اجتماع بغداد الثلاثي.. نتائج إيجابية وتعاون مستقبلي

الثانية والثالثة 2019/08/05
...

بغداد / الصباح
 
أشاد رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس الأحد، بعقد الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية العراق ومصر والأردن ببغداد الذي يجسد الرغبة والسعي بأن يكون بلدنا ساحة لتلاقي الأشقاء والأصدقاء، وفي حين أكد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي أهمية التحالف العربي الستراتيجي بين البلدان الثلاثة، شدد وزير الخارجية محمد علي الحكيم على  موقف العراق الداعم لجُهُود الحلِّ السياسيِّ، وتكثيف التشاور، معللاً أنّ هذا الموقف نابع من أنَّ حالة عدم الاستقرار في المنطقة مدعاة للقلق، وسبب للاضطراب في المنطقة برُمّتها.
 
أسس العمل المشترك
وذكر بيان رئاسي، تلقته «الصباح»، أن الرئيس صالح أكد، خلال استقباله، وزيري خارجية مصر سامح شكري، والأردن أيمن الصفدي، ان «العراق يعطي أولوية لعلاقاته مع أشقائه وفقاً لسياسة الانفتاح على محيطه العربي وعمقه الإسلامي التي نحرص على ترسيخها من خلال تبادل الأفكار والرؤى بشأن القضايا والأحداث الراهنة»، لافتاً إلى «أهمية تطوير أسس العمل العربي المشترك لتحقيق الرفاهية والازدهار الاقتصادي لشعوبنا».
وأشاد صالح بـ»عقد الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية العراق ومصر والأردن ببغداد الذي يجسد الرغبة والسعي لان يكون بلدنا ساحة لتلاقي الأشقاء والأصدقاء، وتبادل المصالح المشتركة بما يُسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة»، مشدداً على «أهمية متابعة تنفيذ مخرجات قمة قادة الدول الثلاث، التي عُقدت في شهر آذار الماضي بالقاهرة».
بدورهما، جدد الوزيران «رغبة بلديهما بتطوير آليات التعاون والتكامل في مختلف المجالات، ووقوفهما إلى جانب الشعب العراقي في تحقيق آماله في العيش بسلام وأمان وتطور دائم».
وأشار البيان إلى أنه «جرت، خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية محمد علي الحكيم، مناقشة سبل تعزيز العلاقات العربيّة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، ودعم العراق في إعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي».
 
جذور الارهاب
الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أمس الاحد وزيري خارجية جمهورية مصر العربية، والمملكة الاردنية الهاشمية، وبحضور عدد من نواب لجنة العلاقات الخارجية ووزير الخارجية محمد علي الحكيم.
وذكر بيان للمكتب الاعلامي لرئيس المجلس، تلقته «الصباح» ان الحلبوسي «اكد في مستهل اللقاء، على إن بغداد اليوم وهي تزهو بنصرها على الإرهاب تتطلعُ الى أشقائها لعمل عربي مشترك لمواجهة التحديات سواء في مكافحة جذور الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف او في التعاون السياسي والاقتصادي الذي ينعكس على شعوبنا والمنطقة بشكل عام» مشيدا بانعقاد الاجتماع الثُلاثي لوزراء خارجية مصر‬ و ‫الأردن و ‫العراق‬ لتطوير آليات التعاون والتكامل بين البلدان الثلاثة، وتبادُل الرؤى والتقييم حول القضايا العربية والإقليمية.
وأضاف إننا في مجلس النواب العراقي نعمل الى جانب السلطة التنفيذية لبناء أفضل العلاقات مع محيطنا العربي وندفع باتجاه خلق رؤية عربية مشتركة تخدم شعوبنا ومستقبلها.
 
مكافحة الإرهاب
وكان وزير الخارجيّة محمد علي الحكيم، قد عقد مع نظيريه الأردنيّ أيمن الصفدي، والمصريّ سامح شكري في بغداد اجتماعاً لمناقشة عدد من الملفات، والقضايا المُهمّة التي تحظى باهتمام البلدان الثلاثة.
وبحث المُجتمِعون، بحسب بيان لوزارة الخارجية، تلقته «الصباح»، «تعزيز التعاون المُشترَك، وضرورة تدعيمه عبر اعتماد تفاهمات، وشراكات مُتنوّعة توزّعت بين المجالات السياسيّة، والأمنيّة، والطاقة، والصناعة، والتجارة، والإسكان».
وتبنى الاجتماع الثلاثيّ «دعم العراق في إعادة الإعمار، والتأكيد على تفعيل الاستثمار، والتبادل التجاريّ، وتطوير قطاع الطاقة، وتعزيز المناطق الصناعيّة المُشترَكة، والتعاون الثقافيّ، كما أكّدوا على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ودعم جُهُود العراق في القضاء على بقايا تنظيم داعش الإرهابيّ».
واتفق الوزراء، وفقاً للبيان، على «عقد لقاءات لفريق العمل المعنيّ بمُتابَعة أعمال القمّة الثلاثيّة، وتنسيق التعاون الاقتصاديّ، والإنمائيّ، والسياسيّ، والأمنيّ، والثقافيّ»، كما تداولوا «الملفات الإقليميّة، والدوليّة وانعكاساتها على المصالح الحيويّة العليا للبلدان الثلاثة، وخلصوا إلى أهمّية تنسيق المواقف وُصُولاً إلى تقديم حُلول شاملة تُنهي ما تتعرَّض له المنطقة من أزمات، ولاسيّما قضيتنا الأولى فلسطين، وكذا الشأن في سوريا، وليبيا، واليمن».
وأكّد الوزير الحكيم «موقف العراق الداعم لجُهُود الحلِّ السياسيِّ، وتكثيف التشاور»، معللاً أنّ «هذا الموقف نابع من أنَّ حالة عدم الاستقرار في المنطقة مدعاة للقلق، وسبب للاضطراب في المنطقة برُمّتها؛ لذا رأى أهمّية مُواصَلة التعاون، وتأطير ما يتمّ الاتفاق عليه بخطوات عمليّة؛ للخُرُوج من الوضع الراهن، واستعادة الاستقرار بالمنطقة، وتجاوز الأزمات».
ويأتي هذا الاجتماع الثلاثي في بغداد في إطار تنفيذ مُخرَجات اجتماع القمّة الثلاثيّ الذي جمع رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، والعاهل الأردنيّ عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة، ورئيس جمهوريّة مصر العربيّة عبد الفتاح السيسي، كما يأتي استكمالاً لاجتماعات وزاريّة أخرى كانت قد عُقِدَت في وقت سابق.
 
