دواعٍِ غير متوقعة لارتفاع حرارة الإنسان

من القضاء 2020/01/01
...

نيكول باير
ترجمة: شيماء ميران
ربما لا تكون الاصابة بالبرد والانفلونزا المسببين الوحيدين لارتفاع درجة حرارة الجسم اكثر من الطبيعي، فالارتفاع البسيط بالحرارة غير مقلق خصوصا اذا كان الانسان مريضا، ولربما هناك مشكلات اخرى مسببة لهذا الارتفاع. حرارة الجسم الطبيعية 37 درجة سيليزية تقريبا، وتختلف من شخص لاخر وتتذبذب حسب الوقت في اليوم.
يقول الطبيب مايكل هول: “يمكن للحرارة ان تنخفض صباحا وترتفع بعد الظهيرة وفي المساء”. لكن عندما ترتفع اكثر من 38 درجة سيليزية ولساعات متواصلة عندها يدخل المريض منطقة الحمى – وهذه الحالة اسبابها عديدة.
 
يوضح مدير المنطقة الطبية في ميداكسبريس للعناية العاجلة كريستوفر ديتز: ان “اغلب مرضاي يعرفون الحمى عارضا شائعا للاصابة بالبرد والانفلونزا”. وبحسب خبراء الطب هناك حالات اخرى تسبب الحرارة اولها الاصابة بالعدوى.
إذ تُبيّن الطبيبة في موقعDoctor4U البريطاني  ديانا غال: “عندما يكتشف الجهاز المناعي تهديدا كالبكتيريا او الفايروس، يُفرز البيروجينات الى مجرى الدم، وتصل للغدة النخامية المسؤولة عن تنظيم حرارة الجسم، وعندما تكتشفها الغدة ترفع حرارة الجسم وتُسبب الحمى، في محاولة للقضاء على البكتيريا والفايروسات، لكن الارتفاع الشديد للحرارة خطر ايضا، واذا استمر ولم ينخفض بالعلاجات المنزلية، فيجب زيارة الطبيب، خصوصا اذا صاحبها صداع شديد وصعوبة بالتنفس، وجود دم في البول والبراز، إحمرار الجلد او الطفح، التقيؤ وغيرها”.
 
التلقيحات.. الالتهابات
يقول المدير الطبي في (ديسباتش هيلث) فيل ميتشيل: “ارتفاع حرارة الجو والحرارة الداخلية نتيجة القيام بحركات رياضية او مجهود بدني يرفع حرارة الجسم”، فتعمل اجهزة الجسم لتبريده من خلال التعرق وتوسع الاوعية الدموية. وقد تتسبب الحرارة الاصابة بضربة الشمس اذا لم يُعالج الانهاك الحراري للجسم فورا.
 اما مساعد مدير مستشفى (وايت بلينز) إريك لارسن يؤكد ان لقاحات الوقاية من الاصابات البكتيرية والفيروسية تهيئ الجسم لمقاومتها اذا اصيب بها لاحقا:”اللقاح يحفز الجهاز المناعي من الجسم الغريب فتتزايد الحمى”
وتحدثت الخبيرة الطبية هولي فيليبس عن “حدوث الاصابة بحمى انخفاض الحرارة في الايام الاولى لانسحاب الكحول، عند محاولة الجهاز العصبي المركزي المقيد بالكحول إعادة تنظيم نفسه” بينما يؤكد لارسن ان انسحاب الكحول يسبب “حدوث انقباضات عضلية لفقدان كمية الكحول المتناولة، تجعل الجسم يهتز وترتفع حرارته”.
اما الطبيبة الاميركية سوما ماندال فتقول “يمكن لكثير من المضادات الحيوية ومضادات الملاريا والاختلاج وبعض الادوية العُشبية ان تتسبب بالحمى”، فينبغي الانتباه عند اخذ اي دواء جديد. 
 
الجلطات والعمليات الجراحية
يتحدث الدكتور في فورورد لخدمات الرعاية الصحية الوقائية نيت فافيني عن جلطات الدم “فاذا صاحب الحمى ألم وتورم واحمرار في الساق، او ضيق بالتنفس، قد يكون علامة للجلطة الدموية” 
يقول مدير مختبرات التنبوء في (سولت ليك سيتي) كينيث وورد:”القليل من مريضاتي يعانينَّ من الحمى واعراض مشابهة للانفلونزا عند بدء دورتهنَّ الشهرية، وسببه التهاب حوضي شديد ناتج عن نزف مزمن في المعدة بسبب التهاب بطانة الرحم واسع الانتشار”، لذا يوصي بمراجعة الطبيب المختص لفحص الحالة. 
اظهرت دراسات ان الحمى احد مضاعفات العمليات الجراحية، ويظهر بعد العملية ما يعرف بحمى ما بعد الجراحة، يقول المدير التنفيذي في سيمدي دكتور لورنس جيرليس:”يفرز الجسم بروتينات التهابية ردا للصدمة الجراحة، مسببة حمى بعد العملية” 
وتخمن جرّاحة تقويم العظام في نيويورك ايرين نانس ان الحمى قد تكون نتيجة تحسس الجسم من مواد التخدير الشائعة والمستعملة، وتعالج بدواء الدانترولين او باكياس
 الثلج.
تقول طبيبة الاطفال آمنة حسين: حرارة الجسم ترتفع حسب المنطقة المُسافر اليها، بسبب بكتيريا مدارية لا تظهر في البلدان المتقدمة. وتنتج الحمى ايضا عن اضطراب وتغيّر الهرمونات، وتضيف حسين،”فرط نشاط الدرقية ذاته لا يسبب حمى، لكن يصاحبه اضطراب في افراز هرمون الدرقي بكثرة مسببا بحمى وتزايد دقات القلب، وتقلبات ضغط الدم”، كما تزيد التغيرات الهرمونية خلال فترة سن اليأس من الاحساس بالحرارة وتعرف بالوهجات.
اما الاصابة بالسرطان ليس بالضرورة ان تكون الحمى اولى علاماته الرئيسة، يقول مدير ابحاث سرطان الدم في مركز ويك فورست الصحي في نورث كارلولينا تيموثي س. باردي: “العديد من انواع السرطان تصاحبها الحمى، واكثرها شيوعا سرطان الدم واللمفاوي”، والسبب هو ان الخلايا السرطانية تخلق استجابة التهابية يرد عليها الجسم بالحمى، او افرازها السيتوكينات – او مواد في الجسم – تسبب 
الحمى. 
الطبيب في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي ديفيد كاتلر يقول: “لا يمكن ان تكون الحمى تنبيها الا في بعض الحالات الخاصة، ويمكن لادوية خفض الحرارة عند الاصابة بالبرد والانفلونزا ان تقلل الاعراض المزعجة كالصداع والالام الجسم”، لكنها لن تجدي نفعا اذا كانت الحمى بسبب تاثيرات هرمونية كانقطاع الطمث، او التمارين الشاقة. 
بحسب باحث كبير في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي آميش أداليا: “يجب ان نقلق عند ارتفاع الحرارة فوق 38.3 درجة سيليزية بنحو متواصل، اذا كانت مصحوبة بالجفاف، التعب الشديد، ضيق بالتنفس، وطفح جلدي حاد”. فأن انتابك القلق من الاصابة بالحمى، فمن الجدير بك استشارة الطبيب}.
عن موقع Huffpost