عزوف الأطفال عن تناول الطعام

اسرة ومجتمع 2019/01/14
...

فاخر الداغري
لوحظ في السنوات الأخيرة عزوف الأطفال عن تناول مواد معينة من التغذية اليومية مثل البيض والحليب والسمك كما لوحظ تزايد العزوفات الأخرى ذات الطابع الموسمي وخاصة ما يتعلق بالجهاز التنفسي.
وقد باتت هذه الأمور تجاه تناول الطعام من قبل الأطفال خطراً مهدداً للصحة العامة للأطفال حيث لوحظ أن 125 طفلا بالمقارنة مع 250 طفلا حسب دراسة اجريت في عام 1997 وهذا راجع الى قلة تعرض الأطفال للجراثيم في صغرهم حيث يعيش الأطفال حياة نظيفة فوق العادة وذلك بفضل اللقاحات والمضادات الحيوية والصابون المعقم الأمر الذي يخل في جهازهم المناعي فيها مواد في الجسم صديقة في العادة وتؤدي قلة تعرض الأطفال للجراثيم الى التقليل في قدرتهم على محاربتها فالصابون المطهر الذي يقتل الجراثيم الضارة والنافعة على السواء.
وبالعودة الى موضوعنا الأساسي وهي ((عزوف الأطفال عن تناول الطعام)) وذلك راجع الى انتشارها بين العوائل التي لها تاريخ مرضي بالحساسية على انه ثمة الكثير من طرق التعرف على هذه الحساسية الطعامية ومعالجة اعراضها بل وحتى تجنبها.
ويرجع احتمال اصابة الطفل بحساسية معينة تجاه الطعام من الاصابة بحكة جلدية او وخز في الفم او الشكوى من الطفح الجلدي أو القيء أو ألم في المعدة او الاسهال وكلها جميعاً من ابرز الأطعمة التي تسبب الحساسية في كل من البيض والحليب وفول الصويا والفستق والبندق والسمك حيث تسبب هذه الأطعمة حوالي 90 % من حالات التحسس الطعامي على ان لا تخلط بين الحساسية تجاه الطعام وحالات الا تحمل الغذائي التي تحدث اعراض مشابهة للحساسية الغذائية من دون ان تدفع الجهاز المناعي لاستجابة تظهر على شكل طفح جلدي أو غيره ويمكن التعرف الى حالة اللاتحمل الغذائي بأن الطفل يستطيع تناول كميات قليلة من الغذاء المسبب من دون ان يشكو من اية اعراض.
وهناك اشارة الى ان الحساسية الغذائية عند الطفل قد تؤدي مع مرور الزمن الى ضعف النمو وظهور حالات قد تشكل خطراً على حياة الطفل مثل صعوبة التنفس نتيجة ضيق الحنجرة وتورم الجسم التي قد تصل الى فقدان حياة الطفل.
وهنا لا بد من اجراء التحكم في حساسية الطفل منذ سن الرضاعة وذلك باقتصار غذائه على حليب الأم طوال الأربعة أشهر الأولى من عمره وهذا من شأنه أن يؤجل تحسسه لحليب الأبقار حيث أن العلمية الغذائية تبدو أنها تأجيل لظهور الأعراض.
وحين يصبح الطفل قادراً على تناول الطعام الصلب فمن الأفضل أن يُقدم له طعام معين في كل مرة وتستطيع الأم الحنون ان تراقب طفلها اثناء تناوله الطعام المعين حيث ان الحساسية إن وجدت فقد تظهر خلال دقائق واحياناً يستغرق ظهورها ساعات.
وتنصح الأم بتسجيل الطعام الذي يتناوله الطفل مع الاعراض التي لاحظتها على طفلها حيث انه قد تفشل احياناً في تحديد الغذاء المسبب للحساسية الأمر الذي يستدعي الطبيب لإعادة اعطاء الغذاء المناسب للطفل الذي اختلط على الأم تحديث ومراقبة ما يحدث للطفل عن كثب.
وعليه تتطلب الضرورة الحفاظ على صحة الطفل ووقايته من امراض الحساسية ومراقبة مكونات الأغذية المعلبة ويمكن ابلاغ المدرسة واصدقاء الطفل حين تدعو الحاجة.
ويمكن للأم ان تعطي طفلها بعض الأغذية المحسسة عندما يكبر طفلها حيث لوحظ ان 80 % او 90 % من الاطفال من يتخلصون من هذه الحساسية الغذائية حين يبلغون الخامسة من عمرهم.