الالتهاب العضلي الليفي.. اعراضه التعب واضطراب الذاكرة

من القضاء 2020/02/08
...

ترجمة: شيماء ميران
هو اضطراب يصيب جسم الانسان يتسم بألم واسع في العضلات الهيكيلية مصحوبا بالتعب والنعاس واضطراب في الذاكرة والمزاج. ويعتقد الباحثون انه يُضخم الشعور بالالم من خلال التأثير في الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع الايعازات الحسية.
تبدأ اعراض المرض احيانا بعد التعرض لضرر جسدي او عملية جراحية او عدوى او إجهاد نفسي كبير. وفي بعض الحالات تتراكم الاعراض تدريجيا بمرور الوقت بدون اشارة لحدوث اي مرض.
تكون النساء اكثر عرضة للاصابة به من الرجال. ويعاني الكثير من المرضى من صداع توتري واضطرابات في المفصل الفكي الصدغي ومتلازمة القولون العصبي والقلق والاكتئاب.
وبينما لا يوجد علاج شافٍ لهذا الالتهاب، الا ان هناك مجموعة ادوية يمكن ان تساعد في السيطرة على اعراضه وتخفيفها.
 
الأعراض والأسباب
ومن بين اعراض هذا الالتهاب الالم المنتشر إذ غالبا ما يوصف بألم ثابت قد يستمر لثلاثة اشهر، ويعتبر منتشرا لانه يصيب جانبي الجسم وكذلك اعلى واسفل الخصر. وغالبا ما يشعر المصابين بالمرض بالاعياء بعد الاستيقاظ من النوم نتيجة تقطع النوم بسبب الالم، وقد تصاحبه بعض الاضطرابات الاخرى مثل متلازمة تململ الساقين وانقطاع التنفس اثناء النوم.
فضلا عن اعراض الصعوبات المعرفية  التي عادة ما يشار اليها بالضباب الليفي التي تُضعف القدرة على التركيز والانتباه، وقد يرافق المرض حالات مؤلمة اخرى مثل متلازمة القولون العصبي، الصداع بانواعه وداء الشقيقة، التهاب المثانة الخلالي او متلازمة آلام المثانة واضطرابات المفصل الصدغي.
اما اسباب هذا الالتهاب العضلي فيجهلها الاطباء، لكن هناك عوامل مؤثرة كالوراثة، لان المرض يميل الى اصابة العوائل فحتما هناك طفرة وراثية معينة تزيد من فرصة التعرض للاصابة بهذا الاضطراب. ويبدو أن العدوى لبعض الامراض ينتج عنها الالتهاب او تفاقمه، او قد ينتج عن الصدمة الجسدية او العاطفية اثر التعرض لصدمة جسدية في حوادث السير او إجهاد نفسي. وهناك اضطرابات اخرى قد تزيد من حدة الالم مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة.
يعتقد الباحثون ان تكرار التحفيز العصبي ينتج عنه تغيير في ادمغة المصابين بالمرض، إذ يشمل زيادة غير طبيعية بمستويات مواد كيميائية معينة في الدماغ التي تشير الى الالم (الناقلات العصبية)، ويبدو ان مستقبلات الألم في الدماغ تطور نوعا من الذاكرة للألم وتصبح اكثر حساسية، ما يعني انها قد تبالغ برد الفعل تجاه إيعازات الالم.
 
المضاعفات والتشخيص
يمكن للالم وقلة النوم المصاحب للالتهاب العضلي الليفي ان يتدخل بقدرة المريض على تأدية الوظائف في المنزل او العمل، او قد يشعر المريض بالاحباط والقلق على صحته بسبب الفشل في التعامل مع حالة غالبا ما يساء فهمها.
كان الاطباء في الماضي يفحصون ثمانية عشر موضعا في جسم المريض لمعرفة كم موضع منها يكون مؤلما بالضغط عليها بقوة. اما التوجيهات الحديثة لا تتطلب فحص المواضع المؤلمة، بل يشخص المرض اذا كان المصاب يعاني من ألم منتشر لاكثر من ثلاثة اشهر من غير ان تتضمن حالة طبية مسببة للألم.
بينما لا يوجد فحص مختبري لتأكيد تشخيص الالتهاب العضلي الليفي، فان الطبيب ربما يستثني حالات اخرى مشابهة في الاعراض. وربما تضم القيام بفحص دم شامل، ومعرفة معدل ترسب كريات الدم الحمراء، وفحص الببتيدات المضادة للبروتين الدورية، والعوامل الروماتيدية وفحوصات وظائف الغدة الدرقية. يضم علاج الالتهاب في العموم كلا من العقاقير الطبية والعناية الشخصية، والتركيز على تقليل الاعراض وتحسين الصحة العامة. ولا يوجد علاج واحد لشفاء كل الاعراض.
 
الأدوية والعلاحات
من بين الادوية المسكنة للألم والمحسنة للنوم الباراسيتيمول والايبروفين والنابروكسين والترامادول. ولا يُنصح بالمواد المخدرة لانها تؤدي الى الاعتياد عليها وقد تزيد من شدة الالم بمرور الوقت.
كما تساعد مضادات الاكتئاب مثل دولوكسيتين وميلناسيبران على تهدئة الالم والتعب المصاحب للالتهاب. وقد يصف الاطباء مضاد الاكتئاب الأَميتريبتيلين او مرخي العضلات سيكلوبينزابرين لتحسين النوم.
غالبا ما تكون الادوية المضادة للاختلاج التي صممت لمعالجة الصرع مفيدة في تقليل انواع معينة من الالم. وقد يكون الغابابنتين احيانا مفيد في تخفيف الاعراض، في حين كان البريغابالين اول دواء صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الاميركية لعلاج الالتهاب العضلي الليفي.
يمكن لانواع مختلفة من الطرق العلاجية تقليل تاثير المرض في جسم وحياة المريض، منها العلاج الطبيعي إذ يتعلم المريض بعض التمارين التي تُحسّن من قوة جسمه وليونته وقدرته على التحمل. كما ان التحدث مع استشاري مختص ربما يساعد على زيادة ثقة المريض بقدراته وتعلّمه طرقا للتعامل مع الاوضاع المجهدة.
 
نمط الحياة ومعالجة منزلية
العناية الشخصية مهمة في العلاج، وذلك عن طريق وضع خطة لمنع او تقليل فرط الاجهاد والاجهاد العاطفي، وممارسة بعض تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق او التأمل.
الحصول على النوم الكافي من الامور الاساسية، اضافة الى ممارسة عادات جيدة كتحديد وقت النوم والاستيقاظ اليومي وتقليل وقت القيلولة.
ممارسة الرياضة المنتظمة ايضا قد تزيد من الالم في البداية لكن تقلل الاعراض تدريجيا، ويمكن ان يخضع المريض لبرنامج رياضي منزلي يضعه له الطبيب مثل التمطي وتمارين الجلوس الجيد والاسترخاء. 
 
عن موقع Drugs