العودة من الغيبوبة إلى الحياة الاعتيادية

من القضاء 2020/02/16
...

ترجمة : عادل العامل
ليس كل المرضى الذين يصابون بالغيبوبة يعودون أو يفيقون منها، وإذا ما عادوا فإن ذلك سيشكّل لحظة فرح غامر لأحبائهم من  الأقرباء والمعارف غير أنه من النادر أن تنتهي متاعبهم الصحية. إذ غالباً ما يتركهم الضرر الذي أصاب المخ مشلولين أو عاجزين عن التواصل مع الغير، كما يقول ماثيو ديميستر في تقريره هذا من بروكسل.
 
 
 
وقد كرّس ستيفن لوريس Steven Laureys ، الأخصائي البلجيكي في الأعصاب جهوده  لمسألة كيفية تحسين حيوات المصابين بالغيبوبة سابقاً، وحيوات عوائلهم أيضاً. وقد تمّ تمييز عمله هذا بمنحة مالية قدرها مليون يورو من “مؤسسة الملك بودوان”، قدمتها له الأميرة أستريد، أخت الملك البلجيكي. 
وسوف تُدعم هذه المكافأة التكريمية العمل الذي تقوم به مجموعة لوريس المتخصصة في علم الغيبوبة بمستشفى Liege الجامعية، في جنوب البلاد. ذلك أن الجهل في ما يتعلق بالدماغ كبير جداً، كما قال لوريس لوكالة AFP في عيادته، وهو يعبّر عن ألمه لكون المرضى الذين يشاهدهم قد “تجاهلَهم” علم الطب 
الحديث.
 
وباء صامت 
ويرى لوريس، الذي يقود فريقاً من 30 باحثاً، أن هناك “وباءً صامتاً” تشكّله حالات المرضى الذين استعادوا وعيهم من الغيبوبة لكن بوعي محدود لدرجات متغيرة. فنحو 150 حالة تُسجَّل سنوياً في بلجيكا لوحدها. بعضهم يترك العناية المركزة قادرين على فتح أعينهم، لكنهم يتحركون فقط كردّ فعلٍ على حافز خارجي. وفي حالات أخرى، أكثر ندرةً، يعود الوعي التام لكن جسم المريض يبقى مشلولاً، محدِّداً أو مانعاً التواصل بين المرضى وممرضيهم أو أقربائهم الأحباء.
والإمكانيات الممكنة للمعالجة محدودة، إلّا أن المنحة الملكية الآنفة الذكر، يقول الدكتور لوريس، البالغ من العمر 51 عاماً، سوف تساعد فريقه على دراسة طريق واعد واحد ــ هو استخدام عقار الآبومورفين apomorphine. وقد برهن هذا العقار، الذي استُخدم حديثاً في معالجة مرض الباركنسون وفي بعض الإدمانات، على فعاليته في العلاج “اللطيف والتدريجي” للضرر الذي يصيب الدماغ.
“ فليس هناك من علاج حديث، للمرضى المصابين بأضرار في الدماغ، قد برهن على أنه فعّال حقاً. وإذا ما وجدنا واحداً، فسوف يُحدث ذلك فرقاً كبيراً في نوعية حياة المرضى”، كما قال الباحث ليندرو
 سانز.
 
أعسر الحالات 
وتقوم جماعة لوريس بمعالجة أعسر الحالات في بلجيكا، حيث أضرار الرأس، أو نزف المخ، أو توقف القلب تتسبب في الغوص بالمريض في غيبوبة وتُحدث له أذىً في الدماغ. وكانت إحدى حالاتها تلك الخاصة براكب الدراجات البلجيكي المحترف ستيغ برويك، الذي أُصيب في تصادم كارثي في شهر آذار 2016 على طريق “رحلة بلجيكا Tour of Belgium”. فقد أُصيب بأضرار عديدة في الدماغ وقضى ستة أشهر في غيبوبة. وهو، اليوم، يستطيع امتطاء الدراجة مرة أخرى. “وقد استعاد قدرته على التحكم بالمحرّك ووظيفة عقله ، فهو الآن رياضي حقيقي لديه حافز عظيم”، كما قال
 لوريس.
ــــ عن / Japanese Time