جهود مشكورة .. ولكن !

ثقافة 2019/07/16
...

د. حسين القاصد
بعد تعرّض أحد الفنانين للمرض الخبيث، وما أسفرت عنه جهود نقابة الفنانين، حيث سرعة إجراءات نقله للعلاج خارج العراق، تلاه تعرّض أحد الادباء واستجابة الحكومة العاجلة لانقاذه؛ بادر وفد يمثل نقابات الابداع، حيث نقابة الصحفيين ونقابة الفنانين واتحاد الادباء والكتاب في العراق، بادر هذا الوفد برئاسة السيد وزير الثقافة والسياحة والاثار، بزيارة السيد رئيس الجمهورية بحضور وزير الصحة، لشرح وتوضيح معاناة المثقفين لاسيما الذين يعانون من الامراض المستعصية، وسبل انقاذهم، او مساعدتهم على تحمل اعباء وتكاليف العلاج؛ وقد اسفر اللقاء عن نتيجة مقبولة الى حد ما؛ واقول: مقبولة الى حد ما، لأنّ من بين ما اسفر عنه اللقاء هو تسهيل العلاج في مستشفيات بغداد وكردستان!!؛ وكأنّ تسهيل العلاج في هذه المستشفيات ليس حقاً مشروعاً لكل المواطنين وليس
 للمثقفين فقط. 
 أقول: جهود مشكورة، وسعي حقيقي من النقابات واتحاد الادباء ورئيس الوفد وزير الثقافة، لكننا مازلنا نطالب بالضمان الصحي لكل العراقيين وليس للمثقفين فقط؛ ونريد جهدا نقابيا مضاعفا، ونريد استحقاقا لا يقبل التفاوت بين نقابة ونقابة؛ فمنذ وقت ليس بالقصير استطاعت نقابة الصحفيين ان تحصل على قطع اراض لاعضائها، كما تمكّنت من ضمان تخفيض سعر تذكرة السفر على الخطوط الجوية العراقية بنصف المبلغ المخصص لها، بينما لم تنل بقية النقابات مثل مانالته نقابة الصحفيين من اهتمام، حتى ان الاستاذ الجامعي يضطر للسفر بصفته الصحفية اذا اراد تخفيضا في اجور التذاكر، ومثله يفعل الادباء والفنانون. 
 وعلى ذكر السعي المشكور لا بدَّ من الاشادة بجهود عضو المجلس المركزي لاتحاد الادباء/ فرع البصرة، الشاعر علي الامارة، إذ استطاع بتحركه الحثيث ان يحصل على استثناء لادباء البصرة من اجراءات الروتين ومواعيده للحصول على جواز السفر للادباء، وهذا التحرك الفردي يعد خطوة مباركة، لها ان تحفز على خطوة اوسع ليقوم اتحادنا الكبير بمخاطبة مديرية الجوازات العامة للغرض نفسه . 
 ولعل اتحادنا العريق يتحرك باتجاه وزارة النقل، ايضا، لغرض تخفيض اجور تذاكر السفر الى النصف اسوة بالصحفيين؛ ولعله، أيضا، يتبع زيارته هذه، وزيارته السابقة لرئيس مجلس النواب، بتقديم مشروع متكامل يضمن للاديب كرامته وكرامة أسرته اذا ما تعرّض لحادث او داهمه مرض خطير . 
 نعم، هي جهود مباركة، استفزّها واقع الادباء المرير، واستجاب لها اتحادهم العريق، وهي خطوات اولى نتمنى ألا تبقى محنّطة في رفوف المسؤولين، لأنّ الأمر يحتاج الى متابعة جادة، ولا شك ان القائمين على الاتحاد أهلٌ لتحمّل المسؤولية والمطالبة بأبسط حقوق العيش الكريم لهذه الشريحة التي تمثّل وجه العراق المشرق .