دورين نصر: أنماط التفكير تغيَّرت بعد تحوّلات التكنولوجيا
حاورتها: ضحى عبدالرؤوف المل
يقول نورثروب فراي: "النقد قادر على الكلام بينما الفنون كلها خرساء". بالنسبة للناقدة دورين نصر النقد هو عصب العمليّة الإبداعيّة، وهو لا ينمو في الفراغ، بل ينمو ويتطور ويصبح فاعلا في حاضنة ثقافيّة تتيح له أن يؤثر في المتلقي. كما يمكن أن يكون ذا طابع تنويري تعليميّ يتوجّه إلى شريحة أوسع من القرّاء إذا تخفف من لغته المعقدة وانشغالاته النخبوية البارزة. ولا ننسى أن الناقد له دور في المجتمع، ودوره جزء من الممارسة النقدية. فالنقد قادر على إحداث تغيير في البنى الاجتماعيّة بشكل خاصّ وفي الحياة بشكل عام، كما يؤدي دورًا فاعلا في الإبداع الشعري.
فمنذ ولادة النصّ الأدبيّ والنقد يلاحقه بالعين والفكر واللسان والقلم، تصريحًا وتلميحًا. وقد سعت الّلغة بداية إلى ضبطه في آنية الكلمات. ولكنّ هذا النصّ جموح شارد، غالبًا ما يجتاح القوانين ويخترق الظواهر، يستقي من منابعه فيرتدّ سريعًا إلى أصله. والنصّ الإبداعيّ يتّكئ على واقع، تثير شهوة كاتبه التماعة مفاجئة تفتح في خياله كوّة نور. ولكنّه لا يلبث أن يطلّق الواقع أو يتخطّى القبس الأوّل إلى مواطن بعيدة ومتعدّدة. فمن يستطيع أن يرصد الطائر بعد خروجه من القفص؟
والقصيدة موهبة فطريّة، لكنّها لا تنشأ عند الشاعرة والناقدة دورين من فراغ، فهي تحتاج إلى روافد معرفيّة، إلى قراءة دائمة، إلى مخزون ثقافيّ. والنقد لا يصنع موهبة الشعر لكنّه يصقلها كالجوهرة التي يجب أن نعتني بها دومًا ونزيل عنها الغبار ليزيد وهجها... النقد يوسّع آفاق القصيدة لتخرج مرتديةً ثوبها الكامل لكنّه لا يخلق قصيدة، فالكتابة ليست حدثًا طارئًا في حياة الإنسان. بالتالي يؤثّر الحسّ النقديّ في القصيدة سيّما أثناء التنقيح، ولكن تبقى الموهبة أساس عمليّة الإبداع. ومعها أجريت هذا الحوار
*دورين نصر تمتلكين إطلالة إعلاميّة وملكة إبداعيّة أدبيّة، فهل تسعين للتّوفيق بين هذين المجالين، لا سيّما وأنّ الكثير من الأعمال الأدبيّة التي تقدّمينها تعتمد على المرئيّ والمسموع في آن؟
-الإعلام اليوم يؤدّي دورًا بارزًا في حياتنا، ويشهد عالمنا المعاصر تحوّلات كبيرة في تكنولوجيا الاتّصال، ما يؤثّر في أنماط التفكير في المجتمعات المختلفة. فجاءت بالتالي وسائل شبكات التواصل الاجتماعيّ لتؤكّد أنّها ليست وسيلة للتعبير والتفاعل والتواصل فقط، بل لتصبح أداة في تشكّل آراء الفرد في قضايا حياتيّة مختلفة. فتحوّلت من مجرّد ناقل للأفكار والمعلومات إلى مساهم في صناعة الرأي العامّ.
