استبشرَ جميع المسرحيين العراقيين في عموم المدن العراقية من اقليم كُردستان حتى البصرة ، بالشروع في إقامة (مهرجان العراق الوطني للمسرح ) بدورتهِ الأُولى للفترة من 5 الى 11 تشرين الثاني المقبل ، لأنهُ مهرجان عراقي بشموليتهِ وليس بغداديا ، وهذهِ جُزيئة مُهمة ومفصلية ينبغي أن توضع في حُسبان مُنظميهِ ، لذا فأن لهُ الكثير من الأهمية بالنسبةِ لجميع المسرحيين في عموم مُدننا العراقية بالإضافةِ الى العاصمة بغداد ولأسباب شتى ، لعلَ أبرزها عدم تنظيم مهرجان خاص بالمسرح العراقي مُنذُ سنوات وهذا حرمهم من فُرصة التواجد سوية في مهرجان يجمهم ، فضلاً عن كوّن الجهة المُمولة لهذا المهرجان هي «الهيئة العربيةِ للمسرح» التي اعتمدت سياق عمل جديد ضمن مُجمل مشاريعها الرائدة مُتمثلاً بإقامة مهرجانات مسرح وطنية في بلدان العالم العربي ممن لا تمتلك مهرجانات خاصة بها وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة ، إذ يقف العراق في مُقدمة تلكَ البلدان التي لا يوجد فيها مهرجان مسرحي قارّ ومُستمر من بعد سنوات عِجاف تمثلت بالحرب على عصابات داعش الإرهابية، وما تلاها من إرباك للحالة الأمنية العامة، وتقشف مالي حاد في عموم مفاصل الدولة العراقية أرخى بظلالهِ على المسرح العراقي. لذا يأتي تنظيم (مهرجان العراق الوطني للمسرح) بدورتهِ الأولى من قبل نقابة الفنانين العراقيين والهيئة العربية للمسرح حائزاً على هذا القدر من الاهمية بالنسبةِ لجميع الأطراف (الهيئة /النقابة/الوزارة /المسرحيين) ،
لأن مُجرد اقامة المهرجان هي رسالة سلام واطمئنان واضحة وبليغة بأن العراق استردَ عافيتهِ وعادَ من جديد ليحتضن أشقاءه العرب ، هذا إذا ما طُبقت وبمهنية عالية بعيداً عن أية شخصنة لفعاليات المهرجان ، رؤية الهيئة العربية المسرح في أن تُمثلْ فيهِ جميع المحافظات العراقية لأن هذا هوَ الهدف من تنظيمهِ والذي تتوخاهُ الهيئة في لم شمل المسرحيين العراقيين من جميع المُحافظات العراقية داخل بغداد السلام والمحبة.
لقد شَرعتْ نقابة الفنانين العراقيين مشكورةً وبجهود قيّمة يُشارُّ لها بالبِنان بعد اقامة المؤتمر الصحفي في القاهرة على هامش مهرجان المسرح العربي الـ11 في كانون الثاني الماضي الذي شهد توقيع اتفاقية التعاون مع الهيئة لتنظيم المهرجان ، بمجموعة خطوات بدأتها في عقد لقاءات وحوارات ومشاورات عامة بُغية التهيئة للمهرجان ، لكن تلكَ اللقاءات والحوارات اقتصرتْ فقط على المسرحيين من سكنة العاصمة من دون مسرحيي باقي المُدن العراقية! رُغم أن المهرجان معني بهِ جميع المسرحيين العراقيين ، فالمحافظات فيها الكثير من الأسماء المهمة التي لها حضور ليسَ فقط عراقياً وإنما على مُستوى المشهد
المسرحي العربي .
وأعلنت النقابة عن بدء استقبال طلبات الفرق المسرحية العراقية من جميع أنحاء العراق تنتهي المهلة نهاية هذا الشهر، وأبرز ما جاءَ في هذا الاعلان (ان يكون العرض المسرحي المقدم منتج خصيصاً للمهرجان ) وهذهِ مزية تُحسب للمهرجان ، لكن خطوة قيام لجنة المشاهدة لاحقاً وفقاً للإعلان الرسمي بتقدير إنتاجية مالية تكون مُلزمة لإدارة المهرجان لكُل عرض مُشارك على حدة ، ستكون كيفية وليستْ موضوعية وينبغي إعادة النظر فيها ، فعمل لجان المشاهدة عادةً ما يكون مُقتصراً على تبيان صلاحية الأعمال للعرض من ناحية خطابها الجمالي وتوافقها مع اشتراطات المهرجان ، كما يجب أن يكون معيار الجّدة والجَدية والابتكار هو الحاسم باختيار مخطوطات الكُتب الخاصة بالمسرح العراقي التي ستكون اصدارات المهرجان ، وإذا ما أُريدَ وبشكلَ واضح لا لبسَ فيهِ العمل بشفافية تامة تُبعد أية تأويلات وتقولات بسبب خصوصية الوسط المسرحي العراقي ، أن يُصار الى عدة خطوات مهمة نوجزها بما يأتي :
1 - التعامل مع جميع مفاصل وفعاليات المهرجان بوصفهِ مهرجاناً مسرحياً عراقياً وليسَ بغدادياً.
2 - الكشف المُبكر وبشكل رسمي عن أسماء اللجان العراقية وهي ( اللجنة المُنظمة للمهرجان / لجنة المُشاهدة الخاصة بالأعمال / اللجنة الخاصة باختيار المخطوطات لطبعها ككُتب ضمن اصدارات المهرجان /لجنة اختيار النُقاد المُعقبين ) .
3 - أن تضم جميع تلكَ اللجان أعضاءً من المحافظات العراقية بنسبة تمثيل توازي حضور المسرح العراقي الكبير في تلكَ المحافظات .
4 - أن تقوم وزارة الثقافة بجميع تشكيلاتها بشكل عام ودائرة السينما والمسرح بشكل خاص ، بجميع أنواع التعاون عبر وضعَ جميع المسارح التابعةِ لها تحت تصرف اللجنة المُنظمة للمهرجان وتذليل جميع العقبات أمام العروض المُشاركة .
5 - تشكيل مركز صحفي واعلامي دائم للمهرجان مهمتهِ اصدار بلاغات صحفية دورية تتضمن وبشكل شفاف ما تم إنجازهُ من عمل سواء على مُستوى التحضيرات واستقبال العروض أو المخطوطات .. وغيرها ، وإيصال تلكَ البلاغات الصحفية الى الفضائيات العراقية والصُحف اليومية والمجلات والمواقع الالكترونية المسرحية المُتعددة ووسائط التواصل الاجتماعي.