بعد سقوط النظام السابق تسابق الساردون العراقيون والادباء كافة الى الكتابة المغايرة التي كانت ممنوعة فيما سبق ، حيث لم يكن الكاتب العراقي حراً في افكاره وكتاباته ورؤاه ، ثمة الكثير من المناطق الممنوعة عليه وهناك الكثير من المصادر المحرمة والمقمومة والمعزولة في خزانات خفية تمتلك سردية الكنز الدفين
، ما ان سقط النظام الدكتاتوري حتى انطلقت آفاق الحرية
تفتح امام المثقف العراقي ابوابها الواسعة الى فضاءات جديدة واذا به يسابق المثقف العربي الذي كانت له المساحات مفتوحة والحريات معيشة وربما يكون قد سبقنا في استشراف بعض الافكار والرؤى ويحققها في مشاريعه الكتابية
، لكن الكاتب العراقي امسك بداية الطريق واسرع في خطاه ليلحق بركب الحضارات التي سبقتنا طيلة اكثر من ( 35 ) سنة من الظلام في الحقبة السوداء البغيضة التي عشناها مع النظام
السابق .
واذا بالكاتب العراقي يشترك في كل المسابقات العربية وحتى العالمية ويحقق الكثير من الانجازات والتقدم ويحصد الجوائز في الشعر والرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية والسينما والمسرح والفن التشكيلي ويثبت حضوراً واقعاً وملموساً في خارطة الثقافة العربية ، اليوم صارت الرواية العراقية الجديدة بنفسها الشبابي الواعي والمكتوبة بعد 2003 منتشرة بكثرة متنفسة عبير الحرية والتجاوز لانها سارت الى اماكن ممنوعة ومقموعة فيما سبق
، المكان والثيمة والشخصيات
، وصارت مشاكل اليهود والمسيحيين والاقليات العراقية الاخرى ومشكلات الحريات والقوميات والاثنيات وتابوات السياسة والدين والجنس كلها مباحة حين تهشم ثالوث المحرمات وصارت الثيمات الايروتيكية مباحة للجميع واحياناً باستهجان غير مقبول وكذلك الامر مع الشأن السياسي الذي ابيح وصار الكاتب العراقي يكتب ويعري ويسائل ويذم كل من اساء الى البلد وسرقه من السياسيين والاحزاب بلا خوف لان الرقيب الامني والفكري غار في دهاليز التاريخ الى الابد وكذلك الامر مع الدين فقد انتشرت الحرية الفكرية التي تبيح لك اعتناق الاديان والمذاهب او رفضها فضلاً عن النبرة الوجودية الملحدة التي انتشرت بين الشباب وكثرت طباعة واستيراد الكتب التي تقود الى ذلك
، انا أراها ظاهرة ايجابية لاعطاء الشباب فرصة الشك الذي قد يقود الى يقينيات جديدة
، لهذا صارت الرواية العراقية تحقق اليوم تقدماً واضحاً في الساحة العربية وتؤسس لها مكانة
كبيرة ....