احتفى اتحاد الادباء والكُتّاب في كربلاء برواية (وشم ناصع البياض) للأديب والصحفي علي لفتة سعيد، والتي قال عنها النقّاد انها تناولت الحرب من جوانب انسانية ونقدية.
الامسية التي قدّم لها الأديب علي حسين عبيد قائلاً: إنّ للتقديم الابداعي خصوصيّة لا أجدها في المحافل الأخرى كالعرافة مثلا.. وحين يكون الكاتب الذي تقدّمه ذا رحلة ورفقة طويلة معك ايضا ستكون هناك نكهة خاصة للتقديم.. ويضيف لقد عرفت علي لفتة سعيد كاتبا سرديا منذ بواكير قصصه ورافقت رحلته الإبداعية طيلة أربعة عقود.. آمنت به منذ أصدر مجموعته بيت اللعنة.. فنصوصه السردية لديها قدرة على قول أشياء مهمة وجودية وحياتية تمس يوميات الإنسان، مواصلاً، يتميز سعيد بمثابرة يحتاجها الكاتب الناجح حتى يواصل نجاحاته.
ثم تحدث سعيد عن التنوع الكتابي في الاجناس الادبية، عادا إيّاه أنّه يوضح مقدرة الاديب ونضج المخيلة ومثابرة محمودة، وليس كما يقال انه تشظٍ وضياع، مؤكدا ان الذي ينتقص من القدرة على الكتابة وتنوعها دون أن يقرأ ويطلع ليناقش فإنّه يشكو أما من الغيرة او من ضعف المخيلة، ولذا فان الاغلب الاعم من المبدعين الكبار لهم تجارب ناجحة في مختلف الاجناس. واضاف، ان الادب يعتمد على اللغة واللغة عبارة عن 28 حرفا وهذا يعني ان الكتابة بحسب الفكرة وكيفية صناعتها وتدوينها وما يمتلكه المنتج من قدرة على التدوين في اي جنس أدبي خاصة واني اتعامل مع الحرف وليس مع آلة ميكانيكية. ولفت الى ان الكتابة النقدية كانت مرافقة للقراءات الادبية المتوازية منذ البدء بمعنى ان القراءات الاولى كانت هي السبب في إيجاد هذه المنصات للكتابة وتنوعها. ان رواية "وشم ناصع البياض" هي اول رواية تصدر لي العام 2000 وقدمت للشؤون الثقافية وطلب مني من قبل مسؤول النشر ان أغيّر بعض التفاصيل لكي يتم قبولها لان موضوعها لا يمكن قبوله؛ ولهذا حذفت الكثير من التفاصيل في ذلك الزمن من اجل اصدارها خاصة وأني لا أحبذ تأجيل ما ينجز تحت اية حجة لأني انظر الى الادب على انه ابن المرحلة.
واشار الى أن الرواية لدى البعض يعدّها تناصّا مع اهل الكهف ولغتها فيها تناصّ مع القرآن الكريم، والحقيقة ان اللغة موزعة بشكل مقصود، فالأخوة السبعة يبحثون عن جدهم وهو ما يعني البحث عن التاريخ الضائع خاصة وان الرواية تخلو من وجود الأب وهو يعني موت الحاضر او غيابه وتغييبه، والاخوة متنوعو الثقافة، الاكبر والضحاك والصحفي والصغير والمتدين والجريح والصامت، لذا إن قيل ان هناك تناصّا مع القرآن قد يكون صحيحا، لأني حقيقة ألجا الى اللغة كمعيار دلالي على تحويل النص من كونه نصا حكائيا الى نص سردي، فضلا عن كون اللغة تتبع ثقافة الشخصيات وما موجود من هذا التناص فهو يخضع لصنع الدهشة فضلا عن الحضور الفلسفي، لان الرواية تناقش مرحلة مهمة من مراحل الحرب بالعراق في ذلك الزمن فكان اللجوء الى التناص لجوءا تتطلبه المرحلة، فضلا عما يمكن ان يشير الى المقدرة اللغوية التي استطيع من خلالها صناعة الدهشة والجذب للمتلقي، فضلا عن هكذا لغة يمكن لها ان تصنع الاسئلة التي تأتي بالإجابات، لان مشكلتنا ليس بغياب الاجابة بل بتيه الاسئلة عن الحياة ومعاناتها، ولهذا فانا ألجأ الى التناص ليس فقط لإنتاج معنى بل للارتفاع بالوعي الثيمي لتكون أكثر قربا من المتلقّي... وبيّن سعيد أنّ الرواية التي صدرت عن دار الفؤاد بمصر حققت حضورا نقديا هناك من قبل النقاد المصريين، إذ عدّوها رواية متكاملة ومتماسكة ولها قوة التكنيك واللغة.. هذا وشهدت الامسية قراءات نقدية شارك فيها الدكتور علي حسين يوسف والقاص حمودي الكناني مثلما شهدت مداخلات مهمة من قبل الناقد عبد علي حسن والدكتور عمار المسعودي والكاتب عباس الجبوري والشاعر خالد
الخفاجي.