دعوات لتعويم حكومة دياب لملء الفراغ اللبناني

الرياضة 2020/09/30
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
 
مع إنسداد الإفق والجمود الذي يكتنف ملف تشكيل الحكومة؛ التي (طارت) وسط تبادل الاتهمات بين الفرقاء اللبنانيين بالتسبب في إجهاض مبادرة باريس، وإفشال التشكيل، لا يبدو أن الرئيس اللبناني ميشال عون يفكر حالياً بالدعوة لاستشارات نيابية ملزمة؛ لتسمية من يخلف المعتذر مصطفى أديب في قاطرة التشكيل المشلولة، بينما تخرج من هنا وهناك مساعٍ لتسخين جسد الحلول الحكومية التي دب الإنجماد في أوصالها المتيبسة.
 
تعويم دياب
في هذا السياق، برزت دعوات لمعالجة الموقف المتأزم، لأن الوضع اللبناني ينذر بمخاطر هائلة، فرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي اقترح العودة لتسمية سعد الحريري لتشكيل حكومة سياسية، أو تكنوسياسية لتجاوز الأزمة المستحكمة، في حين اقترح آخرون تعويم حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها حسان دياب، وشهدت ‎كواليس الصالونات السياسية‎ ‎تداول الفرضيات والحلول بذلك، ويبدو أن طرح فكرة ‎التعويم‎ ‎لحكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎لملء‎ ‎الفراغ‎ ‎ في ‎ ‎السلطة‎  ‎التنفيذية‎ ‎‎لمواجهة‎  ‎ما‎ ‎قد‎  ‎يحدث‎  ‎من‎ ، ‎ تداعيات اقتصادية ‎وأمنية‎ ‎وتحركات‎ ‎شعبية‎ ‎على‎ ‎الأرض، تدفع بها قوى سياسية ‎لتفعيل‎ ‎حكومة‎ حسان  ‎دياب‎  ‎لسد‎  ‎الفراغ‎  ‎الحكومي‎  ‎خلال‎  ‎الشهور‎  ‎الثلاثة‎ ‎المقبلة، ‎في حين شكك آخرون بقدرة حكومة دياب على ‎مواجهة‎ ‎الأزمة‎ ‎جراء ما اعتراها من خمول، وانعدام الصلاحيات ‎‎فضلاً عن تصريح‎  ‎رئيسها‎  ‎حسان‎   ‎دياب‎  ‎بعدم‎ ‎استعداده ‎‎لهذا‎ ‎الخيار المرهق.
‏مصادر مواكبة للمسار الحكومي أكدت لـ «الصباح» أمس الثلاثاء، أن «ثمة تحركا فرنسيا باتجاه الرياض؛ لإعادة إنتاج الدور السياسي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي تعتقد باريس بإنه ربما يمثل الخيار الأكثر سلامة في هذا الظرف، بينما يبدو الحريري في موقف حرج فهو غير قادر على مواجهة حزب الله في الداخل، ولا يمكنه (النهوض) بأدائه السياسي ليصل الى حدود رضا واشنطن والرياض اللتين تريدان من منه أن يسلك سلوكاً متشدداً.
 
إلزم حدودك
حزب الله الذي كانت له حصة من هجوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في خطابه الحاد، بدت أوساطه ممتعضة جداً من «إتهامات باريس»، فالحزب يؤكد أن «ماكرون تجاوز حدوده»، و»ماكان له أن يتعاطى مع الحزب هكذا بعد أن لمس (موقف الثنائي بوضوح)»، وجاءت رسالة الحزب لماكرون قبل خطاب الأمين العام للحزب بـ 24 ساعة، عبر قناة «المنار» التابعة له متوجهة الى ماكرون بالقول: «أخطأت الاسلوب وضللت العنوان، واشتبهت على ما يبدو بين دور الرعاية 
وفعل الوصاية».
القناة عدّت في تعليقها أن كلام ماكرون «ينمّ عن حراجة موقفه بعد تعثر مهمته بفعل حلفائه الأميركيين، وأدواتهم في المنطقة ولبنان»، رافضة «رسالة التهديد والوعيد، والوعظ وتوزيع الاتهامات، 
في مكان كلبنان».