الرأي العام العراقي

آراء 2019/01/08
...

حسين علي الحمداني
في العراق بين فترة وأخرى ثمة حدث يثير الرأي العام العراقي ويدخله في جدل كبير واتهامات متبادلة بين كل الأطراف ينشغل بها الرأي العام العراقي لفترة حتى تظهر حادثة أخرى تغطي على سابقتها،ربما تكون هذه الأحداث بمجملها جزء من ستراتيجية أشغال الرأي العام العراقي بقضايا بعيدة عن
 ما يريده.
وآخرها الحديث عن زيارات وفود يقال إنها شبه رسمية لإسرائيل ورغم إنني أتوقع إن هذه الزيارات هي محاولات فردية من أجل الحصول على دعم سواء  في سبيل الوصول لمكاسب وهي بالتأكيد لا تمثل رأي الحكومة العراقية في قضية الاعتراف بإسرائيل أو محاولة التطبيع معها رغم إن نسبة عالية جدا من الدول العربية لديها علاقات رسمية وقوية مع تل أبيب إلا إن هذا لا يعني إننا في العراق نسير على ذات الخطى التي سارت عليها بعض العواصم العربية.والسبب في ذلك إن العراق ليس من أولوياته التطبيع مع إسرائيل الآن أو في المستقبل وبالتالي فإن الحكومة العراقية غير مسؤولة عن زيارات خاصة يقوم بها بعض الأفراد لهذه الدولة أو تلك لأغراض تبقى بعيدة كل البعد عن سياسة العراق الخارجية وموقفه من القضايا المهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تأخذ حيزا فكريا كبيرا لدى الرأي العام العراقي الذي يشعر دائما إن القضية الفلسطينية تمثل نقطة مهمة في الفكر السياسي العراقي منذ عقود 
طويلة.
من هنا نجد إن زيارات الوفود الثلاثة لتل أبيب ما هي إلا زيارات خاصة ذات غايات محدودة جدا لا تتعدى محاولة مغازلة إسرائيل وفتح قنوات  تواصل من أجل الحصول على دعم سياسي يؤهل القائمين بالزيارة في الحصول على مكاسب سياسية هنا أو هناك وهي حسب وجهة نظري لا تختلف عن زيارات الكثير من المسؤولين العراقيين في السنوات الماضية لدول الجوار سواء تركيا أو السعودية أو الأردن أو قطر في فترة تشكيل الحكومات السابقة خاصة وإننا نعرف جيدا إن الكثير من حوارات تشكيل تلك الحكومات كانت تبحث في دول الجوار وبالتالي من تاريخ زيارات الوفود هذه لإسرائيل وهي عام 2018 نجد إن الغاية الحقيقية تكمن في هذا الشأن وهو أمر مرفوض من الرأي العام العراقي الذي يجد إن هنالك بعض السياسيين يحاول جر العراق لعملية تطبيع مع إسرائيل حتى وإن كانت مجرد(ضجة) إلا إنها تمثل(بالون اختبار)لمدى قبول الشارع العراقي لهذا التوجه الآن أو في 
المستقبل.
من هنا نجد إن على السياسيين العراقيين أن يدركوا جيدا إن تصرفاتهم الشخصية تؤثر بشكل كبير جدا على الشارع العراقي وإن من واجباتهم تقديم الخدمات للمواطن العراقي وتسريع عملية البناء والمساهمة في استقرار العراق وإبعاده على كل أشكال المحاور والتكتلات الإقليمية والدولية،تلك المحاور التي تحاول إدخال المنطقة في دوامة جديدة ذات أبعاد خطيرة 
جدا.