في أيّ نصّ أنتِ قارئةٌ؟ ..
ومن أيّ اللغاتِ قدمتِ؟ ..
وفي أيّ البلادِ ولدتِ سيّدتي؟ ..
وفي أيّ المسلّاتِ المجيدةِ..
يسمعُ الأطفالُ صوتَك في المغيبِ؟.
هل أنتِ بابلُ؟ ..
هل رأيتُكِ في أزقّتِها ..
وشعرُكِ يمنحُ الأسوارَ نخلاً وارتفاعا؟..
هل رأيتك قربَ بئرٍ حلوةٍ..
في بيتنا المعمورِ في أوروكَ ..
أو في الكوفةِ الشّمّاءِ ..
في يدكِ الرقيمُ ، ..
وتنشدينَ قصيدةَ السّهلِ الخصيبِ.
{يا أيّها النّصُّ البعيدُ ،
خذني إليكَ ، فإنّني
أحببتُ قارئةً ملامحُها النّشيدُ.}
في أيّ أيقاعٍ عزفتِ؟ ..
وأنتِ أيقاعُ السّوادِ ..
وأنتِ شطّ الحلّةِ الزهراءِ،..
ذاكرةُ الفراتِ ، ..
ورملِهِ المفجوعِ بالأسماكِ والظمأ المريبِ.
في أيّ إيقاعٍ عزفتِ صديقتي؟
إنّي سمعتكِ تعزفين
حديقةَ النّهرينِ
(هل جفّا على مضضِ .. وهاجرتِ الحمائمُ،
والحشائشُ ،
والشّراعُ الرّخصُ ،
والطينُ اللذيذُ؟ .. )
أتعزفينَ صديقتي، معزوفةَ النّهرين ،
أو لغةَ الثيابِ
وصوتًك الكوفيّ ..
يخفقُ بالطيوبِ؟.
هل أنتِ بغدادا؟ ..
أأنتِ قصيدةُ الحلّاجِ يصلبهُ الغزاةُ ببابِها؟
لكنّهُ مازال يعشقُ ..
مظهرًا ..
شينَ الإشارةِ للحبيبِ.
هل أنتِ بغدادا ..
أأنتِ قصيدتي؟!!