الأطعمة المصنّعة فائقة التجهيز ترتبط بتدهور صحَّة القلب

من القضاء 2019/11/24
...

ترجمة/ نادية المختار 
ترتبط الأطعمة فائقة التجهيز التي تمثل أكثر من نصف السعرات الحرارية اليومية للأميركيين، بتدابير أقل لصحة القلب والأوعية الدموية، وفقا للبحث الأولي الذي تم تقديمه في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية في فيلادلفيا مؤخرا. ويتم تعريف صحة القلب والأوعية الدموية، وفقا لجمعية القلب الأميركية، اعتمادا على مقياس ضغط الدم الصحي، ومستويات الكوليسترول، ونسبة السكر في الدم، وتجنب منتجات التبغ، والتغذية الجيدة، ووزن الجسم الصحي، والنشاط البدني المناسب. 
فالأطعمة المصنعة فائقة التجهيز، تسبب الافراط في تناول الطعام وزيادة الوزن. فالأشخاص الذين يتناولون هذه الأطعمة فأنهم يستهلكون سعرات حرارية أكثر، ويزدادون وزنا، عما لو انهم اتبعوا نظاما غذائيا مجهزا بأدنى حد، وفقا لنتائج دراسة للمعهد الوطني الأميركي للصحة. 
شملت هذه الدراسة 200 متطوع بالغ، أجراها باحثون في المعهد القومي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي في    في ولاية كنتاكي الاميركية. وهي أول تجربة تدرس آثار الأطعمة فائقة المعالجة المحدد  في النظام الأميركي. اذ يعتبر هذا النظام الأطعمة “فائقة التجهيز” اذا كانت تحتوي على مكونات موجودة غالبا في تصنيف الأغذية الصناعية، مثل الزيوت المهدرجة، وشراب الذرة عالي الفركتوز، وعوامل النكهة والمستحلبات الصناعية والمنكهات والمطيبات الغذائية. 
تم تصنيف الأطعمة الى مجموعات حسب حجم المعالجة الصناعية التي تخضع لها والغرض منها. ويتم تصنيع الأطعمة فائقة المعالجة بالكامل أو معظمها من المواد المستخرجة من الأطعمة، مثل الدهون والنشا والدهون المهدرجة والسكر المضاف والنشا المعدل وغيرها من المركبات وتشمل المواد المضافة التجميلية مثل النكهات الاصطناعية أو الألوان أو المستحلبات. ومن الأمثلة على ذلك المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة المالحة المعبأة والكعك واللحوم المصنعة وشرائح الدجاج والشوربات الفورية المجففة والمغلفة والعديد من العناصر التي يتم تسويقها غالبا باسم “أطعمة سريعة ومريحة.”
 
دور مهم 
يقول البروفيسور فينغ زهانغ، عالم الأوبئة في مركز السيطرة على الأمراض “تلعب النظم الغذائية الصحية دورا مهما في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. فتناول الأطعمة فائقة المعالجة غالبا ما يحل محل الأطعمة الصحية الغنية بالمواد المغذية، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة القلب الجيدة. فالسكريات والدهون المشبعة والمواد الأخرى مرتبطة بزيادة مخاطر الاصابة بأمراض القلب.”
تقول الدكتورة جونا أرنيت، رئيسة جمعية القلب الأميركية، وعميدة كلية الصحة العامة في جامعة كنتاكي: “تؤكد هذه الدراسة على أهمية بناء نظام غذائي صحي من خلال التخلص من الأطعمة مثل المشروبات المحلاة بالسكر، والكعك، والمعجنات وغيرها من الأطعمة المصنعة. فهناك أشياء يمكننا القيام بها يوميا لتحسين صحتنا قليلا. فعلى سبيل المثال- بدلا من الاقبال على تناول رغيف الخبز الأبيض، يحبذ اختيار رغيف الخبز الذي يحتوي على الحبوب الكاملة أو خبز القمح. كما يتوجب تجربة استبدال الهامبورغر بالأسماك مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع. اذ ان اجراء تغييرات صغيرة قد يؤدي الى تحسين صحة القلب.”
وقد حدث الاختلاف على الرغم من أن وجبات الطعام المقدمة للمتطوعين في كل من النظم الغذائية فائقة التجهيز والمعالجة بالحد الأدنى لأطعمة تحتوي على نفس عدد السعرات الحرارية والمغذيات الكبيرة. 
 
ارتباطات مشتركة 
وقد أظهرت دراسات الرصد السابقة التي تبحث في مجموعات كبيرة من الناس، وجود ارتباطات بين الوجبات الغذائية العالية في الأطعمة المصنعة والمشاكل الصحية. ولكن نظرا لأن الدراسات السابقة لم تكلف أشخاصا بشكل عشوائي بأكل أطعمة معينة ثم قاسوا النتائج. ولم يقتنع العلماء فيما اذا كانت الأطعمة المصنعة تعتبر مشكلة لهم بمفردهم، أو ما اذا كان الأشخاص الذين يتناولونها يعانون من مشاكل صحية لأسباب أخرى، مثل عدم القدرة على الوصول الى الأغذية الطازجة وفقا لظروف تتعلق بأعمالهم أو مقدراتهم الشرائية أو أسباب مجتمعية أو بيئية أخرى.  
يقول البروفسور كيفن هول، استاذ علم التغذية الصحية في جامعة أوهايو: “على الرغم من أننا فحصنا مجموعة من الأشخاص المتطوعين، الا ان نتائج هذه التجربة أظهرت فرقا واضحا ومتسقا بين النظامين الغذائيين. وهذه هي الدراسة الأولى التي تثبت السببية- في أن الأطعمة فائقة المعالجة تجعل الناس يأكلون الكثير من السعرات الحرارية ويزدادون وزنا.” 
ويخلص هول: “نحتاج الى معرفة الجانب المحدد للأطعمة المصنعة فائقة التأثير التي تحفز تناول الطعام وزيادة الوزن. والخطوة التالية هي تصميم دراسات مماثلة مع نظام غذائي معالج للغاية لاعادة تشكيل معرفة ما اذا كانت التغييرات يمكن أن تجعل تأثير النظام الغذائي على السعرات الحرارية ووزن الجسم تختفي. فعلى سبيل المثال، يمكن ان تفسر الاختلافات الطفيفة في مستويات البروتين بين النظم الغذائية فائقة المعالجة وغير المصنعة في هذه الدراسة بقدر نصف الفرق في السعرات الحرارية المستهلكة.”
عن ساينس ديلي