ألتقيت الروائي الراحل فؤاد التكرلي ( 1927 - 2008) في فندق المنصور ميليا يوم 16 من شباط 2003 ، وطلبت منه اجراء حوار معه ، لكنه تعذر بالجو العام الصاخب في صالة الفندق وحيث الغادي والرائح يقطعون سلسلة الحديث بالتحيات والمصافحة ، كانت هناك مناسبة ثقافية ، ولكنه طلب مني ان اكتب الاسئلة على ورقة وسيجيب عنها لاحقا حين يخلو الى نفسه في غرفته بالفندق ليلا ، وافقته ومن ثم كتبت الاسئلة وسلمتها اليه ، وفي اليوم التالي سلمني ظرفا صغيرا مكتوبا عليه اسمي
اخذت الاجوبة لكن الفرصة لم تسنح لي بنشرها ربما للظروف التي مر بها البلد خلال تلك الايام من شهر شباط ومن ثم آذار من العام 2003 ، وغاب الظرف وسط الاوراق الكثيرة التي عندي، لكنني قبل ايام وجدتها واعادتني الذاكرة الى ذلك اللقاء
بيننا .
*لو اغمضت عينيك هذه اللحظة وذهبت بذاكرتك الى مرابع الطفولة .. كيف تراك هناك؟
واي الاماكن والحوادث ما زالت باقية في ذاكرتك ؟
- غالبا ما افعل هذا ، وغالبا ما تسعدني هذه العودة الى الماضي .. الى الطفولة ، ويخيل إليّ ان الصورة الملونة المبهجة التي تلح في عودتها الى ذهني ،هي صورة دارنا العتيقة في باب الشيخ حيث ولدت وقضيت اجمل ايام طفولتي ، ذلك المربع الجميل الودود والحنون ،ما زال يشعرني بالسعادة والاطمئنان كلما استعدت صورته وصورتي وانا اعيش فيه ،بين اهلي .
* ما الذي تفعله اذا حاصرتك لحظات الملل ؟ وأي شيء يتركه في نفسك ؟
- لا يستطيع الملل ان يسيطر عليّ لمدة طويلة ، هنالك ابواب كثيرة للخروج من حصاره ، مثل القراءة او في الموسيقى ، او في الرسم ، او ... في صحبة مميزة .
* ما الذي منحتك اياه الكتابة ؟
- كل شيء، التوازن ،معرفة الاخر ، معرفة الحياة ، الاطمئنان ، مقاومة
الشر .
* دائما يكون الشعر هو الموهبة الاولى والرغبة الاولى .. كيف اتجهت الى القصة وليس الى الشعر؟
- لاني عثرت على الشعر في القصة .
* هل تذكر القصة الاولى التي كتبتها او التي نشرتها، وما هي مشاعرك وقتها؟
- نعم اذكرها، لم تكن احسن ما كتبت ، ولم تساورني اية مشاعر غير عادية وتقبلت النشر كأمر مسلم به .
* في عصر السرعة والصخب .. اي مستقبل للرواية؟
وهل ترى انها كما يقال ستكون ديوان العرب؟
- لا مستقبل للرواية بدون صخب الحياة ،لذلك لا تقلق عليها من حياتنا المعاصرة السريعة ،الا انها لن تكون ديوان العرب فالشعر احتل هذا المكان منذ زمن
طويل .
