أعلنت شركة هواوي أنها حققت نمواً قوياً في عملياتها العالمية في 2019 رغم الحملة الأميركية لعزلها، إلا أن الشركة الصينية العملاقة حذرت من أنها تستعد لمواجهة "أصعب عام لها".
وجاء هذا التحذير نتيجة العقوبات الأميركية الصارمة وانتشار وباء فيروس كورونا.
أرباح صافية
وذكرت هواوي، أكبر شركة في العالم للتزويد بمعدات التشبيك والاتصالات وثاني أكبر مصنع للهواتف الذكية بعد سامسونغ، أنَّ عائدات الشركة زادت بنسبة 19,1 % العام الماضي لتصل الى 858 مليار يوان (120 مليار دولار)، وهي ذات نسبة النمو التي حققتها في 2018.
إلا أنَّ الأرباح الصافية ارتفعت العام الماضي بنسبة 5,6 %، مقارنة مع 25 % في 2018 نتيجة العقوبات الأميركية.
وقال إيريك شو، الرئيس التنفيذي الدوري للشركة انه "بعد إضافة هواوي إلى قائمة العقوبات الأميركية في 16 أيار.. كان علينا زيادة الاستثمار في البحث والتطوير لإصلاح الفجوات".
وصرح في مؤتمر صحفي الثلاثاء الفائت: "فجأة، لم يعد عدد كبير من الموردين قادرين على تزويدنا، وكان علينا إعادة بناء سلسلة التوريد الخاصة بنا".
وتابع "في ظل هذه الظروف، كان من المستحيل بالنسبة لنا أن نستمر في الحفاظ على معدل نمو مرتفع في صافي أرباحنا كما في 2017 و 2018".
لكنه أشار إلى أن أداء الشركة كان قويا "على الرغم من الضغوط الخارجية الهائلة".
"أصعب عام"
ومع ذلك ، حذر من أن 2020 سيكون "أصعب عام" للشركة لأنها ستخضع لقائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات لعام كامل.
وأكد أنه رغم أن الشركة كان لديها مخزونات كبيرة تلبي احتياجات العملاء في العام الماضي، إلا أن هذه المخزونات أصبحت منخفضة وسيكون 2020 "اختبارًا لبرنامج استمرارية التوريد لشركة هواوي".
وقال شو انه اضافة إلى ذلك، يتعين على الشركة أن تتصدى لوباء فيروس كورونا الذي تسبب في تدهور اقتصادي عالمي واضطراب مالي وتباطؤ في الطلب في السوق.
وأضاف أنه سيكون من الصعب التكهن بتوقعات الشركة للعام بأكمله في الوقت الحالي.
وتشتبه الولايات المتحدة في أن معدات هواوي تحتوي على ثغرات أمنية تسمح للصين بالتجسس على حركة الاتصالات العالمية.
لكن الشركة نفت هذا الاتهام مرارا وقالت إن واشنطن لم تقدم أي دليل على هذا الادعاء.
عقوبات أميركية
وأشار تقريرها السنوي لعام 2019 إلى تباطؤ نمو الأرباح في العام الماضي بسبب تأثير القائمة السوداء الأميركية على أعمال عملاقة التكنولوجيا الصينية، بينما قال أحد كبار التنفيذيين في الشركة لشبكة (CNBC) إن تأثير فيروس كورونا المستجد على أعمالها غير واضح.
وسجلت الشركة الصينية أصغر زيادة سنوية في الأرباح في ثلاث سنوات، متأثرة بضعف المبيعات الخارجية وسط حملة أميركية مكثفة لتقييد توسعها العالمي بسبب مخاوف أمنية.
وأدى الحظر التجاري المفروض على الشركة منذ شهر أيار الماضي إلى صعوبة حصولها على قطع الغيار والبرامج الأميركية، أو بيع منتجاتها في الولايات المتحدة، وقد أدى ذلك إلى منع وصول الشركة إلى سوق مهم، وأضر بقدرتها على المنافسة خارج الصين.
قيود طويلة الأمد
وقال (ليانغ هوا) Liang Hua، رئيس مجلس الإدارة، في تقرير نُشر على موقع الشركة على الإنترنت: "نحتاج إلى مزيد من التكيف مع القيود الطويلة الأمد التي تفرضها قائمة الكيانات، بينما نتناول أيضًا تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد المستمرة".
فيما قال (فنسنت بانج) Vincent Pang، رئيس أعمال هواوي في أوروبا الغربية، بشأن النتائج المالية للشركة لعام 2019: "كانت أعمال المستهلكين هي الأعمال الرئيسة لنمونا"، ووصف عام 2019 بأنه تحدٍ كبير للشركة.
وألقت الشركة باللوم على القائمة السوداء في تراجع إيراداتها المتوقعة بنحو 12 مليار دولار، وقالت لم نحقق أهدافنا المنقحة، التي كانت تصل إلى 135 مليار دولار، وفقدنا 12 مليار دولار.
واستحوذت وحدة الأعمال الاستهلاكية، التي تشمل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب المحمولة، على أكثر من 54 في المئة من إجمالي مبيعات الشركة في العام 2019، وبالرغم من كونها أكثر وحدة متضررة، إلا أنها حققت إيرادات وصلت إلى 66.93 مليار دولار، أي أقل بمقدار 10 مليارات دولار مما كانت تستهدفه الشركة.
وارتفعت مبيعات الشركة في الصين بنسبة 36.2 في المئة، في حين تراجعت الإيرادات من منطقة آسيا والمحيط الهادئ باستثناء الصين بنسبة 13.9 في المئة، بينما نمت مبيعات أوروبا والشرق الأوسط بنسبة 0.7 في المئة فقط.
وسيطرت هواوي على مبيعات الهواتف الذكية في الصين، حيث حصلت على نسبة 38.5 في المئة من السوق في العام 2019 مقارنة بنسبة 27 في المئة قبل عام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى زيادة الشعور القومي بعد أن تعرضت الشركة لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة.