ إطلاق المؤتمر التأسيسي الأول في تونس، الى حين إطلاق مؤتمره اليوم، من منزل السفير التونسي في بيروت”. فيما أكد  عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، أحمد رباح “ أهمية الملتقى والدور الخلاق للأدب الوجيز، لافتاً الى أهمية تفعيل الشراكة الدائمة مع الجامعة وهذا النوع من
 الأدب”.. 
“الصباح” حضرت الملتقى وحاولت استقراء الأفكار والرؤى التي طرحت فيه والتي حاولت تحريك المياه الراكدة في حياتنا الأدبية  التي كما يبدو لم تغادر نمطية الإجترار وإعادة إنتاج وجوه ومتون استهلكتها المنتديات والمهرجانات، فتراجعت المتابعة الجدية لها من لدن الجمهور لأسباب شتى وبالتالي الملتقى سعى لإستشراف مستقبل المهرجانات والملتقيات  الثقافية في زمن وسائل الاتصال وحضورها المدوّي، بمنظومتها التواصلية الجديدة والمختلفة والمبتكرة والتي تجاوزت الأطر القديمة والكلاسيكية، حيث تساءل الملتقى عن مدى احتفاط المنتديات الأدبية بهامشها وحضورها لطرح وتلاقح الأفكار والرؤى الابداعية أم بدأت عوامل الضمور تدب فيها بحكم التطور المعلوماتي الهائل وما يرافق ذلك كما يقال من ظاهرة عزوف الشباب عن القراءة وهل بات الأمر يتطلب أدباً جديداً قوامه الاختزال والتماهي مع عجلة العصر المتسارعة؟ 
الأديب أمين الذيب مؤسس الملتقى أجاب قائلاً؟
ـ “ملتقى الأدب الوجيز”، حركة فكرية، تبحث عن الابتكار الذي هو شغف الحياة ورمزيّتها، بمعناه التجاوزي المرتكز على ألق الفكر الإنساني الهادف بكينونته إلى الارتقاء والتقدّم. الغاية هي إدراك الجوهر والبحث عن النواة الثائرة. فالكون لا يحتمل زيادة في التكرار، إنّما بما يُضيف إليه الفكر والمُخيّلة من عناصر المُفاجأة والإبداع 
فالأدب الوجيز يتمظهر باقتصاد كبير في اللغة، أي كلام قليل ومعنى كثير. لا تماهيّاً مع العصر الجديد بقدر ما هو حضور أدبيّ تجاوزيّ، بدأ يتموضع كنظرة جديدة إلى المفاهيم الأدبية التي تعاني أعراض المتلقّي، خصوصاً الجيل الجديد، المنغمس بما طرأ من وسائل حديثة، كشبكات التواصل الاجتماعي وما أتاحته من فرص معرفيّة متوفّرة بسهولة عمّمت المعرفة وطبعت العصر بطابعها. وكي لا تموت القصيدة والأنواع الأدبية ذات المطوّلات المملّة والعاجزة عن التفاعل مع متطلّبات المرحلة، يعتمد الأدب الوجيز على التكثيف والذهاب إلى اكتشاف طاقة المفردة للوصول إلى مغامرة المعنى ـ الفكرة في أقصى حدودها “
وكان المؤتمر التأسيسي لملتقى الأدب الوجيز قد أنطلق في بيروت، برعاية  وزارة الثقافة ، وبالشراكة مع  كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية للفترة من 20 - 22 حزيران الجاري وحضره جمع من المثقفين  والمتابعين من لبنان وبلدان أخرى.