ازداد عدد الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم اللائي تم تشخيصهن خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل في الولايات المتحدة منذ العام 1979. يشكّل ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل وأثناءه، مضاعفات محتملة للنساء والأجنة معا ، بضمنها زيادة المخاطر أثناء وقت الولادة، أو موت الرضيع وتسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم المهدد للحياة أثناء الحمل) والسكتة الدماغية، وفشل القلب، وأمراض القلب الأخرى ومنها الاعتلال العضلي (مرض عضلة القلب) أو الفشل الكلوي من بين المخاطر الأخرى للأم.
وتعرّف جمعية القلب الأميركية، ارتفاع ضغط الدم الانقباضي 130 ملم زئبقي (الرقم الأعلى في الدم عند قراءة الضغط) و80 ملم زئبقي ضغط الدم الانبساطي (العدد السفلي في قراءة ضغط الدم).
بيانات واستنتاجات
تقول البروفيسورة كاندي اتاشا، رئيسة قسم علم الأوبئة وأمراض النساء في كلية روتجرز الطبية في نيوجيرسي: “في هذه الدراسة، وهي الأكبر من نوعها، تم تقييم معدلات ارتفاع ضغط الدم المزمن لدى الحوامل اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما. وتم تعريف ارتفاع ضغط الدم المزمن على أنه: ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو خلال الأسابيع العشرين الأولى منه باستخدام بيانات من المسح الوطني للمشافي من العام 1970 الى 2010 مع مراعاة عوامل مثل عمر الأم وسنة الولادة
والعرق.
واجمالا، وجد الباحثون أن ما يقرب من مليون امرأة في الدراسة عانت من ارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل، وارتفع المعدل بشكل حاد مع عمر الأم وسنة الولادة، وارتفع أكثر من 13 ضعفا على مدى العقود الأربعة الماضية.” وتضيف: “وجدنا أن الأمهات اللائي كن أكبر سنا عند الحمل هنّ أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم المزمن. ويرتبط عمر الأمهات المتقدم بقوة مع حالات ارتفاع ضغط الدم المزمن. لذا يجب أن تكون النساء على دراية بالمخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. وقد كشفت لنا النتائج أيضا، أن ارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل تتأثر به النساء السود أكثر من البيض.” وتسترسل: “لقد توقعنا في البداية أن ارتفاع معدلات السمنة والتدخين والسكري وأمراض الأوعية الدموية بشكل غير متناسب بين النساء السود قد يفسر هذه الفوارق العرقية.
ومع ذلك، بعد ضبط معدلات السمنة والتدخين، قرر الباحثون أن هذه العوامل لم تؤثر في الاتجاه التصاعدي لارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل. لقد فوجئنا بشدة- بأن زيادة انتشار السمنة وانخفاض معدلات التدخين لم يكن لهما أي تأثير على اتجاهات ارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل. ولكن لا تزال السمنة والتدخين عوامل خطر قوية لارتفاع ضغط
الدم.”
ضغط الدم الخطير
وجد العلماء، أن ارتفاع ضغط الدم الناجم عن اشارة محددة من الدماغ يعزز أمراض القلب عن طريق تغييرالخلايا الجذعية مع نخاع العظام. وتوضح النتائج كيف يمكن للجهاز العصبي المفرط الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم أن يوجه الخلايا الجذعية لنخاع العظم لانتاج مزيد من خلايا الدم البيضاء التي تسد الأوعية الدموية.
ويعاني نحو 6 ملايين أسترالي تتراوح أعمارهم بين 18 عاما وأكثر، من ارتفاع ضغط الدم. وأن أكثر من ثلثي المصابين بارتفاع ضغط الدم غير المنضبط لا يتناولون الأدوية، وهو ما يمثل 4 ملايين من البالغين. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسة لأمراض القلب.
ولكن العلماء الآن في معهد بيكر للقلب والسكري، وجدوا أن ارتفاع ضغط الدم الناجم عن اشارة محددة من الدماغ يعزز أمراض القلب عن طريق توجيه الخلايا الجذعية لنخاع العظام لانتاج مزيد من خلايا الدم البيضاء التي تسد الأوعية الدموية.
يقول البروفيسور آندرو ميرفي، رئيس معهد بيكر للدم وبيولوجيا الكريات البيض: “هذه النتائج تمثل حقبة جديدة من أبحاث أمراض القلب. اذ ان ارتفاع ضغط الدم عامل خطر رئيس ومستقل لمرض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين. ولكننا بحاجة الى مزيد من المعلومات لتحديد كيف يؤدي الى النوبات القلبية والسكتات
الدماغية.
فأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، هو تراكم لوحة الكوليسترول في جدران الشرايين، مما يتسبب بعرقلة تدفق الدم. ونحن نعلم الآن أن التغيرات المهمة في جهاز المناعة تسهم بشكل كبير في أمراض القلب. وبدورنا نهدف الى تحديد كيف أن الجهاز العصبي من خلال الدماغ يعزز مباشرة تصلب الشرايين في وضع ارتفاع ضغط
الدم.”
وتخلص اتاشا: “لقد اكتشفنا أن هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم غالبا ما يرتبط بالاجهاد، ويتسبب في حدوث تغييرات داخل نخاع العظام، مما يؤدي الى زيادة خلايا الدم البيضاء المنتشرة عبر الأوعية. وهذا مهم لأن النظرة العامة لارتفاع ضغط الدم هو أنه مرض من الأوعية الدموية بشكل أساسي، مما يعني تفويتها الأحداث الأخرى المدمرة
للقلب.”
ويعمل الفريق الآن على استكشاف الجزيئات المحددة المعنية والتي قد تلقي الضوء على سبب عدم فعالية بعض العلاجات الحالية. ويقترح الباحثون، أن ادارة الاجهاد والقلق والألم من المحتمل أن يساعد في السيطرة على هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم والتأثيرات التي تحدثه في الخلايا الجذعية لنخاع العظام في الجسم.
عن ساينس ديلي