اختتمت مساء يوم الجمعة الماضي فعاليات مهرجان الشعراء الشباب الوطني الأول، واستمر المهرجان الذي حمل شعار "دورة الشاعر أكرم الأمير" يومين فقط. تميز حفل الافتتاح الذي انطلق صباح الخميس من قاعة الرباط ببغداد، بمشاركة عدد كبير من الأدباء والشعراء فضلا عن مثقفين واعلاميين.
وبدأ الحفل بكلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان قال فيها الشاعر جبرائيل السامر: هذا المهرجان الذي ولدت فكرته في " گروب" يضم مجموعة من شعراء العراق الشباب من مختلف محافظاتنا، سرعان ما تبلورت الفكرة ونضجت سريعاً بهمة يشعلها بركان وفاءٍ لحبيبنا أكرم الذي سبقنا ليهيئ لنا الجنة، كان معوقنا الأول ومعوق كلِّ مهرجان سعينا له سابقا هو الدعم المادي لكنه تذلل بعزيمة الشباب ووجودهم رغم ضيق ذات اليد، فجمعنا ما استطعنا جمعه وقصرّنا بحق أنفسنا وأسرنا لغاية أسمى وأبقى فكان هذا المهرجان... كانت غاية المهرجان أن نجتمع على حب أكرمَ وبغداد وأن نسلط مزيداً من الضوء والرعاية لشعرائنا الشباب الذين ربما منعت بعضهم ظروف الحياة من التواصل مع المهرجانات والمؤسسات الراعية للأدب، وبهذا ربحنا ولم نخسر شيئاً وكما يقول المثل (شوفتكم ربح) فشكراً كثيراً لكل من أسهم ودعم وساند ولو بكلمةٍ أو منشور أو موقف فضلاً عمن دعم بوقته وجهده وماله، وأخص بالذكر صديقي الشاعر حسين السلطان الذي كان كرقاص الساعة لا يهدأ حتى يضبط إيقاع المهرجان ليعاود من جديد سعيه. أما كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق فقد رحب عبرها الشاعر مروان عادل حمزة بالضيوف والشعراء الشباب واشاد بجهودهم واصرارهم في تذليل الصعاب لإقامة المهرجان. كما وقد افتتحت القراءات بنص للفقيد الشاعر أكرم الأمير: "عن ابي أو الخشب بشكل عام/ القارب الخشبي يبدو أثقل حين يلامس اليابسة/ يتمسك بالطين كما لو انه يريد أن يعود شجرة/ هكذا هي الأجساد ثقيلة بعد الموت". ضم منهاج المهرجان أربع جلسات شارك فيها أكثر من (٦٥) شاعرا من مختلف محافظات العراق في يومين متتاليين، نذكر منهم: أسامة القيسي، باسم محمد، حازم أحمد ، حسن القره غولي، حسن مجيد، حسين المخزومي، حسين علي، حسين علي رهيف، حسين هليل، حيدر خشان ياسين، رضا ابو طاهر، زين العابدين يونس، سيروان محمود، عبدالسلام محمد، عبدالله النائلي، علي إبراهيم الياسر، محمد إدريس، محمد الخطاط، محمد الصميدعي، يماني عبدالستار، قاسم الرسام، مصطفى ساهي، حسين سالم، حسين الاسدي، وغيرهم.
وقرأ الشاعر نبيل الشرع قصيدة ، جاء فيها :" لون قماشك نثرا يقرأ الشّعرا/ حتّى يعود قماطاً يفتح القبرا/ ارضع/ صدور فوانيس العراق/ ندى/ يا أَسمر اللون قد ارعفتها دهرا/ يا أَكرم الشّعرِ، يا مولاه إِذ نطقت/ سُمر اليراعِ/ وعاشت بالمدى سفرا/ يا أَكرم الشّعرِ/ حتّى في قَصائده/ يملي الفرات فراتاً يسكر النَّثْرا".كما وقرأ الشاعر جبرائيل السامر قصيدة ، نجتزأ منها : الى أكرم وهو يهيئ لنا الجنة، الشعراء لا يموتون/ هم يحرثون لنا الآخرة/ هم يقنعون الربّ بصغر أخطائنا/ وبأنّا اتّبعنا الغاوون فهديناهم لجنان المعنى/ علّمانهم أن الصلاة باطلة ما لم تتوضأ بالعشق/ وتتخذ الإنسان - حبيب الرب- قِبلة/ وأشياء أخرى كثيرة يخبرون بها الربّ عنّا/ كأن يخبروه -مثلاً- أننا ما استطعنا طباعةَ دواويننا/ أو أننا كتبْنا الكثير من الغزل لنساء ميتات/ أو أننا ما كنّا نحلم بالحور العين/ فنحن الشعراء/ فقراء حتى في الأحلام، ولا نخون فقرنا أبدا/ الشعراء قد يموتون لكنهم يهيئون لنا الجنان/ هناك يهيئون موائد الخمر لكنهم يتنازلون عن خدمة الولدان المخلدين..".
أما بيان الختام فقد القاه عضو اللجنة التحضيرية الشاعر حسين السلطان، جاء فيه:" ليغمرونا بالشعر والجمال والحب، شكرا لأنهم جعلوا من قلوبهم وقصائدهم قصورا لأكرم الذي استعجل الرحيل، ليتضخم ويتوسع ويغمر قلوبنا شكرا لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل، الأخوة في اللجنة التحضيرية والكلام لا يكفي لتكريم جهودهم، وشكر خاصة للأخوة العاملين والمسؤولين على تنظيم قاعة الرباط وقاعة دار بابل للثقافات وقاعة النخب الثقافية ومؤسسة نخيل عراقي، شكرا لمن حضر وساند وتفاعل مع هذا الإنجاز والشكر الكبير للدكتور عارف الساعدي وجهوده التي بذلها معنا لإنجاز هذا المهرجان واخيرا وجب التنبيه ان هذا المهرجان مخطط له ان يعيش عمرا أطول من اعمارنا.