رحلة زمن عبر الزمن

ثقافة 2020/01/21
...

بغداد/ مآب عامر 
 
 
أقام منتدى أدب الطفل في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب حفل توقيع كتاب «رحلة زمن عبر الزمن، ومسرحيات أخرى» وهي نصوص في مسرح الطفل ومسرح الدمى، للدكتورة زينب عبد الأمير، بحضور نخبة من الادباء والمثقفين. 
وتحدث الناقد عباس لطيف عبر ادارته للجلسة عن كتاب “رحلة زمن عبر الزمن” ووصف نصوصه بأنّها مغايرة تماماً عن مسرح الطفل التقليدي الملفق - كما سبق وأطلق عليه- وهو ما تمّ تلفيقه من قبل الآخرين مثل الثعلب الماكر. 
وقال: أما في عصر الثورة الإلكترونية فلا بدّ من ايجاد مسرح معرفي وتنويري ينقطع عن المسرح التقليدي، لكن عندما تبحر في هذا المسرح وتحول القصص والحكايات من ساذجة إلى فكرة مسرحية متطورة إلكترونياً ليس مجرد بطولات فردية وحيوانات. 
وأشار لطيف إلى قدرة المحتفى بها زينب عبد الامير على مغادرة المسرح التقليدي واختيار مسرح أفكار ومفاهيم كما هي مسرحية رحلة عبر الزمن التي ضمت النظرية النسبية لأينشتاين وغيرها من الافكار العلمية التي ناقشتها عن طريق دراما مسرحية تحاكي عقلية الطفل وشكلت متعة ذهنية وفكرية وصورية من خلال استثمار الغناء والشعر والالعاب وكل عناصر العرض المسرحي. 
والدكتورة زينب عبد الأمير حاصلة على بكلوريوس تربية فنية ماجستير آداب ودكتوراه فلسفة التربية الفنية، ومتخصصة في مجال مسرح الطفل ومسرح الدمى، وكذلك ناشطة في مجال الطفولة والشباب. 
كما وتحدث الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب عبر مداخلته بقوله: إن المسرحيتان الاوليتان (رحلة زمن في الزمن، وعلاء الدين والكتاب السحري) متناصتان مع أدب الرحلات للأطفال وممن كتبوا فيه (لويس كارول اليس في بلاد العجائب)، الا أننا في المسرحيتين الأنفتين ننفتح على خطاب درامي معاصر وحديث. 
ويسرد عبد الصاحب: مسرحية رحلة زمن في الزمن، نقرأ توظيف درامي في مسائل النظرية العلمية في كتابة مسرحية الطفل وبالخصوص عندما سهلت المسرحية مفهوم النظرية  النسبية لأينشتاين من خلال رحلة زمن إلى العالم الخارجي الفضاء، فهي مسرحية من الخيال العلمي الممزوجة - بتناصات وبرقشات- ملونة على التراث العربي مثل (سندباد الليالي) الذي يشرح سيرته الراوي في المسرحية. 
كما تناول الدكتور عبد الصاحب هدف المحتفى به من ذلك ومحاولاتها كي لا تبعد الطفل عن جذوره التراثية والميثولوجية والاسطورية من جانب وتأخذه الى فضاءات الحداثة من جانب آخر. 
وفي مسرحية (علاء الدين والكتاب السحري) تنفتح المؤلفة على حكاية جديدة وثيمتها الرئيسية هي العودة إلى الكتاب بوصفه المعين المعرفي والثقافي للطفل، والتقليل من أمية وسائل التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية والادمان المرضي عليها والاثار السلبية والنفسية والجسدية التي تتركها على الأطفال. 
ويعتقد الدكتور عقيل مهدي يوسف من خلال مداخلته بوجوب التمييز بين العلم والإنسانية وروعة المسرح، ومن تحويل العلم إلى إنسانية،  لأن الانسان يسير على العلم والإنسانية. كما أن استخدام الخرافة والاحلام ليس خاطئ، ولكن كيف نعالجها من خلال النص المسرحي، كما في الدول المتقدمة التي تسعى دوما على تقديم الخرافة والفنتازيا ضمن أفلامها ويكون لها هدف ومعنى.
ومن وجه نظر الفنان سامي قفطان أن ساحة الطفل ومسرحه اشد خطورة من الساحة السياسية فقد تشكل الساحة السياسية بعض الأمور لكنها مؤقتة وفي فترة محدد مقارنة مع الطفل فان الامر يعلق في ذهنه ويترسخ. كما ويستذكر قفطان لقاء تلفزيوني للفنان سعدون جابر ذكر فيه (عندما أغني يجب علي أن أعرف ماذا أغني ومتى أغني ولمن). ويتساءل قفطان ما مكتوب متى يعرض ولمن، وهل الوقت مناسب؟، كما تحدث عن اهمية تحويل جميع افكار الكتاب ألى فعل مسرحي، فالطفل لا يقرأ فقط يجب أن يشاهد. كما وطالب وشجع الفنان بدعم المسرح.