ليس لأحد بوده أن يعرف شيئا عن الأدب والنقد والدرس الأكاديمي في العراق ، دون أن يعرف أن لكل ما يبغيه بابا كبيرا اسمه
علي جواد الطاهر .
ولعل اهل الاختصاص في النقد والأدب والدرس الأكاديمي ، لعلهم يدركون ذلك ، ما عدا من يسمون أنفسهم نقادا كبارا ولم يخجلوا من التخلف عن الجلسة ، فالطاهر المحقق هو نفسه الطاهر المعترض على كبار محققي التراث ومن بينهم احسان عباس ، والطاهر الناقد الأدبي القادم من أرقى جامعات فرنسا ، هو نفسه من يغمز إليه البعض بأن نقده انطباعي ، والطاهر المعلم ملأ الجامعات بكبار الأساتذة من تلامذته الطاهرين مثله.
مئوية علي جواد الطاهر جلسة أقيمت في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ، وكانت من الواحدات التي ستخلد طويلا في الذاكرة ؛ وهي جلسة سبقتها مطالبة ونداء من علامة جليل وتلميذ نجيب من تلامذة الطاهر ؛ ذلك هو سعيد عدنان _ كما يحلو له أن يكتب اسمه دون لقب او اية مقدمة تعريفية _ وهو من هو ، بعلمه
وصدقه واخلاصه .
لقد طالب استاذنا الجليل د. سعيد عدنان أثناء تفكيره بمئوية استاذه باعادة طبع كل منجز عميد الادب العراقي ، وقد عرفنا بأن أسرة الطاهر تنازلت عن جميع الحقوق في حال إعادة طبع مؤلفاته ، من أجل أن ينتفع منها طلبة العلم والأدباء وسائر الناس.
أقيمت الجلسة الاحتفائية في اتحاد الأدباء _ رابطة أعلام الأدب ، وقد أسهم فيها كبار الأساتذة ، حتى كأننا صرنا ضيوفا على الطاهر ، على حد تعبير د. سعيد عدنان ، وكانت مميزة جدا ، ومن بين تميزها أن الجلسة لم تقتصر على الأساتذة الاربعة الذين تكلموا عن منجز الطاهر ، بل امتدت إلى مداخلات مثمرة ، من مريدي علم الطاهر وأدبه ، حتى كأن الجمهور كان يتمنى ألا تنتهي تلك الجلسة.
والآن ، وقد انتهينا من الجلسة ومن الذكرى المئوية ، بقي الشق الثاني من شروط الاحتفاء وهو إعادة طباعة كل كتب عميد الأدب العراقي ؛ فيا ترى ؟ من سيأخذ على عاتقه هذه المهمة
المثمرة جدا ؟
هي دعوة مفتوحة لمن يود ذلك ، لاسيما بعد أن تنازلت أسرة الطاهر عن حقوق الطبع ، وهي دعوة لوزارة الثقافة لكي تتبنى الشؤون الثقاقية هذه المهمة ، وهي نفسها الدعوة ، لنا أن نوجهها إلى اتحاد الأدباء ، بعد أن صدرت عنه مطبوعات عدة ، فالطاهر هو أحد مؤسسي الاتحاد ، واشجع نقاده رأيا ، في وقت كان الاخرون يخافون حتى من محاولة التفكير بصمت . شكرا للطاهر في مئويته ، وألف شكر لمن سيسعى لاعادة طباعة منجزه.