العراق والجامعة العربية يبحثان أبرز ملفات المنطقة

الثانية والثالثة 2019/09/04
...

بغداد / الصباح 

بحثت الرئاسات الثلاث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أبرز الملفات والقضايا التي تهم العراق والمنطقة، وقدمت بشكل مفصل رؤية العراق وخطواته لإحلال السلام في المنطقة وإبعاد شبح الحرب والصراعات عنها والنأي عن سياسة المحاور والتصعيد، وأكد رؤساء الجمهورية والوزراء والنواب لدى استقبالهم أبو الغيط كلاً على حدة أمس الثلاثاء أن العراق سيعمل بقوة على تفعيل دوره كعضوٍ فاعلٍ ومؤسس للجامعة العربية بعد انتصاره على الإرهاب.

واستقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، في قصر السلام ببغداد، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والوفد المرافق له، وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية تلقته "الصباح"، أن الرئيس صالح أجرى مع أبو الغيط نقاشاً مستفيضاً بشأن مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في داخل العراق والمنطقة، وبين صالح، أن "الجهود السياسية والأمنية في العراق وبعد الانتصار على داعش تتركز على العمل من أجل أن يكون النصر ناجزاً ونهائياً بالقضاء على العصابات الإرهابية، وتكريس بيئة استقرار أمني وسياسي واجتماعي تساعد في التقدم بمشاريع البناء والإعمار، وتطوير البنى الاقتصادية والخدمية في البلاد".
وأكد رئيس الجمهورية بهذا الصدد "النظرة الوطنية العراقية المسؤولة تجاه المشكلات الدولية والإقليمية في المنطقة والقاضية بالعمل المشترك مع الجميع من أجل سلام المنطقة واستقرارها والنأي بالعراق عن سياسة المحاور".
وأشار صالح، إلى أن "العراق بموقفه هذا يعضّد أي جهد من شأنه أن يخفف حدة التوترات التي تنذر بخطرها الجميع"، مشدداً على "أهمية دور جامعة الدول العربية في تنسيق وتوحيد الرؤى بين الدول الأعضاء وبما من شأنه إنهاء التوترات وإيجاد حلول للأزمات"، مؤكداً "دعم العراق لهذه الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعضد فرص البناء والتعاون والعمل المشترك".
من جانبه، قدم أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط، عرضاً لرؤية جامعة الدول العربية لمجمل الأوضاع والتطورات على الساحة العربية والإقليمية والسبل الكفيلة بالحفاظ على السلام فيها.
كما أشاد أبو الغيط، بالدور الذي يقوم به العراق من أجل تعزيز وتفعيل منظومة العمل العربي المشترك وبما يعزز فرص الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما أكد أهمية تعزيز التقدم الأمني الحاصل في العراق بعد دحر الإرهاب "الداعشي" وقيمة هذا النصر والتضحيات التي قدمها العراقيون في حفظ أمن المنطقة ككل.
كما استقبل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط والوفد المرافق له وبحث معه الملفات السياسية والأخطار الأمنية التي تهدد المنطقة. 
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، إن العراق بعد أن حقق الاستقرار والانتصار على التنظيمات الإرهابية؛ سيعمل بقوة على تفعيل دوره كعضوٍ فاعلٍ ومؤسس للجامعة العربية.
وذكر مكتبه الإعلامي في بيان تلقته "الصباح"، أن "رئيس مجلس النواب استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بحضور عدد من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية ووزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم وعدد من مسؤولي الوزارة".
وأضاف، أن "اللقاء بحث أهمية تفعيل دور الجامعة العربية لدعم جهود العراق في مواجهة الإرهاب، وحث الدول العربية على الإيفاء بتعهداتها المعلنة، وتنفيذ كل القرارات ذات الصلة بالعراق، وأن يكون لها الدور الفعَّال في معالجة الأزمات العربية والإقليمية".
وأكد الحلبوسي وفق البيان، إن "العراق بعد أن حقق الاستقرار والانتصار على التنظيمات الإرهابية؛ سيعمل بقوة على تفعيل دوره كعضوٍ فاعلٍ ومؤسس للجامعة العربية"، مؤكدا أن "مجلس النواب العراقي سيقدمُ كل الدعم لتعزيز المواقف العربية المتعلقة بالقضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلاً عن دعم جهود وزارة الخارجية للإيفاء بالتزامات العراق المالية تجاه الجامعة العربية".
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية: إن "العراق الجديد المنتصر في معركته ضد الإرهاب والخارج من كل الأزمات بنجاح؛ سيلعبُ دورا رياديًّا في المنطقة، عربيا وإقليميا"، مشيرا إلى "ما تحقَّق من تقدم في العملية السياسية وتحقيق الأمن والاستقرار".
وتابع البيان: أن "وزير الخارجية محمد علي الحكيم، قدَّم عرضا لجهود العراق في جميع المستويات؛ لتمكين الجامعة العربية من أداء دورها لتحقيق التضامن العربي".
وكان أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وصل أمس الثلاثاء الى بغداد في زيارة رسمية تستمر يوماً واحداً وكان في استقباله في صالة الشرف بمطار بغداد الدولي وزير الخارجية محمد علي الحكيم، وعقد الجانبان مؤتمراً صحفياً مشتركاً كشفا فيه أبرز القضايا التي سيجري بحثها.
وقال الوزير الحكيم خلال المؤتمر: إن "الاجتماع طرح توجهات العراق للدورة العربية الحالية، وبينت لمعالي الأمين العام آراء العراق حول العديد من المشاريع المطروحة، أبرزها موقف العراق من الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق العربية".
وأضاف، أنه "تم التباحث بالقضايا العالقة في اليمن وسوريا والسودان، مع مشاركة أبو الغيظ بما لديه من معلومات حول الوضع في السودان"، لافتا إلى أن "العراق سيترأس اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، الذي ستطرح فيه مجموعة من التحديات التي تواجه المنطقة، والتي سيكون العراق جزءا من حلها".
ولفت وزير الخارجية، إلى أن "الاجتماع بحث الوضع العربي بشكل عام، وأمن الخليج والملاحة فيه، فضلا عن توضيح موقف العراق من محاولة تخفيف حدة التوتر الحاصل بين الجانبين الاميركي والإيراني في الخليج"، مشيرا إلى أن "هناك مجموعة من القضايا التي تم طرحها، سيقوم بعرضها أبو الغيظ خلال لقائه رئيس الوزراء والبرلمان والجمهورية كلاً على حدة".
من جانبه أكد أبو الغيط أن "زيارته إلى بغداد جاءت بناء على دعوة من الوزير الحكيم لبحث الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب برئاسة العراق والمقرر عقده يوم 10 أـيلول الجاري في القاهرة"، وأضاف: "نثق بقدرات وإمكانيات العراق في إدارة الاجتماع الوزاري وانجاح مخرجاته".