{هواوي} تحذّر من إجراءات واشنطن {المؤذية} بحقّها

علوم وتكنلوجيا 2020/05/19
...

شينزين/ أ ف ب
 
نددت مجموعة هواوي العملاقة للتكنولوجيا الاثنين الفائت بالخطوة الأميركية الأخيرة التي تحرمها من الوصول إلى الجهات التي تمدّها بأشباه الموصلات مشيرة إلى أنه هجوم "مؤذ" سيحدث فوضى في قطاع التكنولوجيا وغيره على مستوى العالم.
قرار تعسفي
وأفادت وزارة التجارة الجمعة أنها قررت تكثيف العقوبات على هواوي، التي ترى واشنطن أنها تشكّل تهديدا أمنيا، لتشمل منعها من الوصول إلى تصاميم أشباه الموصلات التي تم تطويرها باستخدام برامج وتكنولوجيا أميركية.
وأفاد متحدث باسم هواوي "كان القرار تعسفيا ومؤذيا ويهدد بتقويض قطاع (التكنولوجيا) بأسره حول العالم".
وأفادت هواوي التي تمكّنت حتى الآن من الصمود أمام حملة مستمرة منذ 18 شهرا من قبل إدارة ترامب لعزلها دوليا بأنَّ أعمالها التجارية "ستتأثّر بلا شك" بالضغوط الأميركية الأخيرة.
وأكّدت أن خطوات واشنطن "ستؤثّر في التوسّع والمحافظة على واستمرار عمليات شبكات تقدّر بمئات مليارات الدولارات أطلقناها في أكثر من 170 بلداً".
وصدر البيان خلال قمة سنوية للمحللين المتخصصين في مجال التكنولوجيا والتي تنظمها المجموعة في مقرها في مدينة شينزين في جنوب الصين.
لكنها أضافت أنَّ "هذا القرار من قبل الحكومة الأميركية لا يؤثّر في هواوي فحسب بل سيحمل تداعيات خطيرة على عددٍ واسع من الصناعات العالمية" عبر التسبب بضبابية في قطاع الشرائح الإلكترونية وسلاسل إمداد التكنولوجيا.
وقال مسؤولون إن هواوي عملت على الالتفاف على العقوبات عبر الحصول على شرائح إلكترونية ومكوّنات يتم إنتاجها حول العالم بالاعتماد على تكنولوجيا أميركية.
 
هيمنة تكنولوجية
من جانبه أشار (غاو بينغ) Guo Ping، رئيس مجلس إدارة شركة هواوي بالتناوب، الاثنين إلى أنَّ هواوي ستتأثر حتمًا بسبب الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إدارة ترامب لزيادة تقييد قدرة شركة الاتصالات الصينية العملاقة على تطوير أشباه الموصلات باستخدام التقنيات الأميركية، لكنه قال في قمة المحللين العالمية للشركة: "نحن واثقون من إيجاد حلول 
قريبًا".
وتعد تعليقات بينغ هي أول رد رسمي للشركة بعد أن أعلنت إدارة ترامب عن إجراءات جديدة لمحاولة منع وصول إمدادات الرقاقات العالمية إلى شركة هواوي يوم الجمعة الماضي.
وتعني القاعدة الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي لكن فترة سماح مدتها 120 يومًا، أنه يجب على مصنعي الرقاقات من غير الولايات المتحدة الذين يستخدمون تقنيات التصنيع الأميركية التقدم للحصول على تراخيص قبل شحن الرقاقات إلى هواوي أو الشركات التابعة لها البالغ عددها 114، من ضمنها (HiSilicon).
ومن المتوقع أن تؤثر القيود الجديدة بشكل مباشر في شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية (TSMC)، أكبر صانع للرقاقات في العالم والمورد الرئيسي لشركة 
هواوي.
 
