كتب رئيس التحرير:
منذ انتهاء العدوان الصهيوني على إيران فجر أمس السبت، تابعتُ ردود فعل المحللين والساسة عرباً وإيرانيين وأجانب، وكلّها أجمعتْ على هزال وهشاشة الردِّ قياساً إلى التهويل والمبالغة في الوعيد الذي سبقه. لكنَّ أبلغ ردّ سمعته جاء على لسان زعيم المعارضة في الكيان "يائير لابيد" الذي وصف العمليَّة بكلمة غريبة لها وقعٌ عربيّ وكنت أظنّها عربيَّة الأصل قبل أنْ أتأكّد منها في القاموس. قال لابيد إنَّ وضع الكيان بعد هذه الضربة هو "دَرْدَلة".
بالرجوع إلى القاموس فإنَّ "دَرْدَلة" كلمة عبريَّة كانتْ تعني في لغة الإيديش القديمة الضعيف والهزيل والقليل، لكنها في اللغة المحكيَّة اليوم تعني بالضبط "المخيِّب للآمال".
أحسب أنَّ هذا أبلغ وصفٍ يمكن أنْ يُقال عمّا فعله الكيان أمس، لأنه خيَّب آمال جمهوره العنصريّ المنتشي بأوهام القوّة الساحقة، كما خيَّب آمال جمهرة المتعاطفين معه ممن كانوا ينتظرون ضربة مزلزلة تؤكّد هيمنة الكيان على المنطقة وتفتح لهم أبواب التطبيع معه على مصراعيها.
الكيان الذي وعد مستوطنيه بردّ حاسم في غزّة يقضي على المقاومة ويُعيد الأسرى، ووعد بعمليَّة في لبنان يُنهي فيها المقاومة ويصنع شريطاً حدودياً لتأمين مستوطنيه، عاد وتوعَّد بردٍّ حاسم "يُعيد إيران إلى ما قبل التصنيع" بحسب تعبير "غالانت". فلا وعده تحقّق ولا وعيده.
مأزق الكيان يتعمّق وأرجل نتنياهو تغوص في وحل ما صنعه، والعالم الذي كان يسانده دون شرطٍ في الماضي أصبح يطالبه بنهاية لكلِّ هذا الجنون ووضع حدٍّ لهذه "الدردلة".