أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، لرئيسة الحكومة النرويجية إرنا سولبرغ التي وصلت بغداد صباح أمس الاثنين، أن العراق يتطلع الى العمل مع الأشقاء والأصدقاء لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وتخفيف حدة التوترات، وبينما لفت رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، خلال توقيع البلدين على "اتفاقية مبادئ النفط مقابل التنمية"، إلى أن لدى النرويج تجربة ناجحة بشأن صناديق الأجيال، ويمكن لشركاتها التي تتمتع بكفاءة عالية المساهمة في إعمار العراق، أبدى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، تطلع بغداد إلى شراكة مستقبلية طويلة الأمد مع أوسلو.
يأتي ذلك في وقت جددت فيه سولبرغ التزام بلادها بشراكتها مع العراق ودعمها للحكومة العراقية في جهودها لمكافحة الإرهاب وتدريب القوات العراقية ولإعادة بناء واستقرار العراق، مشيدة بدعم الحكومة العراقية لصندوق اعادة الاستقرار التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي.
تجنب التصعيد
وأفاد بيان رئاسي، تلقته "الصباح"، بأن صالح أكد، خلال استقباله رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرغ، أن "العراق يتطلع الى العمل مع الأشقاء والأصدقاء لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وتخفيف حدة التوترات، وتجنب التصعيد المتزايد الذي يقوض فرص السلام إقليمياً ودولياً".
وشدد الرئيس صالح على "ضرورة إيجاد حل للمشكلة السورية بعيداً عن التدخلات الخارجية والعمليات العسكرية، والسعي لتقديم المساعدة والدعم العاجل للاجئين والنازحين بسبب التوغل التركي شمال سوريا".
وجرى، خلال اللقاء، بحسب البيان، "بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز آفاق التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، فضلاً عن استعراض الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب".
أهمية الزيارة
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، لدى استقباله نظيرته النرويجية: إن "لدى النرويج تجربة ناجحة بشأن صناديق الاجيال، ويمكن لشركاتها التي تتمتع بكفاءة عالية الاسهام في اعمار العراق الى جانب تجاربها في مجالات تطوير المرأة والطفولة والمصالحة الاجتماعية".
واضاف عبد المهدي، وفقاُ لبيان مكتبه الاعلامي تلقته "الصباح"، ان "هذه الزيارة لها اهمية خاصة واعطت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين نحو اقامة علاقات ستراتيجية في الجوانب الثقافية والاجتماعية ومحاربة الفساد، وفي هذه الزيارة المهمة والمثمرة، وقعنا (اتفاقية مبادئ النفط مقابل التنمية) على طريق تبادل المصالح والاستفادة من قدرات وامكانات البلدين من أجل تحقيق البناء والتقدم والازدهار لشعبينا، وأكدنا معا اهمية حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعمل من اجل تحقيق الأمن والسلم العالميين".
وطالب رئيس مجلس الوزراء النرويج بـ"اطلاع الاتحاد الاوروبي على الدور الذي يلعبه العراق وضرورة دعمه كعامل مهم في استقرار المنطقة والعالم وفي مواجهة داعش وتقديم التضحيات والانتصار عليه"، مبينا ان "دور العراق حقق سلما أفضل اقليميا وعالميا وخفف من الانتقال الى دول اوربا والعالم"
السيادة العراقية
وبحسب البيان فقد "تم بحضور ورعاية رئيس مجلس الوزراء ونظيرته النرويجية توقيع (اتفاقية مبادئ النفط مقابل التنمية) في ختام المباحثات التي جرت في بغداد صباح أمس الاثنين".
من جهتها، قالت رئيسة الحكومة النرويجية: "هذه هي اول زيارة لي الى العراق، واتقدم بالشكر الى رئيس الوزراء على الضيافة والاستقبال الحار".
وأكدت إرنا سولبرغ ان "السيادة العراقية امر مهم للغاية، والنرويج ستبقى ملتزمة بشراكتها مع العراق وستستمر بدعمها للحكومة العراقية في جهودها لمكافحة الإرهاب وتدريب القوات العراقية ولإعادة بناء واستقرار العراق"، مشيدة بـ"دعم الحكومة العراقية لصندوق اعادة الاستقرار التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي".
وبينت سولبرغ ان "بلادها وقعت هذه الاتفاقية مع العراق لبدء مرحلة جديدة لبرنامج النفط مقابل التنمية لثلاث سنوات والذي سيسهم في اجندة الاصلاح العراقي"، مؤكدة "رغبة النرويج بتعزيز التعاون الثنائي وتطلعها لبناء شراكة طويلة الأمد مع العراق".
ولدى عقده مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيرته النرويجية ارنا سولبيرغ، قال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي: ان "النصر على الارهاب حال دون انتقال الجماعات الارهابية من المنطقة الى بقية دول العالم"، لافتاً إلى ان "العراق بحاجة الى الدعم في مواجهة الارهاب وتحقيق التعاون في علاقاته الستراتيجية للحفاظ على السيادة واستقلال الدول".
من جانبها جددت رئيسة وزراء النرويج التأكيد على "الالتزام بالشراكة مع العراق في محاربة الارهاب".
وأضافت "ناقشنا الحلول اللازمة لانهاء الصراع في سوريا والمنطقة"، مؤكدة ان "السلام والعدالة هما اساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلد". وتابعت سولبرغ "نركز على أهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات في العراق".
شراكة طويلة الأمد
على صعيد ذي صلة، اكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن العراق يتطلع إلى شراكة مستقبلية طويلة الأمد مع النرويج.
وذكر بيان لمكتبه، تلقته "الصباح"، ان الحلبوسي "استقبل رئيسة وزراء مملكة النرويج ايرنا سولبرغ؛ لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة".
ورحَّب الحلبوسي برئيسة الحكومة النرويجية لزيارتها بغداد بعد الانتصار على داعش الإرهابي، مثمنا مساهمة النرويج مع التحالف الدولي بدعم العراق خلال حربه ضد الإرهاب الذي استهدف العالم اجمع.
وقال رئيس مجلس النواب: إن "العراق يتطلع إلى شراكة مستقبلية طويلة الأمد مع النرويج، وهذا يتطلب تعزيز العلاقات بين البلدين وفتح سفارة للنرويج في البلاد، فضلا عن تفعيل لجان الصداقة العراقية النرويجية".
ودعا الحلبوسي إلى "تعاون مشترك بين البلدين في جميع المجالات ومنها الاستثمار والاستفادة من خبرات الشركات النرويجية في البناء والإعمار، والمساهمة في جهود إعادة النازحين، وتحقيق الاستقرار، واستمرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب".
وخلال مناقشة تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة وتأثيرها في البلاد، أشار رئيس البرلمان إلى أن "العراق ليس بمعزل عن ميحطه ولا يريد أن يكون ساحة صراع بقدر ما يكون نقطة التقاء بين الفرقاء"، مؤكدا أن "استقرار العراق عامل مهم لاستقرار المنطقة".
من جهتها، أبدت رئيسة الحكومة النرويجية "رغبة بلادها بتعزيز التعاون الثنائي مع العراق"، مؤكدة "التزام بلادها بالشراكة ودعم الحكومة العراقية في جهود مكافحة الإرهاب وإعادة البناء والإعمار وتحقيق الاستقرار".