هل سيقدّم العراق ملفاً لتنظيم المونديال في 2038

الرياضة 2025/01/07
...

  كتب كاظم الطائي: 


نجاح الملفات العربيَّة في احتضان نسخ سابقة ومقبلة من بطولات كأس العالم بكرة القدم يفتح الباب على مصراعيه أمام بلدنا لتقديم عرض مماثل في غضون أكثر من عقد من الزمن بالاستفادة من تجربة الأشقاء في قطر التي احتضنت مونديال (2022) بنجاح فائق والمغرب والسعودية الفائزين بملفيها في نسختي (2030 و2034) على التوالي 

 معايير الاستضافة العالمية

كونغرس أهل الكرة الذي وافق بتصويت أعضائه من أكثر من (212) بلداً قبل أيام على ملفي المغرب والبرتغال وإسبانيا في نسخة العام (2030) والمملكة العربية السعودية منفردةً بتنظيم نسخة العام (2034) استند إلى تهيئة متطلبات كثيرة ومعايير تشمل البنى التحتية والمواصلات والاتصالات والتقنيات الحديثة والملاعب الكافية والاستثمارات والجذب السياحي واستيعاب الوافدين من كل أنحاء العالم وجوانب أخرى كانت موضع إشادة واهتمام من قبل اللجان المكلفة ببحث تلك الملفات والموافقة عليها. 


ربع تريليون دولار أول غيث الخطوات المقبلة

يا ترى ماذا يوجد في الملفّ العراقي إذا قدّم للفيفا في غضون (10) أعوام مقبلة على أقل تقدير؟ والجواب عن ذلك نستند في طرحنا هذا إلى آراء أهل الاختصاص الذين أكدوا في تصريحات إعلامية نشرتها وسائل الإعلام ومنها (الصباح) أنَّ حجم الاستثمارات سيصل إلى أكثر من (250) مليار دولار في العراق بغضون عامين مقبلين وبلغت استثمارات العام الحالي أكثر من (100) مليار دولار. 

وستكون الاستثمارات أضعاف تلك الأرقام في رحلة عقد بما يضع بلدنا في مقدمة الدول الأكثر تطوراً والتي تتعامل بواقعية مع متطلبات التقدم الحضاري واستثمار آخر تقنيات العصر والطاقة المتجددة في رسم طريق الغد حسب تصريحات لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الاستثمار محمد النجار مدير صندوق العراق الذي أعلن عن توقيع مذكرات تفاهم مع شركات عالمية لبناء مدن صناعية وتأسيس صندوق استثماري عراقي بمسمى صندوق التوطين لجذب الاستثمارات المحلية والدولية ونجحت الحكومة باستقطاب استثمارات تصل قيمتها إلى (100) مليار دولار ويستعد العراق لطرح مجموعة واسعة من المشاريع بهدف جذب استثمارات بقيمة تصل إلى ربع تريليون دولار خلال العامين المقبلين لمشاريع الطاقة المتجددة ومدن جديدة وشبكات سكك حديدية وتطوير قطاعات السياحة والاتصالات والترفيه والخدمات وغيرها حسب ما أكده رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار حيدر مكية في تصريح إعلامي سابق وهناك (103) فرص استثمارية ومشاريع مستقبلية كبيرة في العامين المقبلين وأموال ستتدفق بنحو (250) مليار دولار إلى العراق وأنَّ الفرص الاستثمارية أصبحت في حقيبة كاملة لتُعرض في ملتقى العراق للاستثمار المزمع عقده بداية العام المقبل. 


مشاريع عملاقة على طريق التنمية 

لن يكون طريق التنمية الذي جمع العديد من الدول في رحابه آخر مشاريع التطور في جعل العراق بوابة مشرعة يربط قارات العالم بل أنَّ العديد من الأفكار التي كانت مجرد أمنيات تحولت إلى حقيقة ووضعت لها مسارات ستخدم الملف العراقي في احتضان نسخة مقبلة من المونديال وكأس الأمم الآسيوية والدورات القارية للألعاب التي سبقنا لها أشقاء وأصدقاء أصبح الوقت متاحاً لاحتضانها بعد نجاح تنظيمي لبطولات غرب آسيا بمختلف الألعاب والبطولات العربية والخليجية وتصفيات المونديال وغيرها. 


