{بحوث السوق} يُحذِّرُ المستهلكين من الأغذية المحوَّرة وراثياً

اقتصادية 2019/09/23
...

بغداد/ مصطفى الهاشمي
 
حذر مركز بحوث السوق وحماية المستهلك من أخطار وتأثيرات الأغذية المحورة وراثياً على سلامة وصحة المستهلكين.
جاء التحذير في ندوة نظمها المركز بإشراف وتقديم أ.م.د.علياء سعدون عبد الرزاق الفراجي التي بينت فيها أنَّ "حماية صحة وسلامة المستهلكين تشمل توفير منتجات وخدمات آمنة لا تسبب أي ضرر أو خطر عند استخدامها واستهلاكها بشكل مباشر أو غير مباشر"، مضيفة ان التعليمات الواضحة الخاصة بالاستخدام الآمن تعدُّ شاملة وتمثل جزءاً مهماً لحماية الصحة والسلامة".
والأغذية المحورة وراثيًا (Genetically modified food) هي الأطعمة التي تم إنتاجها من الكائنات المعدلة وراثيًا، التي أُدخلت بعض التغييرات إلى حمضها النووي باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية التي تسمح باستحداث صفات جديدة، إضافة إلى زيادة السيطرة على صفات حالية على عكس التقنيات السابقة مثل التربية الانتقائية (تربية النبات وتربية الحيوان) أو تربية الطفرات.
وبحسب موسوعة ويكيبيديا فقد بدأ بيع الأغذية المعدلة وراثيًا في الأسواق في العام 1994 عندما قام كالجين (مونسانتو) بتسويق نوع من الطماطم المتأخر النضج والذي أطلق عليه اسم Flavr Savr (حافظ النكهة)، كما ان أغلب التعديلات الوراثية تركز على المحاصيل النقدية ذات الطلب العالي من المزارعين مثل: فول الصويا، والذرة، والكانولا، وزيت بذور القطن.
وقد اعترض النقاد على الأغذية المحورة وراثيًا لأسباب عدة ، بما في ذلك إدراك أمان الأنسجة، المخاوف البيئية، والاهتمامات الاقتصادية.
 
التلاعب بالمادة الوراثيَّة
أوضحت الفراجي ان "من هذه المنتجات، الاغذية المحورة وراثياً، اي الغذاء الناتج من التلاعب بالمادة الوراثية من خلال عزل جين مرغوب الصفات من انسان أو حيوان أو نبات أو أحياء مجهرية وحقنه في جنس آخر لنقل الصفة المرغوب فيها، وليس بالضرورة أنْ يكون من الجنس نفسه". وتابعت " ما يعني انه "قد يؤخذ جين من انسان ويحقن في حيوان لنقل صفة جين الحليب من الامهات وحقنه في الابقار لتحسين نوعية الحليب ليكون مشابهاً لحليب الأم، على سبيل المثال".
وأكدت الفراجي "نواجه، بما لا يقبل الشك، واحدة من اكبر التقنيات في العالم عرفت على الدوام بأنها أكثر قوة حتى من الطاقة الذرية، ألا وهي التقنية الاحيائية (Biotechnology)".
 
مخاطر الأغذية المحورة
استطردت الفراجي "لقد أشارت الكثير من البحوث والدراسات الى وجود تأثيرات مباشرة وغير مباشرة للأغذية المحورة وراثياً في صحة الانسان ومن أهمها (تأثيرات سامة، تفاعلات الحساسية، زيادة الامراض السرطانية، زيادة المقاومة للمضادات الحيوية واعادة موجة الامراض المعدية، ظهور امراض فايروسية مميتة، زيادة العيوب الولادية، انخفاض القيمة التغذوية للأغذية المحورة وراثياً)". 
آثار بيئيَّة خطرة
وأكدت انه "من خلال العديد من الدراسات والبحوث تبين وجود آثار بيئية خطرة نتيجة استخدام المنتجات المحورة وراثياً ومن أهمها (تسمم التربة، التلوث الوراثي، قتل الحشرات النافعة، تأثيرات سمية على اللبائن، غزو الحياة البحرية، تحطيم حياة الغابات، تكوين ارض قاحلة ملوثة، نمو اعشاب ضارة كبيرة، فقدان النقاوة)".
وبينت أنه قد "يتمكن العالم من إيقاف الكارثة النووية أو الحفاظ على الاسلحة النووية في أوعية أو حاويات مقفلة، لكن التقنية الاحيائية تصنع منتجات عمداً وتطلق الى بيئتنا وتنتشر لاحتمال حصول سلسلة من التفاعلات غير القابلة للتوقف، ولا تقيم مخاطرها لتضر بحياة أجيال
 المستقبل".