حصاة الكلية عبارة عن كتلة صلبة تكون صغيرة جداً في بداياتها ويزداد حجمها مع مرور الوقت في حال استمرار السبب وارتفاع تركيز المعادن والأملاح في الجهاز البولي. وتكون بداية الحصاة على شكل بلورات من هذه المعادن والتي تكون عادة ذائبة في السائل البولي وبازدياد التصاق تلك البلورات ببعضها البعض بعد ذلك يبدأ تكوين نواة الحصاة ونتيجة لاستمرار عملية تراكم والتصاق البلورات المعدنية يكبر حجمها، ما يؤدي الى حدوث خلل في توازن مكونات البول، ويعمل هذا الاختلال على عدم توفر المواد التي تمنع البلورات من الالتصاق ببعظها فتتهيأ الفرصة لتتكون حصاة الكلية.
هناك أسبابٌ كثيرة لتكوين الحصاة، منها ما يتعلق بنوع الغذاء مثل اللحوم الحمراء والبقوليات وبعض أنواع الخضراوات والألبان وحتى الشاي والقهوة، وأيضاً أسبابٌ أخرى تتعلق بشرب الماء وأخرى تتعلق بنوع الوظيفة والمناخ والأمراض التي لها علاقة بتكوين الحصاة، فضلاً عن العوامل الوراثية وأخرى تتعلق بأدوية الأمراض المزمنة.
الأعراض
معظم حالات حصاة الكليتين لا تظهر أية أعراض إلا في حالة حركة الحصاة داخل الكلية عندما يكون حجم الحصاة صغيرا من (5 – 10) ملمم، إذ تكون متحركة داخل الكلية ويكون الألم محصوراً في منطقة الخاصرة ومن الجانبين، وبعض الأحيان يكون الألم عند حركة الحصاة خارج الكلية عند نزولها الى الحالب، ما يؤدي الى انسداد الحالب ويسبب ألماً من الممكن أنْ يمتد الى أسفل البطن أو الى الخصية أو يمتد الى رأس القضيب، يصاحب الألم بعض الأحيان تقيؤ وألم في الظهر وحرقة بالإدرار والتبول الدموي وكثرة البول. وألم الحصاة عادة يأتي بشكلٍ مفاجئ ويعادل ألم الولادة من حيث الشدة خاصة إذا كانت الحصاة في الحالب.
التشخيص
هناك عدة طرق لتشخيص حصاة الكلية والحالب أو المثانة:
1 - من خلال إجراء الفحوصات المختبرية مثل فحص الإدرار أو فحص الدم مثل مستوى الأملاح أو صورة الدم.
2 - الرقائق الشعاعية العادية أو الملونة:
هناك عدة أشكال للرقائق الشعاعية منها من دون تلوين وأخرى عن طريق زرق صبغة عن طريق الوريد وإجراء الفحوصات الشعاعية، إذ عن طريق الأشعة نستطيع قياس حجم الحصاة وإنْ كانت الحصاة كلسية أو غير كلسية، وعن طريق المفراز الحلزوني نستطيع قياس حجم الحصاة وقابلية علاجها عن طريق التفتيت بالموجات فوق الصوتية أو عن طريق إجراء التداخل الجراحي.
3 - زرع الحصاة:
بعد استخراج الحصاة نستطيع زراعتها ومعرفة مكونات الحصاة المعدنية ليتسنى لنا الوقاية من هذه المعادن ولعدم تكوين الحصاة مجدداً.
العلاج
1 - تناول المسكنات حسب إرشاد الطبيب المختص.
2 - شرب كميات كافية من المياه والسوائل للتخلص من الجفاف.
3 - اتباع العلاج بصورة منتظمة، ما يساعد على إذابة الحصاة أو خروجها من الجسم.
4 - إذا كانت الحصاة مسببة في سد الحالب وفشل العلاجات الطبية ضمن فترة العلاج المسموح، عند ذلك يجب إجراء عملية استخراج الحصاة عن طريق الناظور.
5 - عندما تكون حصاة الكلية كبيرة ومتشعبة في الغرف الداخلية للكلية تسمى قرن الغزال عند ذلك يجب إجراء عملية تفتيت الحصاة عن طريق الموجات فوق الصوتية أو عن طريق الناظور وسحب الحصاة.
6 - بعض الأحيان يحتاج المريض الى دعامة توضع بين الكلية والمثانة لتسهيل عملية تفتيت الحصاة وخاصة عن طريق الأمواج فوق الصوتية، إذ يوجد لدينا في العراق أحدث الأجهزه لتفتيت الحصاة وفي كل مستشفى حكومي يوجد جهاز أو جهازان.
7 - يستعمل الليزر في تفتيت الحصاة أو تذويبها، وهناك عدة أنواع من الليزر وهذه الأجهزة أيضاً موجودة في بغداد ونعمل بها بحيث يستطيع المريض إجراء العملية والخروج في اليوم ذاته.
من العمليات المتطوره في الوقت الحاظر هو استخراج حصاة الكلية عن طريق ناظور الكلية، إذ إنَّ هذه العمليات في السابق كانت تجرى عن طريق فتحة جراحية كبيرة، ما يؤدي الى رقود المريض في المستشفى لعدة أيام، أما في الوقت الحاضر فتجرى هذه العملية بالناظور ويخرج المريض في اليوم عينه، إذ تم إجراء هذه العمليات منذ العام ٢٠٠٨.
الوقاية
نسبة تكوين الحصاة في بلدنا جداً عالية، لا سيما في المناطق الغربية والجنوبية، والوقاية منها مثل تغير النظام الغذائي الذي له دور فعال وشرب كميات كبيرة من السوائل وخاصة الماء.
*مدير شعبة الجراحة البولية في مستشفى اليرموك التعليمي