ماذا عن ملاعبنا؟ 

التطوّر الذي شهدته البنى التحتية في العقد الأخير في بلدنا يحتاج إلى إضافات نوعية وعددية تزيد من قدرات البنى التحتية ورفع طاقاتها الاستيعابية، ولا يمكن أن يكون ملعب جذع النخلة في البصرة الذي يستوعب (65) ألف متفرج هو سيد الملاعب العراقية الأكبر استيعاباً لأنَّ الملفّ يحتاج إلى ملاعب تستوعب أكثر من (90) ألف متفرج للإيفاء بالتزامات لابد منها وعلينا تهيئة بين (15) إلى عشرين ملعباً لهذا الجانب أسوة بملفات قدّمت للفيفا وحظيت بالموافقة. 


التاجيات وملاعب أخرى

60)) ألف متفرج حُدّدت لسعة ملعب التاجيات الذي تتولى تنفيذه شركة إيرانية وبحثت معها وزارة الشباب والرياضة موضوع رفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من (95) ألف متفرج، وهناك ملاعب أخرى لم تكتمل بعد فضلاً عن الملعب السعودي المهدى للعراق منذ سنوات ولم يشرع بتنفيذه حتى اليوم ومقرر له أن يحتضن (100) ألف متفرج ومكانه خضع للخلاف والحوار البيزنطي. 

ملاعب الشعب وجذع النخلة والميناء وكربلاء والنجف والزوراء والمدينة والكوت والتاجيات والرصافة وغيرها من صروح حالية ومقبلة وإنشاءات لاحقة في مدن ومحافظات ستكون حاضرة في ملف الملاعب وبالإمكان تشييد ملاعب مستقبلية تخضع لتقنيات متطورة تخدم البيئة والطاقة المتجددة بما يتطابق ومعايير الفيفا. 


مطارات وطرق دولية 

الطاقة الاستيعابية لمطاراتنا الحالية خضعت للنقاش ووضعت الحلول المستقبلية لها بمشاريع قيد التنفيذ ستزيد من العدد الإجمالي للوافدين والمغادرين حالياً وافتتاح مطارات جديدة منها (3) خلال العام المقبل إضافة إلى (8) مطارات سابقة وزيادة استيعاب المسافرين للضعف وفي مطار كربلاء تبذل لمسات لكي يستقبل (6) ملايين زائر سنوياً ومطار بغداد (9) ملايين زائر سنوياً، وهذا الأمر مطلوب في معايير الفيفا وقدّم المغرب تفاصيل عن مطارين ستبلغ طاقتهما الاستيعابية (37) مليون مسافر بحلول العام (2030).


 فنادق المستقبل 

تشكو مدننا عدم استيعاب الفنادق الحالية الزخم الكبير للسياحة العالمية في مناسبات عدّة وهناك تطلع لرفع حجم الاستقبال لضيوف البلد إلى أرقام مناسبة فقد تضمن ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال أكثر من (30) ألف منشأة فندقية و(500) ألف غرفة و(20) ملعباً في (27) مدينة و(94) موقعاً لإقامة معسكرات الفرق وموقعين للحكام و(80) ملعباً للتدريب واللعب فضلاً عن توفر معايير الأمن والسلامة والخدمات والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل التلفازي وإدارة القوى العاملة وغيرها فهل سنعمل على ذلك في غضون العقد المقبل لنحتضن أولاً بطولة القارة ونرفع سقف الأمنيات إلى تقديم الملف الأكبر حتى لو تعاونا مع دول أخرى مثل الكويت والإمارات والأردن لاحتضان المونديال.