اعترافات السيدة {سين} في اتحاد كربلاء

ثقافة 2024/11/06
...

  كربلاء: صلاح السيلاوي 


احتفى اتحاد أدباء كربلاء بالشاعر والروائي عقيل أبو غريب  بمناسبة صدور روايته "اعترافات السيدة سين" عبر أمسية أدارها القاص والروائي ابراهيم سبتي، وحضرها جمهور الأدب والثقافة في المدينة.

تحدث مدير الأمسية عن مجمل تجربة المحتفى به ثم ذهب للحديث بشكل تفصيلي عما أسماه (الصراع الخفي في رواية "اعترافات السيدة سين")، فقال: في هذه الرواية يمكن عدّ الصراع بين الطرفين المهمين "عماد وسما" أهم العناصر التي رسمها الكاتب في بناء السرد، كلوحة مزخرفة بتفاصيل كانت هي الأساس في بلورة الحدث الدرامي، الذي شكّل الواجهة الصادمة، وعكس الخطاب السردي المتفرّع بشكله الواضح. هنا عمل الكاتب على تجميع الأحداث المتتابعة في كف واحدة، ومن ثم أراد من القارئ الحذق، اكتشاف أنماط الفكرة التي انزوت بين ثنايا السرد، وغاصت في الأعماق. فكانت السيدة "سين" هي الطرف المجهول، الذي جعل المتابع يمدّ مجسّاته لاكتشافها من أول وهلة، لكن الكاتب دخل مرحلة مهمة من المناورات، أخفى حقيقة السيدة "سين" التي يريد كل متابع معرفة خفاياها، ويحاول اقتناص جائزة فك شيفرتها وأسرارها. من هنا كان السرد يتتابع بطريقة عفوية وأقرب إلى النمط المتداول لكل الأعمار، ليبسط الفكرة، ومن ثم يهدي ما يريد قوله في حبكته للقارئ بكل أريحية ومن دون تعقيد.

ثم كان الحديث للمحتفى به أبو غريب الذي لفت انتباه الجمهور بمدى صدقه بالحديث عن نفسه وتجربته، لا سيما عن بداياته الشعرية التي وصفها بالخجولة، مشيراً إلى أنه لم يكن يعد نفسه شاعراً مهماً على الرغم من إشادة عدد من الشعراء به وأنه كان يتردد كثيراً بمجالسة الشعراء الكبار، ثم مضى موضحاً بعض التفاصيل عن انطلاقه في الحياة الثقافيّة التي ارتبط أكثرها بصداقة وطيدة مع الشاعر الدكتور علاوي كاظم كشيش ابتداءً من أيام الدراسة في معهد الفنون الجميلة، مروراً بظروف العمل الخاص إبان الحصار المفروض على العراق في تسعينات القرن الماضي وليس انتهاءً بالعمل الوظيفي في التدريس.

وتكلم أبو غريب عن روايته المحتفى بها لافتاً إلى أنه حاول استثمار أدب كتابة الرسائل في رواية "اعترافات السيدة سين" وأنه لم يكن بعيداً عن الصدق في الكتابة على مستويات عديدة مستثمراً آليات الكتابة بروحيّة تقترب من المتلقي وتستثمر طاقة التواصل بينه وبين المفاهيم الانسانيّة المشتركة. 

وأشار إلى أن روايته تتمحور حول امرأة تكتب رسائل إلى صديقها ولكنها رسائل مختلفة عن شخصيتها وحياتها، فهي امرأة تمتلك معرفة خاصة عن صديقها. إنّها باختصار قصة حب بين شخصين لم يمتلكا القدرة على اللقاء.

ولذلك كانت هذه الرسائل وهي البنية الأساسية للرواية هي العالم المفترض للقاء الحبيبين أو لتمكنهم من التفاهم او التواصل.

وختم المحتفى به حديثه بأهمية أن يسعى الروائي إلى الاقتراب بكتابته من حياته الخاصة، وأن يقدم مفاهيمه عنها وعن مشكلاتها بطريقة، أو بأخرى ليكون العمل الروائي أقرب للمتلقي وأكثر مصداقية.

وقال ابراهيم سبتي إنَّ الرواية كانت بمثابة لعبة سرديّة احتوت عناصر التشويق وبيان جماليّة السرد منذ بدايتها حتى صعقة النهاية، التي جعلتنا ننفض غبار الحيرة ونستسلم لما أراده الكاتب عقيل أبو غريب في لعبته السرديّة المعجونة بطريقة قوالب الحلوى التي قدمها لنا مع كل رسالة من السيدة "سين" إلى "عماد" الغائب الحاضر. إنَّ أزمة المشاعر لا يمكن وصفها بكلمات وفق المتخيل السردي الذي يضعه الكاتب، ما لم تلعب قصة الحب النادرة دور المخلّص من الدوامة والفخاخ التي باتت تلاحق الأطراف كافة في الرواية، بعد عملية الاكتشافات الخطيرة والاعترافات التي أفاضت فيها السيدة سين لعماد ولنا نحن القراء. كما وتضمنت المداخلات رؤى نقدية وشهادات وأسئلة تخص حياة المحتفى به وتجربته الشعرية والمسرحية والروائية.