{فيسبوك} تغير طريقة تعاملها مع أخبار {كورونا} المضللة

علوم وتكنلوجيا 2020/04/22
...

كاليفورنيا/ بي بي سي
 
يعتزم موقع فيسبوك تغيير طريقة تعامله مع المعلومات المضللة حول فيروس كورونا، بعد صدور تقرير يدين تعامله مع الفيروس.
وسيتلقى المستخدمون الذي قرؤوا محتوى زائفاً حول فيروس كورونا، شاهدوه أو شاركوه، إشعاراً تحذيرياً يدعوهم إلى زيارة الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية.
 
أخفق مراراً
وكانت إحدى الدراسات قد أشارت إلى أنَّ فيسبوك أخفق، مراراً، في التضييق على المنشورات والأخبار الزائفة، خاصة تلك المكتوبة بلغاتٍ غير الإنكليزية.
وقال فيسبوك إن نتائج الدراسة لا تعكس العمل الذي أنجز، مؤخراً، في هذا الصدد.
وقالت شركة كاليفورنيا تك إنها ستبدأ في إظهار الرسائل، أعلى الصفحة الرئيسية "خلال الأسابيع المقبلة".
ستقوم الرسائل بتوجيه الناس إلى الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية، حيث يجري دحض الخرافات حول الفيروس.
وقال متحدث باسم فيسبوك إن هذه الخطوة ستصل الناس، الذين تفاعلوا مع معلومات مضللة ومؤذية حول الفيروس، بالحقيقة من المصادر الرسمية، في حال شاهدوا أو سمعوا هذه المزاعم مجدداً خارج فيسبوك.
وتقف دراسة كبرى أجراها باحثون تابعون لمجموعة Avaaz، وهي مجموعة مستقلة ذات تمويل جماعي، حول المعلومات المضللة التي نشرت على فيس بوك بست لغات، عن الفيروس.
وقال الباحثون إن الملايين من مستخدمي فيسبوك لا يزالون يتعرضون للمعلومات المضللة حول الفيروس، من دون أي إنذار أو تحذير.
وخلصت المجموعة إلى أنَّ بعض أكثر الأكاذيب خطورةً حظيت بمئات على الآلاف من المشاهدات، بما فيها مزاعم مثل أن أصحاب البشرة السوداء هم أكثر مقاومةً لفيروس كورونا"، وأن "غاز ثاني أوكسيد الكلورين يدمر فيروس كورونا".
وحلل الباحثون أكثر من 100 منشور يحوي معلوماتٍ مغلوطة عن فيروس كورونا، على النسخ الإنكليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والعربية، والإيطالية، والفرنسية، من "فيسبوك".
 
إشعارات تحذير
وخلصت الدراسة إلى أن شركة فيسبوك تستغرق مدة قد تصل إلى 22 يوماً لإصدار إشعارات تحذير للمعلومات المضللة عن فيروس كورونا، وقد تتأخر حتى حين يقوم شركاء فيسبوك بتحديد المحتوى المؤذي للمنصة.
29 في المئة من المنشورات الزائفة التي شملتها الدراسة لم يحمل أي تصنيف على النسخة الإنكليزية من فيسبوك.
والأمر أكثر سوءاً في بعض اللغات الأخرى، إذ لم يحمل 68 في المئة من المنشورات الزائفة المنشورة باللغة الإيطالية أي تصنيف، في حين بلغت نسبة المحتوى الزائف غير المصنف في النسخة الإسبانية 70 في المئة، وبلغت نسبته 50 في المئة باللغة البرتغالية.
كانت جهود فيسبوك في تصنيف المحتوى المضلل حول كورونا باللغة العربية أكثر نجاحا، إذ بلغت نسبة المحتوى غير المصنف نحو 22 في المئة فقط.
وقال فيسبوك إنه يواصل توسيع شبكته من متقصي الحقائق، عبر تقديم منح وعقد شراكات مع منظمات موثوقة بأكثر من 50 لغة.
وقال مدير الحملة في آفاز،فادي قرعان إن "فيسبوك يقع في قلب أزمة المعلومات المضللة، ولكن الشركة تنحى منحى مغايراً لتطهير هذا النظام من المعلومات السامة، لتصبح أول منصة تواصل اجتماعي تنبّه مستخدميها إلى تعرضوا لمعلومات مضللة حول فيروس كورونا، وتحيلهم إلى حقائق من شأنها إنقاذ حياتهم.
 
إحدى الأكاذيب
إحدى الأكاذيب التي رصدها الباحثون كانت المزاعم حول إمكانيَّة التخلص من جسم الفيروس عبر شرب الكثير من الماء، والغرغرة بالملح أو الخل. وقد تمت مشاركة هذا المنشور لأكثر من 31 ألف مرة، قبل أن تزيله فيسبوك بعد تصنيفه زائفاً من قبل آفاز.
ومع ذلك، لا يزال هناك أكثر من 2600 نسخة من المنشور على المنصة، حظوا بنحو 100 ألف تفاعل، ولا تحمل غالبية هذه المنشورات المنسوخة علامة تحذيرية من فيسبوك.
وفي منشور إلكتروني، دافع مؤسس فيسبوك ومديره التنفيذي، مارك زوكربرغ، عن عمل شركته بالقول: "وجهنا أكثر من ملياري شخص على فيسبوك وإنستغرام إلى مصادر صحية رسمية عبر مركزنا للمعلومات حول فيروس كورونا، والنوافذ التعليمية المنبثقة، التي ضغط عليها أكثر من 350 مليون شخص لمعرفة المزيد".
 
نوافذ تحذيريَّة
ويتابع زوكربرغ "بالنسبة للمعلومات المضللة الأخرى، فبمجرد ما يقوم متقصو الحقائق بتصنيفها زائفةً، نخفّض توزيعها ونرفقها بعلامات تحذيرية مع شرح أوفى". ويصر زوكربرغ على أن النوافذ التحذيرية المنبثقة ناجحة، إذ يختار نحو 95 % من المستخدمين عدم مشاهدة المحتوى المصنف بعلامة تحذيرية.
وقالت إيميلي تايلور، الزميلة المشاركة في "تشاتهام هاوس"، وخبيرة المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي: "أعتقد أن هذه الخطوة خطوة جيدة من قبل فيسبوك؛ فقد شهدنا إجراءً أكثر استباقية بكثير تجاه المعلومات المضللة أثناء الوباء العالمي، مقارنة مع أحداث أخرى مثل الانتخابات الأميركيَّة".
وقالت: "لا نعلم إذا كان ذلك سيحدث فارقاً كبيراً، ولكنَّ الأمر يستحق عناء المحاولة؛ لأنَّ الفارق بين المعلومات المضللة خلال أزمة صحيَّة، وبين المعلومات المضللة خلال انتخابات، هو كون حياة الأشخاص، حرفياً، على المحك".