المأثور الديني رمزاً مسرحياً

ثقافة 2019/08/03
...

أحمد فاضل
يُعرّف الفنان المسرحي باتريس بافيس المسرحية واللغة المسرحية والكتابة  المسرحية  وخصوصية  المسرح  بأنها تعبيرات مترادفة تميز المسرح  عن الفنون الأدائية الأخرى والأدب والفنون عموماً ،  هذه  التعبيرات  يتناولها  كتاب  الباحث  صباح محسن كاظم  “  الرمز  والمسرح  “  الصادر  عن  دار المجتبى للطباعة المحدودة آواخر عام  2018 ، في  فصول  ثلاثة خصها بما تناوله المسرح من  المأثور  الديني  –  خاصة  في  العراق  –    الذي  يزدحم بعشرات  القصص  منها  والتي  كَيفها  المخرجون  المسرحيون  لتعرض  من  على خشبة المسرح الذي يطلق عليه المؤلف مسرح “ التعزية “ أو “ التشابيه “  الذي كان ممنوعاً أيام الحكم  الشمولي قبل عام التغيير 2003 . 
ومن خلال الفصل الأول نتعرف  على  ثلاثة  من  أبوابه  ، الأول اشتمل على : الرمز  بالأدب  ،  رمز الحرية  ،  رمز  الشهادة  في  الإنسانية .أما  الباب  الثاني  فقد  اشتمل  على  مبحث  طويل  هو  :  الرمز والتضحية .والباب الثالث تناول من خلاله :
تراجيديا  الطف  والعروض  المسرحية    الجادة .
أفصحت  هذه  الأبواب جميعاً عن إن المسرح  والدين  متصلين  بطبيعتهما  وهما يعطيان الأولوية للتبشير على الابتكار من  خلال  مسرحة  القص  الديني والذي يحمل رسائل أخلاقية  ذات  علاقة  أكثر ديناميكية  تعيد  تصور  كيف  يمكن  إحياء  الشكل المسرحي  نفسه  من  خلال  ارتباطه بالروحانية .
أما فصل الكتاب الثاني  فقد اشتمل كذلك على ثلاثة أبواب ،  تناول المؤلف في بابه الأول :
المسرح الحسيني من التنظير إلى التطبيق .
والثاني :رمز الشهادة في ضمائر الأدباء .
أما بابه الثالث فقد اشتمل على :
النص المسرحي والخطاب الجمالي .
المؤلف  أراد  من  خلالها  جميعاً  القول  :  إن  بإمكان    المسرح  ترجمة  الأشياء الغيبية والروحية إلى أشكال يتردد صداها  لتصل  إلى  عقل  وروح  المشاهد  ،  من  خلال  البناء  المحكم  لأحداث قصصها كالملحمة الحسينية الخالدة .
في فصله الثالث والأخير من الكتاب وضع المؤلف ثلاثة أبواب له ، بدأه بالباب الأول وهو :
الرمز ورسالته  الإنسانية  – يشير هنا  إلى  بطل كربلاء وشهيدها الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) - وواقعة الطف الشهيرة ،  هذا  الرمز الذي  استحوذ  على  كتابه  سوف  يكون  الدال على المسرح الحسيني أو كما يقول المؤلف في مقدمة كتابه :
“ اختيار اسم الكتاب ( الرمز والمسرح ) ، اعتقد  جازماً  لا يوجد في تاريخ البشرية واقعة دامية بين ولي ودعي كما حصلت للإمام الحسين  بين  فسطاط  الحق  ضد  جبهة  الباطل  ، لذا  فهو الرمز للحرية  ضد  الطغيان  بكل عصر ، والثائر من أجل الإصلاح في تراجيديا  كربلاء ،  والحسين  الرمز  الروحي  بكل  تجلياته    في الوجدان  الإنساني ، هذه الرمزية التي تتعشق بالمخيال البشري قد استلهم  منها  مختلف  المسرحيين  الحضور  الرمزي  للبطل  في
 المسرح “ . 
أما الباب الثاني :المسرح  التاريخي  وأهمية  الرمز  في العرض  المسرحي .
وبابه الثالث والأخير :
الرمز  الحسيني  بمسرح  التعزية  والرسائل  الجامعية .  صباح محسن كاظم  وعبر 195 صفحة  هن عدد  صفحات كتابه  “ الرمز والمسرح “ ،  هو وثيقة  نادرة  أرشف  من  خلالها  لتاريخ  مسرحي  ظل  عقوداً كثيرة في طي النسيان حتى أعاده  إلى  الذاكرة الجمعية  ليكون  باستطاعة  دارسي  المسرح  الديني  – الحسيني – بوجه  خاص الاعتماد  عليه  وهم  يتناولونه  كأثر خلدته  خشبة المسرح  ، نضالاً  ورمزا  لأبي  الأحرار  في  كل زمان ومكان .