إلى الشاعر الكبير فوزي كريم

ثقافة 2019/06/27
...

سعد صاحب
 
حين كان الشعراء ....
يقطفون الشعر من ليل بعيد ...
كان فوزي حاطبا كل المعاني ..،
ساهرا معتزلا يلتقط الاشعار في كل 
ذراع ! 
ها هو الوقت غروب ...
هاهو الشيخ وحيد للسراديب يؤوب ...
ليس في الارض سوى بعض الوصايا ..
بعض الخطايا 
بعض الذنوب 
ورماد يتشظى في العيون ...
وبقايا من طيوف الامس ما بين الجفون ...
وبلاد دمرتها كل رايات العراك ،
وبلاد اوحشتها هجرة الاحباب في ليل الحروب ...
وصديق يتباهى بالحكايا ...
وصديق يتباهى في علاقات الصبايا ،
وصديق يتباهى بالذقون !
ان مردان دليل للظعون ...
ان مردان قتيل في دهاليز المجون ..،
ان مردان وحيد يتهاوى في الدروب ...
ان مردان سعيد بعد لحظات يراك ..
بعد يوم حافل بالاشتباك ، 
ثم في مقبرة الموتى يصيح : 
وتهب الريح من كل الجهات ...
تنهض الاجداث من ارض الموات ...،
تنهض الاشباح في النور الشحيح !
ها هي الامطار تهيم  بين اجراس وريح ...
ها هي النيران تعلو في الروابي والبقاع ..
يا قطارات المسافات الغريبة ...
يا قطارات الشمال الحاملات الجوز بالاكياس فجرا ....
يا قطارات الجنوب المستريبة ...
يا قطارات الضياع !!
مات فوزي دون ان تبكي الحبيبة ...
دون ان يبكي الموشح ،
دون ان بغداد حزنا تتوشح ،
مات فوزي هكذا دون وداع !
دون ان نمشي حشودا في الجنازة ...
دون ان تنحب شوقا في المساء القبرات ..
وسؤال يتلظى في الشفاه الحائرات : 
هل ترى سوف تجيء اليوم عصرا ...
صوب مقهى البرلمان ؟
هل ترى سوف تجيء اليوم ظهرا ...
صوب مقهى البلدية ؟
ام ترى راق اليك النوم ما بين الجنان ..
ام ترى راقت اليك الابدية ؟!