تعهدت السلطات في ولاية زامفارا في شمال غرب نيجيريا بتقديم بقرتين مقابل كل سلاح يعاد في محاولة لوقف الهجمات الدمويَّة التي تشنها العصابات الإجرامية.
وقال حاكم زامفارا بيلو ماتاوالي: “مقابل كل بندقيَّة يقدمها لص تائب، سيحصل على تعويض متمثل ببقرتين”. وقال ماتاوالّي، إنها محاولة لتشجيعهم على التخلي عن ارتكاب الجريمة وعيش حياة طبيعية كمواطنين مسؤولين. وكان قطاع الطرق المسلحون الذين يركبون الدراجات النارية يرهبون الدولة. ويتهم رعاة أبقار من قبائل الفولاني بشن موجة من الهجمات في الولاية مؤخرا، وتمثل الأبقار ثروة كبيرة بالنسبة لهم.
وينفي أبناء قابئل الفولاني الادعاءات ضدهم قائلين إنهم كانوا أيضاً ضحايا.
وتبلغ قيمة البقرة متوسطة في شمال نيجيريا نحو 100 ألف نايرا أي ما يعادل 260 دولاراً، في حين أنّ تكلفة بندقية الكلاشنكوف AK-47 في السوق السوداء يمكن أن تصل إلى 500 ألف نايرا أي 1200 دولار أميركي. ولسنوات، تم استهداف المجتمعات المعزولة في المنطقة من قبل جماعات مسلحة تضم خاطفين ولصوص ماشية على الدراجات النارية.
وبحسب ماتاوالي، يهدف هذا العرض لإقناع أفراد العصابات المعروفين بـ”قطاع الطرق” بتسليم سلاحهم.
وحتى الآن، كثفت السلطات عملياتها العسكريَّة ومفاوضات السلام لإنهاء عمليات القتل، لكنْ من دون جدوى.
وحالياً، لا يوجد ما يشير إلى أنَّ هذه الستراتيجية كافية لجعل قطاع الطرق، وهم بغالبيتهم من رعاة الفولاني، يتخلون عن نشاطاتهم المربحة في سرقة الماشية وعمليات الخطف للحصول على فدية.
ومنذ العام 2011، قتل ما يقرب من ثمانية آلاف شخص وفر نحو 200 ألف من شمال غرب نيجيريا بسبب الاضطرابات التي يعزوها الخبراء إلى الاكتظاظ وتغير المناخ.
وتعهد الرئيس محمد بخاري إنهاء عمليات القتل بعد تصاعد الهجمات في ولاية كاتسينا المجاورة. وفي مواجهة العمليات المتكررة لسرقة الماشية، شكل بعض السكان المحليين مجموعات للدفاع عن أنفسهم واتهموا بتنفيذ عمليات قتل خارج نطاق القضاء.
وقال ماتاوالّي في بيان: “هؤلاء اللصوص الذين اختاروا التوبة الآن، باعوا بقراتهم في البداية لشراء بنادقهم، والآن بعد أن أرادوا حياة خالية من الإجرام، نطلب منهم إحضار بنادق الـ AK-47 الخاصة بهم والحصول على بقرتين في المقابل، وهذا سيمكنهم ويشجعهم “. كما قام المهاجمون بنهب المجتمعات المحلية في الولايات المجاورة.
وغالباً ما ينهبون المتاجر ويسرقون الماشية والحبوب ويأخذون الناس رهائن للحصول على فدية. وفي هجوم وقع مؤخراً في زامفارا قتل 21 شخصاً في بلدة تلاتا مافارا على أيدي عصابات مسلحة.
وفي العقد الماضي، قُتل أكثر من 8 آلاف شخص في ولايات كيبي وسوكوتو وزامفارا والنيجر المجاورة، وفقاً لمجموعة الأزمات الدولية. ويعود سبب الهجمات إلى التنافس المستمر منذ عقود على الموارد بين رعاة الفولاني الأصليين والمجتمعات الزراعية.
ويشارك معظم سكان ولاية زامفارا في الزراعة - وشعار الولاية هو “الزراعة فخرنا”. ووعد المحافظ أيضاً بحل المخيمات التي يوجد بها مسلحون في
الغابات.