ولا يخفى على أحد أنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ تقوم بتزويد المتلقّي بكمّ هائل من المعارف المختلفة في شتّى القضايا والموضوعات. فنحن اليوم نعيش مرحلة جديدة من خلال نقل صورة مغايرة لما كان ينقله الإعلام التقليديّ. وتجدر الإشارة إلى أنّه يختلف تأثير وسائل الإعلام حسب البنيات الاتّصاليّة التي تجري فيها عمليّة التلقّي. ومن المعروف أنّ ثقافة الصورة باتت هي المهيمنة في عالمنا اليوم، وقد أخذت مكانًا لا يقبل المقارنة في عصرنا الحاليّ. فالصورة هي أساس مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعيّ بعد أن كانت الكلمة هي الأصل في الماضي، ولا يغيب عن بال أحد أنّها تفوّقت على الكلمة. كلّ هذا يدفع الكاتب والأديب إلى محاولة الجمع بين الملكة الإبداعيّة والإطلالة الإعلاميّة.
وقد أوليتُ هذا الموضوع أهمّيّة، فكان لي ظهور في برامج تلفزيونيّة ثقافيّة مختلفة، إيمانّا منّي أنّ الكلمة قد تصل أسرع إلى المتلقّي مصحوبة بالصوت والصورة. فضلًا عن النشاطات الثقافيّة المختلفة التي أقوم بها في الجامعتين الّلتين أدرّس فيهما: جامعة البلمند وجامعة القدّيس يوسف. فاستقبلنا، على سبيل المثال، في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، الربيع المنصرم، الكاتب يوسف زيدان، وأجرينا معه حوارًا عبر تطبيق زوم ضمّ طلّابًا من مختلف جامعات لبنان. وفي جامعة البلمند أحيينا تراث الّلغة العربيّة من خلال الموشّحات الغنائيّة، ما أسهم في انتشار الهدف الذي نصبو إليه سريعًا. ولي كلّ أسبوع تقريبًا قراءة نقديّة في رواية أو ديوان شعر عبر تطبيق زوم لكتّاب من مختلف أنحاء العالم العربيّ، ما يسمح بالتفاعل مباشرة مع الحضور، ويعزّز الحوار.
بالتالي، إنّ الأعمال الأدبيّة متى أتيحت لها فرصة الانتشار عبر الصوت والصورة يكون تأثيرها مضاعفًا في المتلقّي. ولكن يبقى السؤال: هل تهيمن الصورة على المضمون فيجد المتلقّي نفسه مبهورًا بالمرئيّ فينسى الهدف؟
*نفتقد كثيرًا للشّعر السّياسيّ، هل يستميلك هذا النّوع من الشّعر؟ وهل تفكّرين بكتابته يومًا؟
-الشعر السياسيّ هو أحد أنواع الشعر العربيّ، وقد أدّى دورًا بارزًا على مرّ التاريخ، وعبر تعاقب العصور الأدبيّة المختلفة، بدءًا بالعصر الجاهليّ حتّى يومنا هذا، إذ كان بيت واحد من الشعر كفيلًا أن يرفع من شأن قبيلة، وبيت آخر قادرًا أن يحطّ منها. وقد لفتتنا في عصر النهضة مدرسة الإحياء، حيث يُعتبر محمود سامي البارودي رائدًا لها. أمّا شعره فهو استعادة لفصاحة الشعر العبّاسيّ ليس إلّا. والواقع أنّ هذه الإحيائيّة مثّلت قطيعة مع شعر البلاط وشعر الندماء، صوب شعريّة عمل فيها الشاعر على الإمساك بالقصيدة، فلا يعود ناطقًا باسم غيره وفق ما ترتضيه جماليّة البلاط من أساليب وموضوعات. هذا الخروج من البلاط لم يكن خروجًا شعريًّا فحسب، بل كان خروجًا سياسيًّا وثقافيًّا. فقد دخل طرفًا جديدًا في العلاقة الناشئة هو القارئ. ومع انتشار المطبعة العربيّة وظهور الجريدة، صار القارئ هو المخاطب، أي من تتوجّه إليه ليس بمعنى الإرسال الموجّه وإنّما بمعنى الشريك في التأليف. أمّا ما نعيشه اليوم فيتجلّى في لحظة الحراك العربيّ الراهن. ما يدفعنا إلى التساؤل: هل يُعتبر الشعب موضوعًا للسياسة أو فاعلًا فيها؟
لا ننكر أنّ شعراء مثل خليل خوري وفرنسيس المراش ومحمود سامي البارودي وغيرهم أدخلوا الشعر في عهده الحديث، حيث انتقلت القصيدة من عهد الديوان الجامع إلى عهد المجموعة الشعريّة. وأصابت القصيدة تغيّرات في عروضها، سيّما في سعيها إلى إيجاد تراكيب نحويّة أخلّت بمبدأ وحدة البيت. وأدّت التجربة الجديدة إلى تجديد موضوعات الشعر نفسها، فخرجت من الأنواع الشعريّة المعهودة منذ قرون.
