حسين علي الحمداني
نطالع يوميا الكثير من الأخبار عن العراق ونوعية هذه الأخبار مختلفة منها السياسي والاقتصادي والأمني ولكل مرحلة أخبارها الخاصة بها وهذه الأخبار تنتشر بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت المصدر الرئيس لتداول الأخبار.
هذه الأخبار تتحدث عن جرائم منظمة تستهدف المجتمع العراقيK سواء الترويج للمخدرات التي شاعت بشكل كبير، وكما قلنا هي جرائم منظمة تقف وراءها أجندات دولية وتمويل لا يختلف في خطورته وأهدافه عن تمويل الإرهاب الذي انتصرنا عليه وطهرنا المدن العراقية من دنسه وشروره.
من بين الأخبار التي توقفت عندها كثيرا خبرا يؤكد(بيع فتيات)عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث هنالك عرض وطلب وبائع ومشتر، أي هنالك (سوق نخاسة) في العالم الافتراضي وهي تجارة كانت رائجة قبل الإسلام وظلت لفترة طويلة قائمة بحكم الفتوحات التي كانت المصدر الرئيس لهذه البضاعة(بيع الجواري والعبيد) والسؤال الذي توقفت عنده بماذا يختلف من يمارس هذه المهنة عن تنظيم"داعش"الذي عرض النساء للبيع؟ وأين دور الأجهزة الأمنية؟ والجواب الذي توصلت إليه أن من يمارس هذه التجارة غير الشرعية هو يمارس الإرهاب بطريقة مباشرة، لأنه يبيع (بشرا) ولا أحد يعرف كيف سيتم استخدام الفتاة التي تم بيعها ولأي غرض وبالتأكيد كل ما يخطر في أذهاننا ممكن أن يحصل بما ذلك العمل الإرهابي.
وأتذكر جيدا قبل سنوات مضت أن عملية تجنيد الإرهابيين في الكثير من الدول كانت تتم عبر(تجار بشر) يقدمون فرص عمل وهمية للراغبين ويتم تدريبهم وإرسالهم للعراق وفي الوقت نفسه يتم تحويل مبلغ لا يتجاوز3000 دولار أميركي لذويهم وهي عملية شراء واضحة جدا، تذكرت هذا وأنا أطالع أخبار(سوق النخاسة) المستحدثة في العراق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي موجودة وتم القاء القبض على بعض هؤلاء التجار من قبل الأجهزة الأمنية، وبالتأكيد تبدأ هذه الأسواق ببيع النساء ثم تتطور فيما بعد، لبيع الشباب أيضا على غرار ما حصل في الكثير من الدول التي جاء شبابها للمجاميع الإرهابية.
ونأتي هنا لنعرف ما هو دور الأجهزة الأمنية بما فيها الأجهزة المسؤولة عن رقابة شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ونقول إن المجتمع بحاجة لحمايته من هذه المواقع خاصة وإن نسبة عالية جدا من المستخدمين هم شباب وبأعمار تجعلهم ينجرفون وراء هذه الأخبار والمواقع وبالتالي تحصين المجتمع العراقي من هذه الأفكار ضروري جدا كي لا ينجرف البعض وراء ذلك، وهذه مهمة ليست سهلة وتتطلب وجود خبراء محترفين في هذا الميدان، غضلا عن ذلك حملة توعية كبيرة جدا لمحاربة هذه الجريمة الخطيرة جدا في أبعادها الاجتماعية والأمنية، وهذه الحملة التوعوية مهمة الجميع سواء وسائل الإعلام أو وزارة التربية والتعليم العالي والداخلية وأئمة وخطباء المساجد والجوامع وكل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، أي بصريح العبارة تحتاج لحشد كبير جدا من أجل أن نقضي على الجرائم وكشف من يقف وراءها.