باريس: أ ف ب
يعطي النمل الأحمر أمثولة في التعاون لمواجهة المخاطر الصحية، إذ إنَّ النملات التي تتولى عادة نقل نظيرتها النافقة لإبعادها عن المستعمرة، تتلقى مساعدة استثنائيَّة من حشرات زميلة من المجموعة.
وقال المعدّ الرئيسي للدراسة طالب الدكتوراه في علم الأحياء بجامعة بروكسل الحرة كانتان أفانزي: "توجد مساعدة متبادلة في المستعمرة عندما تصبح المخاطر الصحية أكبر بكثير".
وحددت الدراسة المنشورة في مجلة "أوبن ساينس" مجموعة تؤدي دوراً يمكن تشبيهه بـ"متعهدي دفن الموتى"، وأيضاً مجموعة أخرى مهمتها المساعدة في حالات الطوارئ.
أنشأ الفريق العلمي في بروكسل مستعمرات تجريبية، تتكون كل منها من ملكتين و225 نملة عاملة، ثلثاها مستقرة تعمل في العش، والثلث الآخر من النمل الباحث عن الطعام الذي يبقى خارج العش من أجل إمداده والدفاع عنه. ثم ميّز الباحثون مئة نملة من كل مستعمرة بشكل فردي، عن طريق لصق مربع صغير متعدد الألوان على بطنها قبل وضعها في عش صناعي صغير.
أتاحت التجربة تحديد خمس مجموعات: النمل الباحث عن الطعام، وذلك الباحث عن الطعام بشكل متقطع، والنمل العامل الذي يبقى في الداخل، والنمل المسؤول عن الحضانة، والنمل غير النشط.
وعمد الباحثون بعد ذلك إلى تصوير سلوك مجموعات النمل عن طريق إدخال جيف نمل سليمة، ثم جيف أخرى تظهر عليها الإصابة.
تمثلت الملاحظة الأولى في أن النمل يظل حذرا بالقرب من الجيفة، إذ "يقترب منها دون لمسها بقرون الاستشعار، وهو عضوه الحسي الرئيسي"، وفق أفانزي.
أما الملاحظة الثانية فكانت أن النمل الباحث عن الطعام بصورة متقطعة يلعب في المقام الأول دور "متعهد دفن الموتى" الذي يواجه جيفة سليمة، إذ يحملها، بشكل مؤلم أحياناً، إلى مخرج العش، قبل أن يتخلص منها النمل الباحث عن الطعام بعيداً.
يتغير السيناريو بشكل جذري عند مواجهة جيفة تبدو عليها الإصابة بوضوح. فإذا بقي النمل غير النشط في الخلف، يشارك النمل الآخر جميعاً في التحميل، حتى ذلك المسؤول عن الحضانة أثناء اتصاله باليرقات الهامة للمستعمرة. وفي الملاحظة الأخيرة، أثبت بعض النمل أنه خبير في النظافة، إذ كثيراً ما ينظف نفسه بفكه السفلي.