في الواقع سُقت هذه المقدّمة التاريخيّة لأقول لكِ إنّ طبيعة الشعر تغيّرت اليوم، والقصيدة لم تعد قصيدة مناسبات، بل صارت قصيدة جوّانيّة تخلق تفاعلًا بين المرسِل والمتلقّي الذي أصبح يشارك الكاتب في عمليّة التأليف. بالتالي، خَفَتَ صوت الشعر السياسيّ لأنّنا خرجنا من بلاط الحاكم، وتغيّرت طبيعة الحياة.
لكن هذا لا يعني أنّ الشاعر يجب أن يكون بعيدًا عن واقعه. فمحمّد الماغوط على سبيل المثال كتب نصوصًا شعريّة سياسيّة ساخرة في كتابه "سأخون وطني"، وخليل حاوي استحضر الأساطير في ديوانه "نهر الرماد" ليتحدّث عن الانبعاث، وهذا ما فعله الشعراء التموزيّون. كذلك كتب محمود درويش ونزار قبّاني وغيرهما الشعر السياسيّ البعيد عن سلطة الحاكم، إذ تخلّلت نصوصهم الشّعريّة رؤى جديدة ومواقف نابعة من تجربتهم في الحياة.
بالنسبة إليّ، الشعر السياسيّ هو الشعر الملتزم الذي يتمحور حول قضايا الوطن. وفي هذا السياق كتبتُ الكثير من القصائد التي تظهر تفاعلي مع الأحداث التي يمرّ بها الوطن. كذلك فإنّ للطبقة المهمّشة نصيبًا وافرًا في ديواني "نحت على الهواء". الشعر السياسيّ خرج اليوم من عباءته القديمة، وصار موقفًا يتّخذه الكاتب من قضيّة معيّنة فيكوّن رؤية جديدة إلى المستقبل.
*بمن تأثّرت دورين؟ ولمن تقرأ؟ وهل تفكّر بترجمة قصائدها؟
- تأثّرت بدايةً بوالدي، كنت شغوفة بشعره، أستمع إليه بحبّ ونهم، ما جعل موهبة الشعر تتفتّح في داخلي وأنا ما زلت في العاشرة من عمري. أمّا خلال مسيرتي الدراسيّة، فتأثّرت بأستاذي د. شربل داغر الذي أشرف على رسالة الماجستير، وتمحورت حول قصيدة النثر، ما دفعني إلى الاطّلاع على قصائد بودلير ورامبو وت.س إيليوت وغيرهم. كما تأثّرتُ في هذه الفترة بأستاذي في النقد الدكتور نبيل أيّوب. أمّا في مرحلة الدكتوراه، فتأثّرت بأستاذي الدكتور جورج سعادة، المشرف على أطروحتي خصوصًا في رؤيته إلى الأدب المهجريّ. أمّا الّلقاءات الافتراضيّة النقديّة التي كانت تجري عبر زوم، فجعلتني أصغي إلى آراء الناقد الدكتور عاطف الدرابسة، أبحث فيها وأعود إلى أمّهات الكتب في النقد. فالكتابة تحتاج دومًا إلى روافد معرفيّة متعدّدة عربيّة وأجنبيّة تساهم في تكوين الحسّ النقديّ عند الكاتب. ولا أنكر تأثّري بشعر المتنبّي، ومحمّد الماغوط والشاعر القروي. فضلًا عن هؤلاء فقد شدّني جبران خليل جبران إلى عالمه، ودفعني ميخائيل نعيمة إلى التأمّل في شخروبه. أمّا أمين الريحاني فسافرت معه في أدب الرحلة. أعجبت كثيرًا بمسرح شكسبير، وبالناقد الفرنسيّ غريماس، كذلك لفتني دريدا في منهجه التفكيكيّ، وميشال فوكو في محاضراته.
