عبدالامير المجر
قبل اجتياح داعش للمحافظات الغربية في العام 2014 ، كان الرئيس الاميركي اوباما، قد قال (محذرا) الساسة العراقيين؛ ان الذئب
على الابواب!
لم تقرأ الرسالة المضمرة من ذلك التصريح، ولم ينجح الساسة العراقيون في تجاوز خلافاتهم، التي اذكتها اكثر نتائج انتخابات
العام 2010 .
كان العراقيون، وقتذاك، قد ادوا ما عليهم بانتخاب من رفع شعارات الدولة المدنية والموحدة، بعد ان كانت البلاد مهددة بالتقسيم، باسم الفيدرالية،
وتعيش ذيول الفوضى الدموية التي عصفت بالبلاد عامي 2006 و2007 .. لكن الذي حصل، هو ان القائمتين، لم تتفقا على برنامج، بل تصارعتا على منصب رئيس الوزراء، قبل ان تحسم المحكمة الاتحادية الامر بفتواها الشهيرة، بشأن الكتلة الاكبر، والتي كانت بداية نهاية الامل المنتظر بحكومة قوية، يمكن ان تنقذ البلاد من مأزقها الكبير، المتمثل بفوضى المؤسسات التي بنيت على المحاصصة، فتحولت الى اقطاعيات حزبية، مشلولة وعاجزة عن اداء واجباتها، لاسيما المؤسسات الحيوية التي تقف عليها
الدولة.
نجزم انه لو اراد قادة القائمتين ان تأتلفا، لما تمكنت القوى الخارجية من منعهم، ونجزم ايضا، لو ارادت اميركا اوباما ان تجمعهما لدفعت بقوة بهذا الاتجاه، لكنها لم تكن راغبة في ذلك، لان المنطقة تنتظر زلزالا مرعبا، اعد لها في بطون الغرف المظلمة وباتت ولادته
على الابواب.
وكان من الضروري ان يكون العراق ضعيفا وغير فاعل في محيطه الاقليمي لتحقيق اهداف هذا الزلزال، ولعل الهدف بات معروفا للجميع فيما بعد، وهو تقسيم المنطقة او تقويض قواها وتعويقها بشكل يصعب عليها الشفاء منه في المستقبل المنظور، وهو ماتحقق في ربيع الخراب العربي ..
ولهذا كانت مقولة اوباما (التحذيرية) هي في الحقيقة، (تنصليّة) من مسؤولية الحدث القادم، الذي لم تكن ادارة اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، بعيدتين عن تخلّقه وتشكّله على مراحل، وصولا الى وقوفه على هيئة ذئب داعشي تراءى لاوباما في احد كوابيسه، وحذر منه الساسة
العراقيين!!
اليوم، نشهد ارهاصات مخيفة حقا، تتمثل بنشاط غير مسبوق لمجاميع داعش على الحدود العراقية السورية، وهناك تقارير تتحدث عن دخول او تسلل بعضهم للعراق، وان هؤلاء لايمكن ان يتحركوا من دون مظلة لوجستية قوية، لان داعش وامثاله، تمثل اوراق ضغط قوية،
لايمكن التفريط بها من قبل القوى التي تعمل عليها، لاسيما في ازمات تتداخل فيها الاجندة والمصالح وتتعدد الجهات المتصارعة، غير متناسين ان الترتيبات في الشمال السوري، والمناكفات الاميركية التركية الروسية، قائمة ومستمرة، بشأن تفاصيل كثيرة مازالت عالقة، بعد ان حسمت الدولة السورية المعركة بمساعدة حلفائها، لصالحها، باستثناء ادلب وبعض القصبات في شمال شرقي
سوريا.
هل يبقى الساسة العراقيون، يتصارعون على المناصب وينشغلون بتوزيع الحصص، بعد انتخابات قاطعها اغلبية الناخبين، ام ينتبهوا الى الذئاب التي اخذت الاجندة السوداء تعيد تجميعها من جديد، وباتت على
الابواب؟
نجزم، انه في حال استمر الصراع على المغانم، وبقيت ثقافة، الدولة الغنيمة سائدة، سنجد انفسنا امام اوضاع صعبة، وينبغي ان يعرف الجميع هذا الامر قبل فوات الاوان.