مهرجان بابل الدولي

ثقافة 2019/07/09
...

د. حسين القاصد 
فرحٌ غامرٌ عمَّ الوسط الثقافي حين تمَّ ادراج بابل ضمن لائحة التراث العالمي؛ وقد لا نبالغ اذا قلنا ان من حق بابل ان تطالب بأن تكون عاصمة التراث العالمي، لأنّها بابل الحضارة، وبابل التاريخ، وبابل التأسيس، وبابل المدنية، حيث القوانين الأولى، وجنائنها المعلقة، وارثها الحضاري الضارب في اعماق جذور التاريخ. 
 لذلك لا بدَّ من استثمار هذا الاعتراف العالمي واستدعاء العالم الى بابل، من خلال الفعاليات والانشطة الثقافية احتفالا بعاصمة القوانين الاولى؛ ولعل مهرجانا تأسيسيا ضخما ترعاه الدولة وتخصص له ميزانية تليق بالحدث الكبير، لعل هذا المهرجان يرسل جوابا بأحقية بابل في هذا التتويج. 
 محافظة بابل قريبة جدا من بغداد، وهذا يدفعنا للتفكير في مهرجان سنوي يحمل اسم بابل، ويتم افتتاحه في بغداد وتقوم بعض أماسيه في المدينة الأثرية، لاسيما ان في بغداد فندقا يحمل اسم بابل، فليكن هو مقر اقامة المهرجان في بغداد، فضلا عن دعوة محافظة بابل لبناء فندق يليق بوضع بابل الجديد ويكون تصميمه مستوحى من شكل المدينة الاثرية ومشابها لفندق 
بابل في بغداد.
 جهود كبيرة بذلها وزير الثقافة، وهو الوزير الحقيقي للثقافة بعد 2003 اذا استثنينا وزارة السيد مفيد الجزائري فقد عمل الرجل لخدمة الثقافة والمثقفين؛ بينما تحولت الوزارة في عهد بقية الوزارات الى وزارة مكتب السيد الوزير، ووزارة ايفادات؛ ولعل وزارة الدكتور عبد الامير الحمداني نالت من المؤازرة وتعاضد المثقفين مثل ما نالته وزارة السيد مفيد الجزائري وذلك لقرب الوزيرين من الهم الثقافي وتفاصيله؛ ولقد توّجت هذه الجهود بصميم اختصاص واهتمام الدكتور عبد الامير الحمداني حيث اختصاصه الاكاديمي بالاثار، فجاءت النتيجة المنطقية أن تدخل بابل لائحة التراث العالمي . 
 وقبل ذلك وبعده، بذلت دار بابل للثقافات جهودا رائعة لايصال صورة بابل الحقيقية لكل انحاء العالم، وذلك من خلال مهرجان بابل للثقافات الذي ينظمه سنويا الزميل الدكتور علي الشلاه، وهو مهرجان مميز، حافظ على ثباته وديمومته رغم كلّ ما مرّ به العراق من ارهاصات سياسية انعكست على واقعه
 الأمني والاجتماعي . 
 والآن، وبعد هذا الانجاز الكبير، أدعو الى تشكيل لجنة عليا تأخذ على عاتقها اقامة مهرجان بابل العالمي، والافادة من تجربة الدكتور الشلاه، واتحاد الادباء، وليكن المهرجان بحجم هذا 
الانجاز الكبير. 
 لقد اعلن العالم عن بابل التراث والحضارة؛ أما نحن فعلينا أن نعلن عن بابل الراهنة، النابضة بالحياة والمحبة، وان نعيدها الى الواجهة مدينة ثقافية فكرية ابداعية، ونستنفر كل الجهود النقابية والحكومية والاكاديمية متمثلة بجامعة بابل، لكي نصدر الى العالم بابل الجديدة بعد ان اعترفوا ببابل التراث والحضارة.