في أيِّ شجارٍ،
في أيّة معركة،
في أيّةِ حرب،
يتصارع طرفان.
ودائماً ما يقفُ بينهما طرفٌ ثالث.
طرفٌ غيرُ مرئيٍّ،
وحشٌ رابضٌ في ظلامِ الكهفِ السحيقِ للقاتل،
ينهض
فينسلّ فجأةً من ذلك الظلام،
وحشٌ هو مَن يأتي إليهما بالسكّين
ويأتي بالدم.
فيحيلُ الاختلافَ شجاراً
والتخاصمَ معركة
والتنازعَ حرباً.
أحياناً
يختلفُ الإنسانُ مع نفسه،
ويتخاصمُ معها،
وقد يتنازعان بسلام.
لكنّ الإنسانَ، وفي حينٍ بالغٍ بظلامِه،
سيقضي منتحراً
إذا ما نهضَ الوحشُ الرابض فيه
وانسلَّ من كهفه،
ووقفَ طرفاً ثالثاً ما بينهما،
ما بين الإنسان ونفسه،
وقد جاءَ إليهما وفي كفّيه
دمٌ وسكّين.