مصنع تايواني
وأعلنت شركة (TSMC) أنها ستبني مصنعًا للرقاقات بتكلفة 12 مليار دولار في أريزونا بدعم من الحكومة الأميركية، وأوضحت بعد ذلك بيوم واحد أنها تتابع تغيير قاعدة التصدير الأميركيَّة عن كثب، ولم تنف (TSMC) صحة التقرير الذي تحدث عن توقفها عن أخذ طلبيات جديدة من هواوي بسبب القواعد الجديدة، لكنها وصفته بأنه مجرد إشاعة سوقية بحته.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة هواوي بالتناوب: "قررت حكومة الولايات المتحدة المضي قدمًا وتجاهل مخاوف الشركات والجمعيات الصناعية تمامًا في سعيها الدؤوب لتشديد قبضتها على شركتنا، ونتوقع أنْ تتأثر أعمالنا حتمًا، وسنحاول كل ما في وسعنا للبحث عن حل".
وأضاف "هذا القرار تعسفي ويهدد بتقويض الصناعة بأكملها في جميع أنحاء العالم، وتؤثر هذه القاعدة الجديدة في التوسع والصيانة والعمليات المستمرة للشبكات التي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات التي قمنا بتنفيذها في أكثر من 170 
دولة".
ووفقًا لتقرير لوكالة رويترز صادر في الشهر الماضي، فقد نقلت هواوي إنتاج الرقاقات المصممة داخليًا نحو شركة تصنيع أشباه الموصلات الصينية (SMIC) الواقع مقرها في شنغهاي، مبتعدة عن (TSMC)، ومع ذلك، فإنَّ قواعد الترخيص الجديدة ستنطبق أيضًا على (SMIC) لأنها تعتمد على معدات تصنيع أميركيَّة لتصنيع الرقاقات.
الهيمنة الأميركيَّة
وعلى صعيد متصل، فقد قال مسؤول تنفيذي كبير بشركة هواوي إنَّ القيود التي فرضتها واشنطن يوم الجمعة، التي تهدف ظاهريًا إلى تبديد مخاوف الأمن السيبراني الأميركية، مصممة فعليًا لحماية الهيمنة الأميركية على التكنولوجيا العالمية، وتستغل الولايات المتحدة نقاط قوتها التكنولوجية لسحق الشركات خارج حدودها.
وكتب (ريتشارد يو) Richard Yu، الرئيس التنفيذي لوحدة الإلكترونيات الاستهلاكية في هواوي، تدوينة على تطبيق (WeChat) تقول: "ما يسمى أسباب الأمن السيبراني هي مجرد عذر"، مضيفًا أن المفتاح هو التهديد الذي تشكله هواوي للهيمنة التكنولوجية للولايات المتحدة.
 
تحذير صيني
وفي السياق أفادت وزارة التجارة بأن "الصين ستتّخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الحقوق المشروعة ومصالح الشركات الصينية بعزم".
وأضافت "تحضّ الصين الولايات المتحدة على التوقف فورا عن أعمالها الخاطئة"، واصفة القيود بـ"التهديد الخطير لسلاسل الإمداد 
العالمية".
ويأتي التهديد بالرد بعد يوم على إدانة بكين الخطوة الأميركية التي اعتبرتها "قمعا غير منطقي لهواوي والشركات 
الصينية".
وأعلنت وزارة التجارة الأميركية أن عقوباتها الجديدة "ستستهدف بشكل دقيق وستراتيجي عمليات شراء هواوي لأشباه الموصلات التي تعد المنتج المباشر لتكنولوجيا وبرمجيات أميركية محددة".
واتّهم مسؤولون أميركيون المجموعة الصينية العملاقة مرارا بسرقة أسرار المهنة ودعم جهود الصين في التجسس، ما رفع منسوب التوتر مع بكين في وقت كان الطرفان منخرطان في حرب تجارية.
واعتمدت هواوي نتيجة ذلك بشكل متزايد على التكنولوجيا المصنّعة محليا، لكن القيود الأخيرة ستحظر كذلك على الشركات الأجنبية التي تستخدم التكنولوجيا الأميركية إرسال أشباه الموصلات إلى هواوي دون إذن الولايات 
المتحدة.