بالنسبة إلى قراءاتي فهي تنقسم قسمين: قراءات قديمة وقراءات حديثة، تعود إلى مختلف المواضيع التي تثير اهتمامي وتضيف جديدًا إلى ثقافتي المتعطّشة دائمًا إلى المزيد... على سبيل المثال كتب النحو والصرف والبلاغة والعروض والشعر والنثر والرواية والنقد وحتّى الاقتصاد، وكلّها ضروريّة في مسيرتي الأكاديميّة. كما أنّي أقرأ بالّلغة العربيّة والّلغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة، وحاليًّا أتابع مقالات مرتبطة بالذكاء الاصطناعيّ بغية ربطها بالأدب.
أمّا بالنسبة إلى ترجمة قصائدي، فمن المعروف أنّ قصيدة النثر تمتلك قابليّة للترجمة، وقد سبق وتُرجم قسم من نصوصي الشعريّة إلى الألمانيّة والإسبانيّة والفرنسيّة والإنجليزيّة، ونشرت في مجلّة poetry الإنجليزيّة. فترجمة نتاج شاعر ما هي باب نحو العالميّة، وهذا ما أتمنّاه وأسعى إليه.
*ومضات شعريّة صغيرة تشدّ القارئ حاليًّا، هل أنت معها؟ ومتى ترفضين الخاطرة أو الهمسة أو الومضة؟
- قبل أن أتحدّث عن الومضات الشعريّة لا بدّ لي أن أتحدّث عن لحظة الكتابة، وعن القصيدة تحديدًا. بالنسبة إليّ، القصيدة هي أناي الأخرى، هي لحظة انفصالي عن ذاتي لأكون مع ذاتي. هي أصوات تتناهبني، فأشعر بحالة غريبة تنتابني تؤدّي إلى ولادة القصيدة. الشعر يأتيني بنفسه، فأكتب من دون إذن، من دون مخطّط في الغالب. الشعر حالة والقصائد أحوال وتجارب. القصيدة لا أطلبها، بل تلحّ عليّ...فتولد من دون استئذان. ندخل إليها وحين نغادرها لا يمكننا العودة إليها لأنّه لا يمكننا استعادة الحالة التي انتابتنا أثناء الكتابة. بالتالي ما يراودني أثناء الكتابة مزيج من القلق والفرح والحزن والوجع والألم، ربّما هذه الحالة المربكة هي التي تسقي اللّحظة، لذلك لست أنا من يقرّر نوع المولود، بل لحظة الكتابة.
الومضات الشعريّة ليست سهلة، لأنّها تحتاج إلى تكثيف، ومن أبرز شروطها أن يكون فيها مفارقة، فتُحدث دهشة في نفس المتلقي، وتتركه في حالة من الذهول. أرفضها حين يستسهلها الكاتب، فلا نجد فيها وهجًا أو إشراقًا، وتتحوّل إلى كلمات يرصفها المؤلّف فيدّعي أنّها ومضة شعريّة. الومضة تشبه الجوهرة، كلّما صقلتها زادت إشراقًا، وكلّما أهملتها غلّفها الغبار.
*هل تفكّرين بإنشاء صالون ثقافيّ في الزّمن الحديث بعيدًا عن الشّبكة الافتراضيّة؟
- قبل أن أتحدّث عن رغبتي في إنشاء صالون ثقافيّ بعيدًا عن الشبكة الافتراضيّة، أودّ أن أشير إلى أنّ ظهور الصالونات الأدبيّة يعود إلى جذور موغلة في القدم. عند الفراعنة تواجدت التجمّعات التي يتمّ فيها الغناء وإلقاء الشعر. كذلك اهتمّ الإغريق بمثل هذه التجمّعات الثقافيّة، حيث الالتفاف حول الغناء وقراءة الشعر في أماكن محدّدة. أمّا سوق عكاظ في العصر الجاهليّ فأشهر من أن يعرّف، إذ كان منصّة ثقافيّة عند العرب.
