القيادات الأمنية: وضع العراق آمن ومستقر

الثانية والثالثة 2025/03/19
...

 بغداد : شيماء رشيد


بعثت القيادات الأمنية والاستخبارية في البلاد، رسائل طمأنة للمواطنين؛ أن وضع العراق آمن ومستقر، وأن حدودنا وخصوصاً مع الجارة سوريا مؤمنة بشكل كامل، جاء ذلك خلال استضافة القيادات في لجنة الأمن والدفاع النيابية مساء أمس الأول الاثنين، حيث جرى التباحث بشأن الوضع الأمني بشكل عام ومستجدات الأوضاع الأمنية على الحدود العراقية - السورية، وتأثير الوضع السوري في الأمن الداخلي.

وسط ذلك، وصل رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، إلى قيادة عمليات غرب نينوى، في حين أكد قائد عسكري ميداني في الحشد الشعبي، أن هناك جهداً فنياً واستخباراتياً وأمنياً، سواء من خلال الكاميرات أو الطائرات المسيرة في الشريط الحدودي مع سوريا.

عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، أوضح في حديث لـ"الصباح"، تفاصيل أوسع عن الاجتماع الذي حضره عدد من القيادات الأمنية، مبينا أنه شهد مناقشة مستفيضة للوضع الأمني والاستخباري، إذ شددت القيادات الأمنية على أن الوضع داخل الحدود العراقية، وكذلك على الشريط الحدودي، مستقر وآمن، مع عدم وجود تهديد مباشر نتيجة للأحداث في سوريا".

وأضاف، "أكدنا خلال اللقاء قلقنا وقلق أبناء الشعب العراقي إزاء المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين هناك، وضرورة حماية الأقليات، كما شددنا على أهمية الدور الحكومي في ضمان أمن هذه الفئات".

وأشار إلى أن استقرار سوريا يمثل عاملاً حيوياً لأمن العراق، قائلاً: "يجب على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي دعم الاستقرار في سوريا، بغض النظر عن شكل النظام الحاكم، لأن أي اضطراب هناك ينعكس سلباً على العراق، نظراً للروابط العشائرية والاجتماعية المشتركة بين البلدين".

وحذّر البنداوي من خطر انتشار الأسلحة غير المنضبطة في سوريا، مؤكداً أن "أسلحة الجيش السوري السابق أصبحت عرضة للنهب من قبل عشرات الفصائل، مما يعزز الفوضى في المنطقة". واختتم حديثه بالتأكيد على أن الاجتماع ركز على أمن العراق والقضية السورية، وأن الوضع الأمني الداخلي مسيطر عليه ولا يشكل خطراً في الوقت الحالي.

واستضافت لجنة الأمن والدفاع النيابية، برئاسة النائب كريم عليوي المحمداوي رئيس اللجنة، وحضور الأعضاء، مساء أمس الأول الاثنين، كبار القادة الأمنيين، وفي مقدمتهم رئيس جهاز المخابرات الوطني، ورئيس جهاز الأمن الوطني، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، ومدير الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع، ومدير الاستخبارات العسكرية في الحشد الشعبي، وذلك لمناقشة التداعيات الأمنية الأخيرة التي تشهدها المنطقة.وأكدت اللجنة خلال اللقاء على أهمية تعزيز الجهود الأمنية والاستخبارية لمواجهة التحديات الراهنة، وحماية السيادة الوطنية، وضمان أمن المواطنين، كما شددت على التنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية لمواكبة المستجدات واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الاستقرار.

إلى ذلك، قال عضو مجلس النواب ضياء هندي الحسناوي، في حديث لـ"الصباح": إن "استقرار سوريا يؤثر بشكل مباشر في العراق، نظرًا للروابط الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية العميقة بين البلدين"، مبينًا أن "التطورات الداخلية في سوريا تنعكس على الجانب الأمني، إذ يبقى خطر تسلل الجماعات الإرهابية عبر الحدود مصدر قلق يستوجب يقظة مستمرة".

وأضاف، أن "التأثير لا يقتصر على الجانب الأمني، بل يمتد إلى الاقتصاد، إذ يمثل التبادل التجاري بين العراق وسوريا منفذًا مهمًا لكلا البلدين"، مشيرًا إلى أن "الحكومة تتابع التطورات في سوريا عن كثب، ولديها خطط أمنية محكمة لضبط الحدود ومنع أي تهديد محتمل".

وأوضح الحسناوي، أن "هناك إجراءات لتعزيز التعاون التجاري بما يحقق المصالح المشتركة، كما أن العراق يسعى دائمًا إلى دعم استقرار دول الجوار، لأن استقرار المنطقة ينعكس إيجابيًا على الجميع"، مؤكدًا أن "الحكومة تعمل ضمن الأطر الدبلوماسية والاقتصادية لتحقيق هذا الهدف".

في غضون ذلك، وصل رئيس أركان الجيش، الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، إلى الفوج الثاني، من اللواء الستين، التابع إلى الفرقة "20" ضمن قيادة عمليات غرب نينوى، لاستطلاع خطوط الصد والربايا على الشريط الحدودي، يرافقه معاون العمليات وقائد القوات البرية وأمين سر الاستخبارات لرئاسة أركان الجيش.

وعلى صعيد مواز، قال قائد عمليات قاطع الأنبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الحشد الشعبي وصل إلى مرتبة عالية من التدريب والتسليح، وهو على أهبة الاستعداد، وهناك تعاون جدي وفعلي بين جميع الأجهزة الأمنية، على مستوى الجيش والحدود والشرطة والداخلية" مبيناً أن "هناك تنسيقاً عالياً مع الحشد العشائري، ولم يبخلوا في تقديم المعلومات ضد عصابات داعش الإرهابية".

وأضاف أن " العشائر والقوات الأمنية مستعدة لمواجهة أي عدوان على الحدود العراقية"، مشيراً إلى أن "هناك جهداً فنياً واستخباراتياً وأمنياً موجوداً ونتابع جميع التحركات، سواء كانت من خلال الكاميرات أو الطائرات المسيرة، أو من معلوماتنا في عمق الجانب السوري".

وبين أن "تحركاتنا واسعة، والأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للحشد الشعبي تعمل ليلاً ونهاراً من أجل الحصول على المعلومة"، مؤكداً: "لم يسجل لدينا أي خرق أمني على الحدود السورية العراقية إلى الآن".