كثرت في الاونة الاخيرة في بغداد وبعض المحافظات المقاهي الثقافية وهي باعتقادي البديل الموضوعي للمؤسسات الثقافية المعطلة والفاقدة لأهليتها ، هذه المقاهي صارت مأوى وملاذاً امناً للكثير من المثقفين ولفعالياتهم الثقافية سواء في المسرح او النشاطات الادبية في السرد والشعر والموسيقى وقد واكبت شخصيا مقاهي كثيرة ابتداءً من ( المذاق الايطالي) التي احترقت في حادث تفجير الكرادة ولم تعد حتى الان وبعد ان اعادوا بناء العمارة والمحلات، بقيت هي شاغرة وغائبة، وهناك ايضاً مقهى (بن رضا علوان) التي تطورت بسرعة مذهلة وصارت تمتد وتتسع وتؤسس لها فروعا
اخرى.
هذه المقهى تبنت الكثير من الفعاليات الثقافية من مسرح وشعر ومحاضرات عن التنمية البشرية وحفلات توقيع الكتب الجديدة، وانا اعتقد ان هذه المقهى سد فراغاً مكانياً كبيراً وسوف تستوعب الكثير من الفعاليات لتحقق بعض رغبات المبدع العراقي الذي تخّلت عنه مؤسساته وكذلك مقهى (كهوة وكتاب) وهي مقهى شابة وطموحة جمعت بين المقهى وبين المكتبة واحتضنت ايضاً الكثير من الادباء وقدمتهم لجمهورها في حفلات توقيع الكتب او القراءات الشعرية او الاحتفاء ببعض الشخصيات الابداعية الكبيرة مثل الاحتفاء بالقاص والروائي الكبير جمعة اللامي وقد حضر الاحتفاء القاص الكبير محمد خضير وكان لي الشرف الاشتراك معهم بالاحتفاء باللامي، لكن فكرة جمع المكتبة والمقهى لم تحقق مرادها حتى الان ولانها فكرة هائلة ينبغي على القائمين بهذا المشروع ان يعيدوا النظر فيه وان يطوروه وان يكثروا من فعالياتهم التي تهتم بالكتب وتحتفي بها من اجل ارجاع العلاقة المفقودة بين القارئ الشاب والكتاب الذي ظل معزولاً لاماد طويلة، وقد جربت ذلك شخصياً فحين ادخل هذه المقهى اذهب مباشرة الى الرفوف واتصفح بعض الكتب، تلك الكتب اليتيمة
والمعزولة.
اما قاعة مقهى نازك الملائكة فهي ايضاً حافلة بالزبائن والثقافة والنشاطات الجميلة التي تستوعب اعداداً كبيرة ولها نشاطات اسبوعية وقد تم الاحتفاء بروايتي ( حرائق ايروس) في قاعة المقهى وانا طبعاً آمل ان يتطور العمل فيها لتقدم للنشاط الابداعي والثقافي العراقي فرصة بديلة للمؤسسات الثقافية الحكومية المعطلة للأسف اما فكرة تعليق صور الادباء العراقيين في مقهى (كهوة وكتاب) ومقهى ( نازك الملائكة ) فهي فكرة جميلة تدل على وعي وحضور فاعل للذات المثقفة
العراقية..