فالملوك العرب في العصر الجاهليّ كانوا يجمعون الشعراء وأهل البلاغة لسماع منتجاتهم الأدبيّة والمفاضلة بينهم. وسوق عكاظ كانت إحدى العلامات التاريخيّة البارزة في هذا المجال. ولا ننسى اهتمام الخلفاء الأمويّين والعبّاسيين باستضافة الشّعراء والاستماع إلى أشعارهم ومعارضاتهم، ويختلف الباحثون في تحديد أقدم مجلس أدبيّ عرفه التراث العربيّ. أمّا في العصر الأندلسيّ فاشتهرت ولّادة بنت المستكفي بمنتداها الأدبيّ في قرطبة الذي كان يضمّ نخبة من كبار الشعراء والمبدعين مثل ابن زيدون.
ومن المعروف تاريخيًّا أنّ بروز ظاهرة الصالونات الأدبيّة أثّر بشكل كبير في الحركة الثقافيّة والتحوّل السياسيّ والاجتماعيّ في أوروبا، حيث كان الظهور الحقيقيّ للصالون الأدبيّ بشكله الحديث. فأوّل صالون أدبيّ بدأ نسائيًّا في عام 1608، وكان يعقد في فندق مدام كاترين دو رومبوييه، واستمرّ حتّى وفاتها عام 1659، ثمّ صالون السيّدة مادلين دو سكوديري (1607-1701).
أمّا في العصر الحديث فنلاحظ هيمنة الكاتب، إذ يهتمّ عادة ذوو الوجاهة والأثرياء بإدارة الصالون الأدبيّ لرعاية الأدب والفنّ وخصائصه. فهو من يحدّد الضيوف للحوار، وهو من يسيطر على إدارة النقاش، أو يكون الحوار حسب توجّهاته ورؤيته. ومن أشهر الصالونات العربيّة عبر التاريخ: صالون ماريانا مرّاش، صالون مي زيادة، صالون العقّاد، صالون أحمد تيمور، صالون محمّد حسن عبدالله، صالون المعادي الثقافيّ.
ونشطت الصالونات الثقافيّة في لبنان، وكان من أبرزها صالون فضيلة فتّال في طرابلس.
ونلاحظ اليوم مع التطوّر التكنولوجيّ وثورة وسائل التواصل الاجتماعي، تحوّل العالم إلى قرية كونيّة صغيرة. فضاقت المسافة بين البلدان ونشطت الحركة الثقافيّة. وقد أدّت اللّقاءات الافتراضيّة عبر زوم دورًا بارزًا في تفعيل الحركة الثقافيّة النقديّة، وفي تنشيطها. لكنّ العالم الافتراضيّ لا يمكنه أن يعوّض اللّقاء المباشر، لذلك أفكّر جدّيًّا في إنشاء صالون ثقافيّ في الكورة يضمّ شعراء وأدباء ومفكّرين، يكون شعاره "بالثقافة نبني المجتمع". في نهاية هذا اللّقاء لا يسعني إلّا أن أشكرك على هذا الحوار الشيّق، وعلى هذه الأسئلة الماتعة التي تحفّز الفكر، وتحضّ الكاتب على البحث ليقدّم إلى المتلقّي ما يليق به في زمن فقدت فيه الكلمة معناها. الأديبة والصحافيّة الرائعة ضحى الملّ، لك منّي كلّ المحبّة. كذلك أتوجّه بجزيل الشكر إلى جريدة الّلواء التي خصّصت زاويةً لهذه الحوارات الثقافيّة التي، إن دلّت على أمر، فهو أنّ الوطن ما زال بخير.