مخاطر الإفراط في استخدام المضادات الحيويَّة

من القضاء 2019/11/23
...

كيت م . كرونان

ترجمة: شيماء ميران
ما نعنيه بفرط استخدام المضاد الحيوي هو استعماله عندما لا تكون هناك حاجة لذلك. ورغم ان المضادات الحيوية تعد احد التطورات الطبية المهمة، لكن فرط وصفها يؤدي الى مقاومة البكتيريا (صعبة العلاج).واصبحت بعض الجراثيم اكثر مقاومة بعد ان كانت سريعة الاستجابة سابقا، ما يؤدي الى اصابات اكثر خطورة كالتهابات المكورات الرئوية (الالتهاب الرئوي، التهابات الاذن والجيوب والسحايا والتهابات الجلد والتدرن.
ماذا تعالج المضادات الحيوية؟
تستخدم المضادات لعلاج نوعين رئيسيين من الجراثيم المسببة للامراض الا وهي البكتيريا والفايروسات. وتكون اعراض الامراض الناتجة عن الاصابة بهما متشابهة لكنها تختلف من حيث تكاثرها وانتشارها. فالبكتيريا هي كائنات حية تعيش كخلايا منفردة موجودة في كل مكان واغلبها تكون غير ضارة بل مفيدة في بعض الحالات، وتوجد هناك بعض الانواع الضارة التي تتسبب بالامراض عند مهاجمتها للجسم فتتكاثر وتتطفل على عمليات الجسم.
وتعمل المضادات الحيوية على قتل البكتيريا من خلال ايقاف نموها 
وتكاثرها.
اما الفايروسات فهي كائنات غير حية، تنمو وتتكاثر فقط عند مهاجمتها الخلايا الحية الاخرى. ويمكن لجهاز المناعة في الجسم محاربة بعض الفايروسات قبل ان تتسبب بالمرض، لكن في الانواع الاخرى مثل نزلات البرد فيجب ان تكمل دورة حياتها، لان المضادات الحيوية لا تعمل ضد الفايروسات.
 
سبب الافراط في وصف المضادات؟
يصف الاطباء المضادات الحيوية لاسباب مختلفة، فالبعض يصفونها في حال عدم التأكد من سبب المرض ما اذا كانت نتيجة الاصابة ببكتيريا او فايروس، او ربما عند انتظار نتائج تحليل ما، لذلك قد يتوقع بعض المرضى وصفة مضادات حيوية او حتى يطلبونها بانفسهم من 
اطبائهم.
فعلى سبيل المثال، بكتيريا الحلق هي عدوى بكتيرية لكن اغلب التهابات الحلق تكون ناتجة عن الفايروسات او الحساسية او اشياء اخرى لا يمكن للمضادات الحيوية معالجتها. ومعظم المصابين بالتهابات الحلق سيذهبون الى المركز الصحي على امل الحصول على وصفة مضادات وهم في الاصل لا يحتاجون لها.
 
نتائج فرط باستخدامها
إن تناول المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد او الامراض الفايروسية الاخرى يعد امرا غير مجد، ويمكن ان ينتج عنها بكتيريا يصعب القضاء عليها.
وان تناولها بكثرة او لاسباب خاطئة يمكن ان يُغيّر البكتيريا بحيث لا تستطيع المضادات الحيوية القضاء عليها، اي ما يسمى بالمقاومة البكتيرية او مقاومة المضادات الحيوية. فبعض البكتيريا اليوم تقاوم حتى اقوى المضادات الحيوية المتوفرة.
إن مقاومة المضادات الحيوية هي مشكلة متفاقمة ووصفتها مراكز مكافحة وقاية الامراض “بانها واحدة من المشاكل الصحية العامة الملحة في العالم”، وتشغل هذه المشكلة على وجه الخصوص اهتمام الدول الفقيرة والنامية، بسبب النقص الشديد هناك في مقدمي الرعاية الصحية، وادوات التشخيص المفيدة المساعدة على تحديد الامراض التي تسببها البكتيريا من غيرها.
كما ان العديد من المناطق لم ينتشر فيها الوصول الى المضادات الحيوية بشكل واسع الا في الاونة الاخيرة. بالاضافة الى نقص الماء الصالح للشرب، سوء الصرف الصحي، وبرامج التقليح المحدودة التي ساعدت في انتشار الالتهابات والامراض التي يوصف لها 
المضادات.
 
دور العائلة
كل عائلة تواجه حصتها من نزلات البرد والتهاب الحلق والفايروسات. وعندما تأخذ طفلك للطبيب بسبب هذه الامراض فمن المهم ان لا تتوقع ان تحصل على وصفة مضادات حيوية.
ولتقليل خطر المقاومة البكتيرية ومنع الافراط في استخدام المضادات الحيوية يجب ان تسأل الطبيب عن سبب مرض الطفل هل هو بكتيري ام فيروسي؟. وابحث مخاطر وفوائد المضادات الحيوية، فاذا كان السبب فايروسا فاسأل عن طرق معالجة الاعراض، ولا تضغط على الطبيب لوصف مضادات حيوية.
جوانب مهمة أخرى 
حاولوا ترك الامراض الخفيفة خصوصا التي تسببها الفايروسات  تأخذ دورتها. فهذا يمنع الجراثيم من ان تصبح مقاومة للمضادات الحيوية. 
كما ينبغي ان تؤخذ المضادات في الوقت المحدد الذي يصفه الطبيب، والا قد تعود العدوى مرة اخرى.
ولا تدع الطفل يتناول مضادات حيوية لفترة زمنية اطول مما هو موجود في الوصفة، ولا تستخدم ما تبقى منها في مرة لاحقة. ولا تعط الطفل مضادات وصفت لفرد اخر في العائلة او لشخص 
بالغ. 
ومن المهم التأكد ايضا بان اطفالكم على علم بتطعيماتهم، كما يجب ابقائهم في المنزل وعدم ارسالهم للمدرسة عند اصابتهم بمرض، وتنبيههم على غسل ايديهم مرارا بعناية.
 
عن موقع منظمة صحة الأطفال