مؤتمر صحفي
على صعيد ذي صلة، قال وزير الخارجية محمد علي الحكيم، في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات، إن “الاجتماع خرج بتوافقات ايجابية”.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن بلاده “ستواصل العمل مع العراق والاردن من اجل تطبيق ما تم التوافق عليه في اجتماع شرم الشيخ بين رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الاردني عبدالله الثاني، وان اجتماع بغداد يأتي تكملة للتعاون المشترك”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي: أنه “جرى خلال الاجتماع بحث ضرورة خفض التصعيد الحاصل بالخليج العربي، والقضية الفلسطينية، بالاضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
ويرى مراقبون أن احتضان العاصمة بغداد لمؤتمرات وقمم تضم مسؤولين عرب وأجانب، يأتي في إطار رغبة الحكومة العراقية في الانفتاح على دول الجوار والإقليمية، ولعب دور أساسي في تعزيز العلاقات بين الدول وجسر للوساطة من اجل تقريب وجهات النظر، خاصة في ما يتعلق بالأزمة الخليجية.
 
القمة الثلاثية
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، قال: إن اجتماعا ثلاثيا سيعقد بين الدكتور محمد علي الحكيم، وزير خارجية العراق، ونظيريه المصري والأردني.
وأكد الصحاف أن هذا الاجتماع يعد امتدادا للقمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة سلفا، وحضرها رئيس وزراء العراق، عادل عبد المهدي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضاف الصحاف إن «الاجتماع الثلاثي يتناول جملة من الملفات والقضايا، في مقدمتها، تبادل الدعم لمواجهة كافة أشكال الإرهاب، وبحث سبل تمكين العلاقات الثنائية بين العراق وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، في تكامل عربي للعلاقات».
وحول أهم الملفات المطروحة على مائدة الاجتماع الثلاثي، أوضح الصحاف، أن «الاجتماع سيبحث أهم التطورات على مستوى الإقليم، وكذلك القضايا المبدئية التي تتعلق بالمجموعة العربية، فضلًا عن بحث ملفات أخرى تتعلق بالإسكان، الإعمار والصناعة، وأليات دعم القطاع الخاص في العراق ومصر والأردن».
وبخصوص ملفي «صفقة القرن» و»التوتر الأميركي الإيراني»، لفت الصحاف إلى «اهتمام الوزراء الثلاثة بتكثيف الحوار حول مجمل التطورات والتحولات على مستوى المنطقة»، مشيرا إلى «اعتزام العراق عرض موقفه من التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران».
وأكد، ان «هذا الموقف يتمثل في الالتزام بالحياد الإيجابي، الذي يستند على التمسك بأهم المكتسبات التي حققها العراق في الفترة الأخيرة، كما أن بغداد لن تدخر جهدا في إرساء الاستقرار على مستوى المنطقة».
وبشان سوريا، شدد الصحاف، على ان «العراق يتمسك بوحدة وسيادة سوريا، ودعم أطراف الأزمة السورية / السورية بما يمثلهم في حوار سياسي سلمي، والأمر نفسه في ليبيا واليمن، بينما تظل القضية الفلسطينية جوهر تفكير العراق السياسي، والعراق يجدد التزامه بدعم الفلسطينيين في حق إقامة دولتهم الموحدة، وعاصمتها القدس الشريف، فضلاً عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف».
ولفت، إلى ان «التحالف العربي الستراتيجي الصاعد بين العراق، مصر والأردن يهتم بتنوع الشراكات، بما يساعد العراق في تحقيق البرنامج الحكومي 2018/2022»، مشيرا إلى «أهمية الاجتماع في تعزيز الدوائر الاقتصادية للدول الثلاث، بما يسمح بفتح سوق عربية مشتركة».